سيادة الرئيس .......أحقا ما تقول؟!
عبد الملك المثيل
عبد الملك المثيل

مأرب برس ـ الولايات المتحدة الأمريكية ـ خاص

أصبح من المؤكد القول أن سيادة رئيس الجمهورية يعيش في برج عاجي زينه "حملة المباخر"من حوله بأبشع أنواع الكذب وأقبح أشكال التزوير وأقذر ألوان الأباطيل التي صبت مجتمعة في أنه "حفظه الله ورعاه"؟قد حجز لوطننا مكانا راقيا في مقدمة دول العالم, ونعتقد أن فخامته وهو يعيش في البرج العاجي قد بلغ منتهى "النرجسية"التي تدفعه للحديث عن امكانيات الدولة اليمنية الحديثة التي بناها "بسواعده الوطنية"بدعم ومؤازرة ومشورة رجاله "المخلصين"المصممين دوما على الطواف حوله بسرعة عالية ,وعيون متربصة راصدة ,وآذان متنصتة سامعة خوفا من أن يقترب نحوه أحد "الاعداء" اصحاب النظارات السوداء لينقل اليه خبرا يقلل من حجم وعظمة المنجزات الخرافية التي تحققت بجهود جبارة واعمال متواصلة دفعت باليمن ارضا وشعبا الى "مقعد الصدارة".

نحن هنا لا نبالغ كما قد يعتقد البعض ,مثلما اننا لا نحاول "تشويه"صورة القائد وبطانته, أو التقليل من حجم"المنجزات"الخيالية التي تحققت في عهده,وسنستشهد بأربعة مواقف رئاسية سمعها القاصي والداني مؤكدين أن سيادة الرئيس تبنى تلك المواقف بناءا على معلومات ونقل وأحاديث "حملة المباخر"من حوله, المواقف الاربعة التي سنستشهد بها سمعها الجميع كما قلنا, وهذا ما سيمنحنا البراءة مسبقا من تهمة التبلي على سيادة الرئيس, فهو بنفسه من تبناها ليس بلهجة الواثق فحسب,بل والمفاخر ايضا حتى أننا بعد سماعنا لتلك المواقف آمنا بيقين راسخ أن مسألة التغيير في ظل وجود بطانة مثل هذه أصبحت معدومة تماما ,ومن لديه تشكيك حول هذا الكلام فليسمح لنا بدعوته لقراءة هذه المواقف الرئاسية ,ثم بعد ذلك عليه الحكم بما شاء وكيفما شاء.

1-امكانيات اليمن تحت تصرف عمان؟

بعد العاصفة البحرية التي ضربت سلطنة عمان خرج سيادة الرئيس ليعلن أن اليمن تحت خدمة عمان بأمكانياتها وهنا نتسائل اين هي تلك الامكانيات؟

اولا يدري سيادة الرئيس أن حدودنا البحرية تعتبر مرتعا آمنا للصوص الاسماك من الدول المجاورة ؟أولا يعلم فخامته أن سرقة الاسماك تتم بطريقتي الجرف والتفجير ؟ألم يعلم بأن قواتنا لم تستطع تأمين حدودنا حتى يعلن ويتبى مثل هذا الموقف الذي احرجنا أمام ألاشقاء الذين يعلمون تماما امكانياتنا؟ولهذا لم يطلبوا أي مساعدة كما أنهم على ما يبدوا لم يهتموا بالكلام من أصله!.

الا يدري سيادة الرئيس أن هنالك امرأة ماتت في حفرة مائية اثر سقوط سيارة في ارقى شوارع العاصمة ,وظلت ساعة تنتظر الاغاثة فلم تقدم قواتنا الطارئة أي شيء حتى رفعت روح المرحومة الى السماء؟أولا يعلم سيادته أن ألامطار الغزيرة تهدم البيوت, وتقطع الطرقات ,وتجرف الممتلكات, وتوقع الضحايا دون أن يتلقى المواطن أي نجدة أو مساعدة ؟فأين اذا هي امكانياتنا التي تتحدث عنها بطانة السوء حتى يتبنى الرئيس مثل هذه المواقف؟.

2-ألاستفادة من خبرات اليمن المتراكمة في الحفاظ على المال العام!

في مؤتمر عقد في صنعاء قبل اسابيع دعى السيد الرئيس الدول العربية الى الاستفادة من خبرات اليمن المتراكمة في الحفاظ على المال العام, ومحاربة الفساد, مؤكدا ان الجهات المسؤلة عن تلك الاشياء تلقى الدعم والمباركة والمساندة من القيادة السياسية كاملة!.

شخصيا شعرت بالحرج الشديد عند سماعي ذلك الكلام ,وتسائلت في نفسي اولا يستحي ويخجل من نقل الى سيادته مثل هذه الخزعبلات التي تدفع الآخرين الى الضحك علينا ؟فنظامنا المغوار لا يعرف معنى المال العام ولا يفهم مصطلح المال الخاص ,كما انه لا يعرف معنى الحلال والحرام ,ولهذا يسبح في نهر الفساد ملتهما كل ما في البلاد ,فأي خبرات يتحدث عنها سيادته؟أولا يعلم أن لدينا مسؤلين يؤمنون بأن تولي المناصب"فرصة العمر"فيأكلون الاخضر واليابس ,ويلتهمون الغث والسمين, حتى انهم لا يدعون ريالا ولا دولارا الاصادروه ,وبحسب قول أحد الزملاء "بانهم بيلحسوا الشعب لما يخرجوا الدم"فأي خبرات ودعم وأمانة ونزاهة متراكمة يتحدث عنها سيادة الرئيس؟وصدق المبدع الكبير محمد الاضرعي عندما قال بأن لدينا مسؤلين هم اسرق الناس في ارض العرب .

لقد انقلبت كل الاشياء رأسا على عقب في عهد نظامنا الميمون الذي نسي أنه وقف قبل فترة وجيزة يطلب الدعم والمساعدة ويتعهد بمحاربة الفساد ,فاذا به يدعوا العالم العربي الى الاستفادة من خبراته المتراكمة !ايضا لأن العالم العربي يعرف حقيقة نظامنا جيدا بدى أنه لم يطلب الاستفادة من تلك الخبرات المتراكمة "خوفا من أن يتم لحس ما عنده" كما أنه على ما يبدوا لم يهتم بذلك الكلام على الاطلاق.

3-رفاهيتنا أولا!

قال سيادة الرئيس في أحد خطاباته أن همهم وتفكيرهم وعملهم في الحزب الحاكم هو رفاهية الشعب أولا ثم بعد ذلك يفكرون في أنفسهم لانهم ليسوا مثل الآخرين يرفهون أنفسهم وينسون الشعب ولا يفكرون فيه!

يبكي الانسان بمرارة عندما يسمع هذا الكلام حتى يقف قلبه من القهر والاحباط,فأين هي رفاهيتنا ؟وأين هي رفاهيتهم؟أين يتعالجون وأين يموت أبناء الشعب لانهم لا يمتلكون قيمة العلاج والدواء؟ماذا يأكلون ويلبسون واين يعيشون وأين يقضون اجازاتهم بالدولار؟في المقابل ماذا يأكل الشعب وماذا يلبس وأين ينام وهل يعرف ماهي الاجازة وأين يقضيها؟

هذا الكلام يجعلنا ندعوا سيادة الرئيس الى تطبيقه على أرض الواقع وليتم على الفور تبادلا في الادوار بين الشعب ومسؤليه ,فيتم تقليد ابناء الشعب اصحاب الشهائد والكفائة المناصب فيما يخرج منها "مسؤلي الحزب الحاكم"ليعملوا في بيع القات والمطاعم وأسواق الحراج,مجموعة اخرى من أبناء الشعب تتلقى العلاج اللازم ,وتلبس احلى الثياب ,وتبعث ابنائها الى الخارج فيما يحرم بعض المسؤلين من ذلك حتى يتشاجروا مع أسرهم ليل نهار لانهم لا يستطيعون توفير المصروف بسبب الفقر والبطالة,مجموعة أخرى من أبناء الشعب تعيش بدون أن تدفع فواتير الخدمات من المياه والكهرباء والتلفون فيما تفصل هذه الخدمات على بعض

المسؤلين حتى يكتشفوا حجم الرفاهية والنعيم الذي يعيش فيه أبناء الشعب,مجموعة اخرى من أبناء الشعب تخزن بقات غيلي وذحلة وقيفي فيما يخزن المسؤلين بقات "قطل مدعس"رائحته تسبب الاسهال,مجموعة كبيرة من المهاجرين تعود الى الوطن للاستفادة من المساعدات الدولية فيما يغادر المسؤلين وابنائهم الى بلاد الغربة للعمل في المطاعم والمحلات التجارية ومصانع السيارات ,مجموعة من أبناء الشعب المعدمين تصرف لهم الرتب العسكرية والاراضي والسيارات فيما يكتفي المسؤلين بما صرف لهم مع أقاربهم منذ ثلاثين عاما؟!

أي رفاهية تتحدث عنها ايه الرئيس وأي بطانة تلك ؟ولأن الشعب أصبح يعرف حقيقة تلك الكلمات فقد ضحك وبكى كثيرا عندما سمعها واستمر ماضيا في طريقه وهو يغني بصوت عال.....عرف الشعب طريقه!.

4-مناقشه فكرية؟

في حديقة دار الرئاسة جلس فخامته يتبادل الاحاديث الهامة مع مجموعة من "المفكرين العرب"حول القضايا المصيرية والهامة لانه على ما يبدوا بحسب رؤية البطانة لم يعد في اليمن من يستحق الجلوس مع الرئيس للمناقشة في القضايا الفكرية والسياسية .

هذا الكلام بأختصار شديد كان مقالا رائعا للاستاذ /محمد الخامري التقطه بذكاء ودهاء وحاكه بمهارة واتقان في موضوع يستحق أن يتناوله الجميع ,فهل بالفعل عجزت نساء اليمن أن يلدن رجالا للمشاركة في نقاش فكري رئاسي حتى يتم الاستعانة ببعض المرتزقة من بائعي الكلام؟

النقاش الفكري الرئاسي البورجي الشاطري ايه الخامري الرائع انتهى بالتوقيع على كتاب "صناعة الفقر والجوع وتحطيم البلاد في اسبوع"تاليف بورجي والشاطر ,في ما تم مناقشة مشروع كتاب"الشعور بالنقص والدونية عند البطانة اليمنية"لنفس المؤلفين اللذان يعتقد ان أن فكرهما "السبتمبري "لا يقيمه الا "الكبار"!

كم من الاموال تدفع لاولئك "الكبار"حتى يطبلوا ويزمروا؟ومن حق من؟الحديث عن راتب يصل الى العشرة الف دولار شهريا لكل "كبير"بالاضافة الى السيارة المرسيدس آخر موديل مع الشقة الفاخرة؟فهل يعلم سيادة الرئيس ذلك حتى يناقش الفكر المهم والقضايا المصيرية بهدوء وطمأنينة أم لا؟.

تلك هي المواقف الرئاسية الاربعة المقدمة على طبق التقارير المرفوع الى فخامته من "حملة المباخر"الذين يستحقون أن يقدموا الى المحاكمة والقضاء العادل بتهم تشويه صورة الرئيس والاسائة الى الوطن ,اضافة الى تهم أخرى لا تقل خطورة عن التشويه والاسائة فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه هذه الامنية تتحقق؟أم أننا سنظل نعيش في جحيم البخور الذي وضع الوطن في مصاف الامكانيات والخبرات المتراكمة والرفاهية والنقاش الفكري,مكتفين بالضحك والبكاء عند سماع هذه الاشياء ,موجهين سؤالا واحدا لم نسمع اجابته من المسؤل حتى اليوم مفاده سيادة الرئيس أحقا ما تقول؟

aalmatheel@yahoo.com

 


في الأربعاء 20 يونيو-حزيران 2007 07:54:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=1986