|
إن تطور الوطن مرهون بمدى القدرة على بلورة النظرية والتطبيق حتى تصبح نظرية وطنية تستوعب كل الخصوصيات وكل المتطلبات وتعددية الانتماءات،فالوطن من حيث الحقيقة ما هو إلا إرادة الناس في العيش المشترك،وكل ذلك لا يقوم إلا على فكرة الحوار ونفي ثقافة الصراع ومفهوم العزلة ونبذ العنف وتجنب ثقافة القوة والحروب وتعميق مفهوم الحدة الوطنية عبر خلق الاتحاد الاجتماعي الوطني الشامل ،فالوحدة ليست غاية إلا بمقدار ما تقودنا إلى تحويل الحلم إلى واقع وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية فكرا وسلوكا،وهو الغاية التي توصلنا إلى الغاية الحقيقية اللانهائية لمعنى التقدم الاجتماعي والإنساني ـثم إن السماح للغة التعصب والاتهام والشتم والتوتر والتخوين من الظهور يعني إعطاء فرصة لتقويض جدار الوطن من الداخل على المدى البعيد..لذا يجب على الجميع إن ينصب اهتمامه على التأكيد شراكة الجميع في بناء الوطن..وأهلية الجميع وأصالتهم في الانتماء إلى الجماعة الوطنية..وان الحوار الوطني بين أبناء الوطن وقواه المختلفة والوحدة الوطنية متلازمان تلازما كاملا..فلا وحدة وطنية بلا حوار اجتماعي سياسي شامل كما انه لا حوار فعال ومثمر في ظل التناحر الداخلي وتفريخ المجتمعات الصغيرة ..كما انه لا حوار في ظل إطراف صاحبة مصلحة من الحوار عدا حوار المصلحة الوطنية في ظل مصداقية الانتماء..
إذا فواحدية الانتماء للوطن والشعب والأرض والإنسان بالمعنى للشامل تستدعي بالضرورة الإفراد باختلاف وتنوع وتعدد المصادر المكونة لمعنى الوطن والشعب،فالوطن مثل الشجرة التي تملك الفروع والأغصان ،وكل غصن يبزغ من هذه الشجرة هو فرع منها ..وهكذا الفروع تتنوع ولكنها تعود إلى أصل الشجرة..فالقضايا الكلية والعامة لا أساس لوجودها إلا من خلال الأجزاء المتنوعة التي تبدوا بسيطة ولكن بعد احتضانها ورعايتها بالحفاظ على جذورها وأغصانها تنتج بعد ذلك الازدهار الكلي للوطن والإنسان.
في الخميس 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 06:42:51 م