العتبات والمزارات الشيعية مفخخات
احمد الظرافي
احمد الظرافي

مأرب برس ـ خاص

كان الله في عون إخواننا أهل السنة في العراق ، فليس مثل مأساتهم مأساة ، فبعد أن قارعوا الصفويين الفرس لأكثر من عشرين عاما وتمكنوا من إيقاف المد المجوسيى ، وحموا منه العراق والأمة الإسلامية ، هاهم اليوم - وفوق كل ما يعانونه ويتعرضون له من وحشية ومجازر الأمريكان - هاهم قد أصبحوا تحت رحمة الحكومة العراقية والمليشيات الشيعية التابعة لمخابرات تلك الدولة الصفوية الحاقدة ، والتي صارت - بقدرة قادر - الحاكم الفعلي للعراق من وراء الستار – بعد الأمريكيين -

يكفي أن تصدر إشارة واحدة فقط من طهران بتفجير هذا المرقد أو ذاك أو هذه العتبة أو تلك ، لتتأهب معها جحافل تلك المليشيات الشيعية الهمجية والجبانة ، والتي باعت أسلحتها للمحتل الغاصب بثمن بخس ، وتخرج من أوكارها ، فتهاجم وتحرق وتدمر مساجد وأحياء وممتلكات أهل السنة بمن فيها ولتمارس - تحت سمع وبصر المحتل وحكومة المنطقة الخضراء وبتغطية منها - حرب إبادة جماعية ضد الأبرياء العزل منهم ، والذين خذلتهم أمتهم وأسلمهم
حكام هذه الأمة فأصبحوا – وا رحمتا لهم - أضيع من الأيتام على مآدب اللئام

فما هي قصة هذه العتبات والمزارات ؟ وما سر وجودها في مدن وأحياء أهل السنة؟

العتبات والمزارات عامل جذب واستقطاب :

تعتبر العتبات والمزارات والقبور والأضرحة - من وجهة نظري - من الوسائل التي يستخدمها الشيعة إما لعمارة منطقة معينة وجعلها مستوطنة خاصة بجماهير الشيعة ، وإما لإيجاد مواطىء أقدام لهم في المجتمعات والحواضر السنية ولتكون نواة لتجمعهم فيما بعد في هذه المجتمعات والحواضر ، والتي لا يكون لهم تواجد فيها أصلا ، وأيضا لاستقطاب القاطنين بالقرب منها من عوام أهل السنة وإلحاقهم بالعقيدة الشيعية .

فهذه العتبات والمزارات بما يُضفى عليها من هالة تقديس وتبجيل وتشريف ، وما ينسب للراقدين فيها من المعجزات والكرامات والأساطير ، وما يستحدث عندها من شعائر ومراسم وطقوس عبادة ، وما تحظى به من دعاية وتسويق وترويج ، ومن دعوات تدعو للاعتقاد بها ، وتحث على زيارتها والتردد عليها ، من قبل علماء الشيعة ، تكون عامل جذب واستقطاب لعوام الشيعة من مختلف المدن والأمصار ، ليس لزيارتها والتبرك بها ، والصلاة عندها ، فحسب ، وإنما أيضا للتجمع والإقامة المؤقتة أو الدائمة حولها ، اعتقادا ببركة الإقامة بجوارها ، وللاستفادة من العطايا والهبات التي يهبها لهم أغنياء الشيعة ، أو الحجاج الزائرون لهذه الأماكن في موسم أو مواسم معينة من السنة أو حتى يتوافدون عليها لغرض العمل لأن مثل هذه المزارات والمراقد تتكفل - بالضرورة - بتنشيط العمل التجاري وتفتح أبوابا كثيرة للعمل وتحصيل الرزق . وعادة ما تصب أرباح هذه التجارة في جيوب وخزائن قلة من زعماء الشيعة.

وهكذا يفعل الشيعة حيثما توجد هذه العتبات والمزارات ، وهي التي ساعدت وتساعد على تركزهم وتجمعهم لتشكيل مجتمعات شيعية منعزلة حولها – بعضها في قلب المجتمعات السنية – وهذا حرصا منهم على الاجتماع والتكتل، إذ أنهم لو لم يفعلوا ذلك لتشتتوا هنا وهناك ، ولذابوا في هذا الخضم الهائل والذي تمثله مجتمعات أهل السنة والذين يشكلون – وحسب ما صرح به المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة وحسب مصادر أخرى قرأتها - حوالي 90% من المسلمين في العالم .

الروضة الكاظمية في بغداد :

فبغداد - مثلا – عندما نشأت لتكون عاصمة للدولة العباسية الناشئة ، في منتصف القرن الثاني الهجري وبالتحديد في عام 145هـ ، كانت مدينة سنية بنسبة 100% ، وقد أنشأت هذه المدينة - أساسا - بعيدا عن الكوفة حاضرة العراق في ذلك الوقت – والتي – بالتالي - كان يفترض أن تكون عاصمة للدولة العباسية التي نقلت مركز الخلافة بعد القضاء على الأمويين من الشام إلى العراق ، لقربها من بلاد الفرس ، أنصار العباسيين ، والقوم الذين قامت الدولة العباسية على أكتافهم .

ولما لم يكن العباسيون على وفاق مع الشيعة ، ولما كان الشيعة يضمرون الشر للعباسيين ويتهمونهم باغتصاب الخلافة من ورثتها الحقيقيين وهم أهل البيت – كما يزعمون وكما هي نظريتهم - فقد استبعد العباسيون أن تكون الكوفة حاضرة لدولتهم الجديدة حتى لا يكونوا تحت رحمة الشيعة ، الذين وبسبب وجود مرقد الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالقرب منها ولأسباب أخرى كانوا قد أكتسحوها وتمركزوا فيها ، وبالتالي حتى لا تكون الخلافة الجديدة عرضة للثورات والانتفاضات الشيعية المستمرة بهدف تقويضها وإقامة خلافة علوية على أنقاضها .

ونتيجة لذلك، وحرصا على التميز والانفراد بالمجد وخلود الذكر، بنى المنصور مدينة بغداد كعاصمة جديدة لدولته - والتي أصبحت فيما بعد سيدة حواضر الدنيا – بناها في بقعة آمنة واسعة رحبة ، ليس للشيعة أي تواجد أو نفوذ فيها .

بيد أن الشيعة ما لبثوا أن اخترقوا بغداد حاضرة العباسيين هذه ، وذلك من خلال إنشاء مرقد مقدس فيها – بحسب اعتقادهم - يضم رفات أحد أئمتهم المعصومين ، وهو الأمام موسى الكاظم ، الإمام السابع من أئمة الشيعة الأثنا عشرية والمتوفي عام 183 هـ ، والذي يتهم الشيعة الخليفة هارون الرشيد بقتله – ولا يرى ذلك علماء أهل السنة - .

فكان مرقد هذا الأمام ومرقد حفيده محمد الجواد الأمام التاسع - والمعصوم أيضا – والمتوفي عام 226هـ - بجانب العديد من المراقد والمزارات الشيعية الأخرى - عامل جذب واستقطاب للشيعة من شتى المدن والأمصار ، ودعوة ضمنية لهم للقدوم إلى هذه المنطقة ومن ثم الاستقرار فيها بجوار هذا المزار ، أو ذاك ، وهو ما حدث بالفعل فلم يمر سوى قرن أو قرنان من الزمان ، حتى ظهرت مدينة الكاظمية كمدينة منفصلة للشيعة في جانب الكرخ من بغداد والواقع في جانبها الغربي ، تحيط بذينك المرقدين واللذين وجدا اهتماما كبيرا من قبل البويهيين الشيعة في القرن الرابع الهجري ، وقام أحدهم سنة 336 وهو معز الدولة البويهي بعمارة هذين الضريحين لتزداد أهميتهما بعد ذلك مع ظهور القبتين الذهبيتين الشهيرتين فوقهما ، وهذين الضريحين وما يتبعهما يعرفان معا عند الشيعة الأثنى عشرية بـ " الروضة الكاظمية " 

ونتيجة لذلك فقد تزايدت أعداد الشيعة في بغداد حتى أصبحوا بعد ذلك يزاحمون أهل السنة في حاضرة الرشيد ، بل ويتصادمون معهم إن لزم الأمر – وخاصة عندما يكون أهل السنة في موقف ضعف ويكون الشيعة في موقف قوة – نتيجة لعامل خارجي طبعا وهو العامل الذي عادة ما تظهر العضلات الشيعية في ظله. 

سامراء وعتبة الإمام المعدوم :

وفي القرن الثالث الهجري بني المعتصم مدينة " سُر من رأى " - والتي تسمى " سامراء " حاليا - وجعلها عاصمة للدولة العباسية بدلا عن بغداد ، بيد أن الشيعة ما لبثوا أن اخترقوا مجتمع هذه المدينة الجديدة أيضا وذلك بإنشاء مرقدين شيعيين كبيرين فيها ، هما مرقد الحسن العسكري ، الأمام الحادي عشر ، والمتوفى عام 260هـ ، ومرقد الأمام محمد بن الحسن العسكري ، الأمام الثاني عشر ، وهذا الأخير هو القائم المنتظر صاحب السرداب ، الذي اختفى فيه في ظروف غامضة ، والذي ينتظر الشيعة عودته إلى الحياة مرة أخرى ، ويهيئون أنفسهم ويعدون العدة لاستقباله بفارغ الصبر .

وهذان الإمامان هما صاحبا المرقدان اللذان تم تفجيرهما في فبرار 2006 وأجهز على ما تبقى منهما في 13 يونيو الحالي ، وليس للأخير منهما تاريخ ميلاد معروف ، لأنه – على الأرجح - لم يولد ، وإنما هو من اختراعات بعض الدجاجلة المنتفعين من الترويج لمثل هذه الخرافات والاعتقادات الباطلة من زعماء الشيعة الأثنا عشرية ، والذين فرضوا وصايتهم على عوام الشيعة ، ولذا يسميه بعض علماء السنة بالمعدوم أو الموهوم – فهو لا يوجد سوى في الخيال ، عند المغفلين والسذج وقليلي العقول– وكفى بهذا الاعتقاد - الذي يتعارض مع القرآن - دليلا على بطلان وزيف عقيدة هذه الطائفة التي أصبح لها صولات وجولات في عالم اليوم .

مزار السيدة زينب في دمشق

وفضلا عن تجميع الشيعة في مدن ومجتمعات خاصة بهم ، تمكن الشيعة - عن طريق هذه الوسيلة أيضا – من اختراق العديد من المجتمعات والحواضر السنية في العالم الإسلامي ، وأصبح لهم تواجد ملموس فيها ، مثل بغداد وسامراء والقاهرة والمدينة وغيرها ، ومزارات الشيعة في العالم الإسلامي بالمئات وهي قطب الرحى في عقيدة الشيعة الأمامية الأثنا عشرية وحاجتهم إليها كحاجتهم للماء والهواء ، ولا يتصور قيام هذه العقيدة بغير تلك المزارات والعتبات والأضرحة .

ويمكن القول من الناحية النظرية أنه مثلما قامت المدن في الحضارات القديمة حول الوديان وعلى ضفاف الأنهار ، قامت المدن الشيعية بجوار العتبات والمزارات والأضرحة ، مثل الكوفة والنجف وكربلاء وقم ، ومشهد ، وغيرها ، وهذا قبل أن تتحول إيران من مجتمع سني إلى مجتمع شيعي في أوائل القرن السادس عشر ، على يد الدولة الصفوية التي اتخذ حكامها من المذهب الإمامي الأثناعشري مذهبا رسميا لهم ولدولتهم ، والتي بالتالي فرضت التشيع بالقوة والإرهاب والبطش في عموم إيران ، قبل أن يأتي نظام الخميني في الربع الأخير من القرن العشرين ليواصل هذه المهمة وليتولى نشر التشيع في أجزاء كثيرة من العالم كما هو معروف ولأسباب معروفة أيضا .

حتى دمشق حاضرة الأمويين – ألد أعداء الشيعة – والمدينة السنية تاريخيا ، لم تسلم من حدوث مثل هذه الاختراقات الشيعية ، وقد ساعدهم على ذلك وجود مشهد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في أحد أحيائها ، فهذا المشهد يعتبر أحد المزارات الشيعية المعروفة ، وذات الأهمية الخاصة عند الشيعة ، والتي – بالتالي - يتوافدون عليها سنويا زرافات ووحدانا للحج والزيارة أو للسياحة الدينية – كما يسمونها -

وقد صار هذا الحي برمته من نصيب الشيعة، وبفضل ذلك المشهد الزينبي – وبفضل تسهيلات النظام السوري وما يقدمه نظام الآيات في طهران من دعم مادي لنشر التشيع في سوريا - أصبح للشيعة تواجد ملموس في دمشق، وفي غير دمشق.

شكل من أشكال مسمار حجا

بعد هذا الاستطراد أعود لأكمل الحديث حول العتبات الشيعية في سامراء فأقول أنه ومع تواجد هذه العتبات والمراقد في مدينة سامراء إلا أن المدينة ظل جل سكانها من أهل السنة وظل الشيعة يشكلون نسبة قليلة لا تكاد تذكر فيها ، والسبب في ذلك – فيما يبدو - هو تراجع أهمية هذه المدينة ، فيما بعد ، حيث لم يتم اتخاذها كعاصمة بديلة عن بغداد طوال الوقت ، وهو ما كان يتوقعه الشيعة عند تأسيسها ربما ، وإنما جعلت عاصمة لفترة استثنائية مؤقتة فقط ، وهي فترة خلافة كل من المعتصم وابنه المتوكل ، وبعد ذلك عادت بغداد لتأخذ مكانتها الطبيعية والتاريخية والحضارية ، واستمرت تلعب هذا الدور حتى عشية سقوطها بيد التتار في منتصف القرن السابع الهجري. 

وكان من الطبيعي أن يتراجع دور سامراء خلال تلك المدة وأن تتراجع أهميتها ، وأن يتراجع بالتالي تركيز الشيعة عليها ، وأن يعودوا من جديد للتركيز - بدرجة أساسية - على المدينة الأهم والأكبر والأشهر بين مدائن الإسلام في العالم ، ألا وهي مدينة بغداد ، مع محافظتهم على مسمار جحا في سامراء ، وفي عدد من المدن الأخرى ، أقصد - بطبيعة الحال - مزاراتهم وعتباتهم والتي حافظوا على زيارتها والتردد عليها وصيانتها والعناية بها جيلا بعد جيل طوال هذا التاريخ ، وحتى اليوم ، وإلى ما شاء الله .

المأزق السني والخبث الفارسي

ما أريد أن أقوله من خلال هذا المقال حقيقة ، هو أن وجود هذه مثل العتبات والمزارات الشيعية في بعض المدن السنية العراقية - بل وحتى في المدن الشيعية نفسها – أصبح مشكلة تؤرق أهل السنة في العراق وتنذر بانفجار طائفي عنيف يأتي على خضرائهم ، ويهدد وجودهم ومستقبلهم ، إضافة إلى المشاكل الكثيرة التي تؤرقهم في ظل وجود الاحتلال الأمريكي الغاشم الذي يعمل على تكريس وجوده من خلال استرضاء الشيعة ، والتنكيل بأهل السنة .

فهم وفي ظل الواقع الطائفي المشتعل ، في عراق ما بعد صدام ، قد أصبحوا ، المتهم الأول أمام المليشيات الشيعية المتحفزة للشر والعدوان والثأر والانتقام ، إن حدث أي مكروه لتلك العتبات والمزارات ، وستكون مساجدهم ودمائهم وأوموالهم وأعراضهم وبيوتهم هي الثمن الذي سيدفع نظير ذلك، رغم كونها تحت الحراسة المشددة من قبل قوات الحكومة الشيعية ، ورغم كون أهل السنة لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم ، ولا يملكون من الأمر شيئا، ولكن هكذا فرض الواقع الجديد عليهم شاءوا أم أبوا ومن لم يعجبه ذلك فالرحيل الرحيل قبل أن يقع أي شيء من هذا القبيل، لأنهم سيكونون هم الضحية في كل الأحوال ، وبغض النظر عن المجرم أو الفاعل الحقيقي ، والمهم ( عذر وإلا حمار ) كما يقول المثل . وقد شاهدنا بأم أعيننا ما حدث في أعقاب تفجير المرقدين في سامراء في العام الماضي وخلال هذا الشهر . فهل عرفتم مأزقا مثل هذا المأزق ؟ وهل رأيتم مأساةً مثل هذه المأساة ؟

وتكمن الخطورة في وجود مثل العتبات والمزارات في أحياء السنة ، وفي العراق عموما في كونها - ونتيجة للمأزق الأمريكي المستفحل في العراق ، ونظرا للحساسية الطائفية المفتعلة فيه - قد أصبحت من أخطر الأسلحة بيد طهران في الوقت الحاضر ، والتي يمكن استخدماها - من خلال عملائها في حكومة المنطقة الخضراء طبعا- لتصفية حساباتها فيما يتعلق بصراع الإرادات بينها وبين البيت الأبيض حول العديد من القضايا من ضمنها الملف النووي الإيراني ، أو في صراعها مع أي دولة أخرى من دول المنطقة المحسوبة على أهل السنة .

ولا يهم إيران – بطبيعة الحال - أن يكون الضحايا هم من أهل السنة في العراق - كما هم عادة في الواقع الحالي باعتبارهم أيتاما فقدوا آباءهم وأصبحوا مغلوبين على أمرهم ولا يوجد من ينتصر لهم أو يمد لهم يد العون - بل ما يهمها هو ممارسة الضغط على الأمريكيين وابتزازهم ومضاعفة الأعباء عليهم في العراق ، وذلك بهدف تحقيق مصالحها الذاتية ، وليحترق العراق وجميع من فيه مادام ذلك سيحقق مصالح نظام طهران الفارسي ، بما في ذلك هذه العتبات والمزارات المقدسة التي يتهافت الشيعة على زيارتها ويتمسحون بأركانها وزواياها – إذ أنها في الأصل – وكما يشهد على ذلك واقع الحال - ليست سوى وسيلة لتحقيق غاية ، ومادامت الغاية تبرر الوسيلة فهي سوف لن تكون مقدسة إذا اقتضت ذلك مصالح إيران ، فالمقدس في نهاية المطاف هو شيء واحد فقط ألا وهو مصلحة نظام الآيات في طهران .

ولسنا هنا بصدد اتهام النظام الإيراني فيما حدث للمرقدين الشيعيين في سامراء الآن وفي العام الماضي ، لأن هذا من المفترض أن يكون أمرا مفروغا منه ، ذلك أن الانفجار الأول في شهر فبراير 2006 حدث بعد ليلة واحدة من عودة وزير الخارجية الإيراني متجهم الوجه من روسيا بعد أن أذاعت وكالات الأنباء خبر فشل المفاوضات بينه وبين الروس حول الملف النووي .

وحدث التفجير الحالي بعد حوالي أربعٍ وعشرين ساعة من تهديدات صدرت في طهران للأمريكيين ، فيما يتعلق بنفس ذلك الملف والذي يبدو أن الأزمة بشأنه تتجه إلى التصعيد وسيكون العراق – بطبيعة الحال – هو الساحة المفتوحة للصراع بين الجانبين ، وما قد يترتب على ذلك من ثمن فادح سيدفعه العراقيون بشكل عام وأهل السنة بشكل خاص .

على أننا سوف لا نستمر في كل مرة ندين النظام الإيراني ونكيل له التهم فيما حدث ويحدث في العراق من مآسي ، وننسى المجرم الأكبر والمتهم الحقيقي ، فالمسئول الأول عن كل ما يحدث في العراق هو الاحتلال الأمريكي .وإن كان هذا لا يبرأ النظام الإيراني من المسئولية وكذلك بالنسبة للنظام العربي الرسمي الذي باع العراق وسلمه لقمة سائغة للأمريكان . 

فيا ترى هل سيأتي اليوم الذي سيحاكم فيه الأمريكيون والإيرانيون وأذنابهم في المنطقة الخضراء وفي المنطقة العربية على ما ارتكب ويرتكب من مجازر جماعية ومن جرائم حرب وحشية يندى لها جبين الإنسانية في بلاد الرافدين ؟ آمل ذلك اللهم فاستجب .

 

 

 
في السبت 16 يونيو-حزيران 2007 06:40:40 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=1966