رسالة الى صديقي
مسعد عكيزان
مسعد عكيزان

صديقي أيها الحالم

بداخلك الحنين يثور بركانا

لتبلغ ذروة العلياء

فلا تتجاوز اللحظات

حتى يظهر الإحباط أنيابه

لتهوي.. أنت و الأحلام

إلى جب سحيق..

إلى مدى..

لا تدر أن صداه..

قد يقتات ايامك

***

صديقي أيها الحالم

افق.. وادرك بأنك صرت..

تعيش بغابة ظلماء..

لا تدري الوحوش بها

لما تحيا

و تجهل مجد (بونابرت)

أو لوحات (بيكاسو)

و لم يسحر مسامعها

حديث عن قضايا الفكر

عن مجد..

تخبأ في ثنايا العقل

و تجهل ما صراع الذات

و كنه الروح..

و الجسد المعذب من لظى الرغبات

***

صديقي أيها الحالم

تراك تعي؟!

ترى مثلي؟!

أم إن الأسى أعماك..

أن تلحظ

بدايات المسيرة..

كي تكن إنساناً

لتحظى من لذيذ العيش..

بالسلوى ..

أن تلحظ

نهايات الأنا والروح

أن تلحظ

طريقا لانتشالك من..

براثن ما تؤول إليه

قد يهديك

إلى بوابة الدنيا الحقيقية

***

صديقي أيها الحالم

ليس العيش ما نهواه

ما نبغيه

ما نرنوا لتحقيقه

بسرد(رسالة الغفران)

و(دانتي) بأبشع الألوان

إلى صم الأذان

إلى من لا يرى فيما تقول

سوى ضرب..

من(الغثيان) والهذيان

فما جدوى الحديث الآن

بأنك في جحيم لا يطاق

تريد الكل أن يصلاه

أن تتعمد الاصرار

في تعذيب من حولك

أن تتسلح النقمة

على الأحياء..

والأموات..

والدنيا بأكملها

لأنك لم تنل حظك

صديقي لا تدر ظهرك

فعندي للحديث شجون

وما قد قلت لا يكفي

وما يأتي

ألا يأتي

بشيء من ثمار اللوز

بأزهار الربيع تعود..

بعد شتاءنا القاسي

بجدول ماءه الرقراق

يغسل كل ماضينا

يضع عن كاهل الأيام

قسوتها

و عنا مثلها نبرأ

من الآلام و الأوجاع

***

صديقي أيها الحالم

هنا لا زلت تسمعني

لأروي عنك قصتنا

أعيد حكاية الماضي

لأرسم منه مستقبل

ألملمها خيوط الضوء

تسرج فكرك المثقل

هنا كانت مرابعنا

و عمر منه لا أجمل

(ألا ليت الشباب يعود)

لأخبره بما قد حل

لأخبره بأنك أنت

ك(دون كيشوت)

اتعب (سانشو) خلفه

يطارد وهمه الأخبل

افق يا سيد الأحلام

فالأحلام لا تسمن ولا تغني

ولا تجلب مرامينا

وليس لها بواقعنا

سوى أنا بها نستجلب المرفوض

***

صديقي..

إن أردت الحق

فالانسان في نظري

نتاج ركام ما يصنع

إذا رام الذرى يمشي..

طريقا صعب لا يرجع

تراوده الظنون

يحيط به الضياع

يستجدي الفراغ

أن يهديه حفنة من صفاء

يعش فيها بقايا العمر

يعصر لوعة الوجدان

يمزجها بملح من معاناته

يصورها..

تراجيديا  

تخطت نوم (جلجامش)

فأهداها الخلود النور

***

صديقي كل ما تزداد أيام الضياع ضياع

تزيد بنا معاني الغربة الصماء آلاماً

تبعثرنا إلى أجزاء

تلملمنا بلا رحمة

و توغل أنت في التفصيل

تمعن في اقتناص البعد

ترى أن السعادة قد غدت سلعة

تباع بأبخس الاثمان

لتلهث مثلما بهلول

تبحث عن مصادرها

صديقي إن جرح الدم

يبرأ باجترار الوقت

و ثلم الروح لا يبرأ

***

صديقي كيف خانتنا..

عواطفنا و خناها؟

و حين تغطرست فينا..

مخالبها تركناها

كموج البحر تجرفنا

بعيداً ثم جئناها

و أقصينا معاني الأمس

بل .. حتى نسيناها

و كنا قبل ذا نختال..

أنا قد حفظناها

أتدرك أنت مثلي الآن..

أنا في سنين العمر

حفظنا يا صديقي الود..

لمن للود ضيعه

فافلسنا معانينا التي كنا حفظناها

تركنا دفة الأيام..

تأخذنا إلى المجهول

تركنا الزهر يذبل ..

كاليتامى في حدائقنا

واسلمنا طموح الأمس

للأحلام تصنعه

فيما نحن في غفلة

نعاني سطوة الإقصاء

و بيزنطية الجدل المغلف

من حماقتنا

و بعضاً من حقائق يعتريها الخوف

فنشعر أننا قدر

شقي 

خص باللعنة ..

(2 – 10 – 2012م)


في السبت 02 مارس - آذار 2013 11:47:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=19483