خشية العالم من إستخدام الكيماوي في سوريا
متابعات
متابعات
 

بات العالم الآن مشغولا إلى حد كبير, ومصوبا بصره ناحية سوريا, خشية من فعلة مجنونة وحمقاء, قد يقوم بها نظام بشار الرئيس, ألا وهي استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الثوار, وإتباع سياسية الأرض المحروقة, التي تفني الحياة في سوريا.

فالولايات المتحدة تهدد بأنها تملك خطة تحرك عاجلة, في حالة ما إذا استخدم الأسد تلك الأسلحة في مواجهة الثوار, والناتو قاب قوسين أو ادني من نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سوريا, والثوار يؤكدون وجود تحركات في قوات الجيش توحي بأنه يعد عدته لاستخدام تلك الأسلحة.

فما الذي تغير في المعادلة السورية ودعا الأسد إلى إعداد عدته لاستخدام الأسلحة الكيماوية, وهل هو مجرد تهديد أم أنه عازم بالفعل على استخدامها؟

هناك عدة متغيرات على الساحة السورية نراها عجلت بتلويح الأسد بهذه الأسلحة..

المتغير الأول هو اقتراب الثوار من دمشق وتضييق الخناق على بشار الأسد وقواته وشبيحته, فالمعركة الآن في العاصمة وما حولها, وهو ما يعني تهديدا مباشرا لرأس النظام, بشار الأسد, وعصابته, وما زال شبح نهاية الرئيس الليبي معمر القذافي عالقة بالأذهان.

المتغير الثاني معركة المطار, فالثوار عازمون, حسب المتابعين لسير المعارك, خوض معركة حاسمة للسيطرة على مطار دمشق, لمنع أية إمدادات قد تصل إلى شبيحة الأسد وقواته, وهي أم المعارك, وإذا تمكن الثوار من فرض سيطرتهم, فان أمر سقوط بشار سيكون محتما, بل وستعجل بهذا الرحيل.

المتغير الثالث, هو تمكن الثوار من الحصول على أسلحة متقدمة , وقدرتهم على المواجهة الحقيقة والندية في التعامل مع قوات الأسد, وهو ما شكل ردعا لسلاح الطيران, وهو أكثر الأسلحة فاعلية لدى قوات الأسد في مواجهة الثوار, بعد إنهاك القوات,وتضعضع معنويات الشبيحة.

وتشير هذه المتغيرات العسكرية, التي تصب في صالح الثوار عن ورطة كبيرة لـ بشار وقواته, فعامل الزمن بات في صالح الثوار, الذين يغنمون كل يوم مساحات جديدة, وتقوى شوكتهم العسكرية, وهو الأمر الذي يلقى بظلال ايجابية على موقف الخارج الغربي الذي كان متخوفا ومترددا خشية ألا تستطيع تلك الثورة الاستمرار في محاولتها لإسقاط النظام.

ومن هنا يأتي السؤال, هل يفعلها بشار ويستخدم آخر ورقة عسكرية في جعبته؟

التاريخ الدموي لهذه العائلية يوحي بان الدم السوري عندها رخيص للغاية, وان فعلها ذاك الشبل اليوم, فقد فعلها الأسد العجوز من قبل في حماة, وقتل الآلاف في بضع دقائق, حينما شعر أن تلك الانتفاضة يمكن أن تنال من كرسيه وتهز سلطانه على البلاد.

وأسد اليوم, ربما لا تسمح له الأوضاع الدولية بمثل ما سمحت لأبيه من قبل, لأسباب متعددة, منها أن الثورة اليوم ليست في مدينة واحدة ولا محافظة محدودة, فهي ثورة في دمشق وحمص وحماة وغيرها, وهو لا يستطيع من الناحية العملية أن يستخدم سلاحه الكيماوي في كل هذه المدن.

الأمر الثاني أنه لو فعلها, فهي آخر ما في جعبته, وستوحي بان النظام في رمقه الأخير, وهي رسالة سلبية لداعميه في الخارج, لاسيما النظام الروسي والإيراني, والتي قد لا تجد مناصا من التفاوض على الكعكة السورية, في مقابل تخليها عن النظام هناك.

الأمر الثالث, ستترك مجالا واسعا للولايات المتحدة وحلفاءها ذريعة للتدخل العسكري السريع, للحفاظ على المدنيين من الإبادة الجماعية, وستتحرك حينها المنظمات الدولية,وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الأسد وأركان عصابته,وقطع الطريق على حل يخرج بمقتضاه إلى مكان آمن.

 ورغم كل هذه المخاطر من استخدام هذه الأسلحة, فان الطغاة, في فورة طغيانهم, يفقدون عقولهم, كما فقدوا قلوبهم..

 
في الأحد 16 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:41:28 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18452