من هو اليمني؟!
أحمد غراب
أحمد غراب

اليمني هو كائن أرق قلبا، وألين عقلا يعيش في بلد فيه ستون مليون قطعة سلاح ويريد حلا !!

اليمني هو كائن شبه حي مفتون سياسيا، ومنكوب اقتصاديا، عاطل داخليا، ومرحل خليجيا، وغير معروف دوليا، يتجرع حكوميا، ويتبرع قبليا، ويستدين يوميا.

اليمني هو متيم في اليمن يحكي حكاية عشق مخفية، يمتاز بسرعة بديهية، وطيبة متناهية ممكن توديه في ستين داهية، يقضي عمره وهو يلاحق بعد الخدمات الأساسية وإذا معه معاملة يمكّنها سيرة وجيّة، وادي لـ ذا وذيه، وأكثر خبر يسمعه خروج محطة مأرب الغازية.

اليمني هو إنسان يحلم بيمن سعيد، قلبه بسيط وفعله حديد، أولي قوة وأولي بأس شديد، شعاره جيد يسلم جيد، وطنه اقرب له من حبل الوريد، طعامه الفتة والزربيان والسمك والعصيد، وشرابه الزنجبيل والشعير والزبيب والقديد.

اليمني هو ظاهرة علمية حيرت العلماء في العالم فهو بلا خدمات ؛ حكومته بلا خدمات، سياساته بلاخدمات، اقتصاده بلاخدمات، مدارسه بلا خدمات، مستشفياته بلا خدمات، خدماته بلا خدمات، وكلما لقيته يقولك :" أي خدمات ؟!"

اليمني كشاب هو كائن متظاهر ظهر، ومبدع أنقهر، وعاطل بلا عمل يشتغل يوم ويتوقف شهر، ما يتوظف إلا إذا معه ظهر، وعازب ما معه حق الشبكة والمهر يقضي ليله فسبكة وسهر.

اليمني هو موظف يكد ليل نهار رغم انه معاشه ما يكفي إيجار إذا معه واسطة من الكبار وإلا فعمله كله طار ومهما جد او اجتهد فجزاءه جزاء سنمار.

اليمني كـ أب هو كائن عايش بستر الحال، رغم انه اقل مال وأكثر عيال.

اليمني كـ مواطن هو كائن حالته حالة جمع بين البطولة والبطالة، يحب يعتمد على نفسه ويكره يكون عالة، يشقى على الحكومة ولا تشقى عليه، يشقى وغيره يلقي، قد يزمل مع من زمل او يبدو معمول له عمل، لكنه في الشدائد بطل، يقف كالجبل ويتحمل ما لا يحتمل، يركب موتر ويشتري ماطور، ويعتقد أن الشرطة في كدمة الشعب، ويشكو من حبال القضاء الطويلة وعندما يتكلم في السياسة يقول كلهم كذابين وعندما يوصي عياله يقول لاتخلوا الناس يضحكوا عليكم.

اليمني كمغترب هو كائن مخلص وطنيا، أمين ماليا، متفاهم تلقائيا، مثقف فطريا، مكافح عمليا، مهضوم ماليا، مقهور إعلاميا وملحقيا، مرهق جسديا، مدمر نفسيا، مشتت فكريا، يتصل يوميا.

اليمني هو اليمني ادم المولود بين الماء والخضرة والوجه الحسن نحت من الجبال بيوتاً ومن الطين مدرجات.

فرد من شعب محتار بين جهل أبنائه وعجز علمائه رغم انه مسالم إلا انه قد يخوض حروباً مفروضة عليه.

متسابق ليس أمامه اختيارات ولا يستطيع الاستعانة بصديق، لا يعيش بنظام ولا بقانون وإنما بعيش بالبركة وستر الباري.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي


في الإثنين 15 إبريل-نيسان 2013 07:29:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=20006