العلماء غابوا أم غيبوا
صالح أحمد كعوات
صالح أحمد كعوات

المتتبع للتاريخ ومنذ القرون الأولى يجد أن للعلماء دور بارز وهام ، وحضور مشهود في كل المتغيرات والتحولات التي شهدتها الأمة ، لا يخفى ذلك الدور على أحد من المراقبين والمتابعين بدئا من عبدالله بن الزبير الذي رفض ومن ذو العهد الأول الحكم الوراثي الجبري ، ومروراً بالعز بن عبد السلام وسعيد بن جبير الذين رفضوا الانصياع للطواغيت ومجاملتهم على حساب حقوق الأمة، وصولاً الى قيادة العلماء وتصدرهم في الثورات العربية والإسلامية ضد الاستعمار كعمر المختار وسعيد النورسي ومصطفى السباعي ومحمد محمود الزبيري واحمد محمد نعمان وغيرهم الكثير، ولا ننسى الدور الإصلاحي الذي قام به العلماء كالإمام محمد بن علي الشوكاني والإمام محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا وجمال الدين الأفغاني وفتح الله كولن وغيرهم من المصلحين ، مما يبين وبوضوح دور العلماء في صناعة نهضة الأمة ، والوقوف إلى جانب مصالح الشعوب ، واليوم ونحن على أبواب الحوار الوطني بعد ثورة فبراير المجيدة حيث كانت بصمات العلماء فيها واضحة فقد كانوا الى جانب الشعب تحفيزاً وتوجيهاً ، يلحظ المراقب إقصاء لعلماء اليمن من المشهد الحاضر مع ان علماء اليمن دائماً ما يكونوا أصحاب مواقف قوية ترد للشعب حقه وتحافظ على هويته ، ومواقفهم إبان أزمة دستور دولة الوحدة ، والحفاظ على وحدة اليمن حين حاول البعض الانفصال شاهد على ذلك ، العلماء هم شريحة مهمة ومؤثرة ، فمن الناحية التأصيلية الشرعية فان العلماء هم أهل الحل والعقد، يضاف إليهم أهل الاختصاص كل في مجال اختصاصه ، ناهيك ان بعض المفسرين ذهب الى أنهم هم أولو الأمر في قوله تعالى{ياأيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والي الأمر منكم } وقيل هم العلماء والأمراء، غير إن البعد عن الفكر الإسلامي الصحيح هو الذي ولد الفجوة بين أولي الأمر- والمقصود بهم العلماء والامراء- وأصبحت ثقافة الفصل بين العمل الدنيوي والأخروي هي من باعدت في العلاقة بين العلماء والحكام، وعلى أية حال فان العلماء هم النجوم التي يهتدي بها الناس وإليهم يرد أمر الأمة في مسائل الشريعة وتفصيل أحكامها وتوضيح ما خفي منها على العامة وما أشكل عليهم فيها ،

ونحن نعتقد ان اليمن لازالت بحاجة الى علمائها ولم يستغني الشعب عنهم الى هذا الحد من الإقصاء، ولم يفوض السياسيين بدلا عنهم ، فلا غنى للشعب عن علمائه ،إن حضور العلماء ضرورة ومطلب فهم كالزيت المرطب لعملية الحوار ،أو كالإسمنت الذي به يتماسك البناء، هم كالمصابيح التي تضيئ حياة الشعوب ، وبدنوهم فإننا نتخبط في الظلام ، بوجودهم يكون الخير وتحل البركة ، وبحضورهم يحضر التقارب ، العلماء محل احترام وتقدير للجميع ويجب ان يكونوا كذلك ، فإلى رئيس الجمهورية والى اللجنة الفنية للحوار الوطني حتى تكسبوا شعبكم أشركوا علماءكم بما يناسب قدرهم ومكانتهم ،حتى يبارك الله المسيرة والى علماء اليمن أين صوتكم؟ فإن تفرقتم وأنتم علماء الأمة فماذا سيكون حالها ، واجبكم ان تكونوا على قدر الحدث فما يجمع أكثر مما يفرق.


في الجمعة 04 يناير-كانون الثاني 2013 04:57:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18686