في وطني ثورة
علي السورقي
علي السورقي

الثورة فعل شعبي جماهيري يهدف إلى التغيير والرقي بالأوطان وحضور نوعي يجسده الإنسان عبر مراحل نضالية تلازم تكويناته الفطرية والفكرية الرافضة لكل ما هو رجعي متخلف وتقليدي سلبي لا يستجيب للتغيير

ومن هذا المنطلق أقول مؤكــداً .. في وطني ثــورة في وطني ثورة شعبية إتخذت من السلمية خيار للعمل الثوري كسرت كل حواجز الخوف وتحدت المستحيل ذلك المستحيل الذي شرعن السلطة لنفسـه وأسرته وأتخذت من الشرعيــة جلباب اسود لممارسة الفوضــى وتصدير فيروساتها البشرية إلى سلوكيــات المجتمع وجسم مؤسسسات الدولة الخدمية لفظاً والإنتاجية فساداً

في وطني ثورة ولدت شرعية من رحم المعانات وصلب الظلم فشبت منذُ الولادة ونطقت في التغيير فعل جلي كاد أن يتلهم وكـر الظلم ويسقط أركان منظومته الظلامية التي عاثت في الوطن فوضى وسعت في المجتمـــع والشعب فساداً لولا تدخل ما سُميـى أنذاك بقيادتها السياسية التي جنحت للسلطة كجائزة إقليمية مُنحت لها !!؟

في وطني ثورة حراكية سلمية ومدرسة نضاليه إرتاد فصولها الثورية الأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية صرخت بأعلى فعلها الثوري لا للشمولية , لا للفوقية ونهب الثروات الوطنية , لا للإقصاء ومصادرة الحقوق

وكان حضوره مؤثر وهدفها مشروع مقدس لولا إستغلالها الهمجي من قبل تلك الشلة الفاقدة للهـوية والإنتماء ولا يدخل في هذا التصنيف من كان شريك في المشروع النهضوي الوحدوي الحضاري ممن إنقلب عليهم فخامته عدا من تحول إلى لُعبة كرتونية وطفل يرضع من صديد السياسة المجوسية الإيرانية ويتناول الوجبات التأمرية مع إفرازاتها الطائفية المسخة والتي تحول تقديمها على موائد الإنفصال والفرار من الإستحقاق إلى الحضيض

في وطني ثورة .. خطط لها الحـراك معلماً ونفذها الشباب مضحياً وأستغلها المرابون من أشباه الساسة تقاسماً

في وطني ثورة .. قضت على الأنا إلى الأبد فتبت يـداه وأنجبت نحن كبديل ثوري لن يساوم على كبح مــداه ولن يفرط في قيادة السفين حتى يصل به إلى بر الأمان مهما عملت أمواج التخلف وحاولت ثقافة التمرد على إجهاض مساره الثوري في ظل الوعي الجماهيري وفعله اليومي المستمر في تحجيم جسد الفوضى وتقليم أظافر الفساد وتجفيف منابع منظومة إفساد المجتمع المتمثلة مرضاً بفيروس الوساطة وسرطان الرشوة وجُـــذام الغش

في وطني ثورة .. خذلها ساسة الأحزاب السلطوية وشوه جسدها الفتي تجار الصراع السياسي والقبلي والطائفي وجلد مسارها التأمر النفطي بعصا مؤامرته الخليجية سيئة الصيت , وصفع فعلها التدخل الأمريكي الدولي .!؟

في وطني ثورة .. نصف قتلاها في تصنيف الساسة الحزبيـــون الأغبياء شهداء ونصفها الأخر قتلى الصراع نصف جرحاها وسواحها يعالجون ويتنزهون في الخارج وقاتليهم وساستهم يحكمون في الداخل . ونصف هم الأخر يُعاني آلام الجراح مضرباً عن الطعام تلتهم قوى جراحه فترة الأعتصام مهدد بالموت بعد الضرب والإعتقال

وفي وطني ثورة .. قاتلي ثوارها يسرحون ويمرحون ويعبثون بل ويحكمون , مصنفي جرحاها أخلاقيا مفلسون وسياسياً حزبيون وثوريــاً متأبطون , مجروحي الكرامة ميتي الضمير مستترين الوطنية نفوسهم بالبـاطل أمــارة

في وطني ثورة .. يقودها الرجل والمرأة معاً ثورة لن ينفك عُرى فعلها الوطني إلى بالتغييـر الكامل على أساس الحرية والمساواة وسيادة القانون في ظل دولة مدنية حديثة تغادرها الفوضى بكل تصنيفاتها العنكبوتبة ويســودها

الأمن والاستقرار والسلم الإجتماعي في كل ربوع الوطن اليمني .!؟

في وطني ثورة .. إعتنقت النضال السلمي سلوك حضاري في التغيير وجسدت ثقافة الإعتتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية في التعبير عن الرأي والمطالب الحقوقية والوطنية مبتعدة عن ثقافة العنف وسلوك والبلطجية ومليشيات الحزب والقبيلة وممارسات القوى الإرهابية الدخيلة .. ثورة شعبية إلتزمت الإستمرارية في العمل الثوريي وديمومة الفعل حتى تحقيق كامل الأهداف دون الإنتقاص أو الإعتراف بنصف ثورة والقبول بأنصاف الحلول ثورة أقسمت أن لا تغادر العمل الثوري حتى النصر وستلاحق كل المجرمين من الساسة والقتلة من أتباعهم وقطاع الطرق من تابعيهم والمخربين من سدنتهم واللصوص من مواليهم . ثورة لاتبقِ للفساد بيت ولا تذر للفوضئ مكان

في وطني ثورة .. كشفت عورة الساسة المتاجرون قبــحاً بالوطن في سوق النخاسة وعلى أرصفة المحاصصة ثورة كشفت القناع عن تلك الوجوه الغابرة التي تمارس تجارة التسول في شوارع الدول النفطية وعلى أبواب قصورها الملبدة بالتأمر . وهم ذاتهم تجار التجزئة عبر الحقيبة الدبلوماسية في شوارع وأرصفة الدول الغربية

في وطني ثورة .وسوف تستمر الثورة حتى ترحل كل عصابات الصراع وتعود كوادر البناء والتحديث والإنتاج ويكون الوطن واحد من الحراك السلمي إلى ثورة التغييـر .. في وطني ثــورة


في الأربعاء 06 فبراير-شباط 2013 07:02:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=19146