من يدفع فاتورة الربيع العربي !؟
علي السورقي
علي السورقي
الربيع العربي مصطلح معاصر يقصد به ثورات التغييــر في أنظمة الحكم العربية الديكتاتورية التي عُرفت بممارسة الظلم وجسدت ثقافة التخلف والتوريث في الحكم وقمع الحريات وتكميم الرأي العام وكان الشعار الأساس في هذه الثورات .. الشعبُ يريد إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الحديثة !!؟

إنطلقت شرارة الربيع العربي الثوري من القطر العربي التونسي برمزية الشاب محمد البوعزيزي بطريقة عفوية حيث قام بإحـراق نفسه إحتجاجاً على ممارسة رجال الشرطة وبوليسية النظام في التعــامل مع المواطنين ومطاردتهم في الحصول على لقمة العيــش ومصادرة حقوقهم في الحـرية والعيش بكرامة في أوطانهم كانت هذه هي الشرارة الأولى في مفهوم ثورة الربيع العربي !! بينما في الحقيقة والتي يدركها المتابع للسيـاسة الدولية ولُعبتها القذرة كان المخطط مُعد سلفــاً من قبل الإدارة الصهيوأمريكية وأخواتها الأوربية ومجهزة وسائله التكتيكــية وأدواته المادية والبشرية واللوجستية للقيام بدور ظاهره الثورة والتغييـر وباطنه السلطة والإنتقام السياسي بين الأنظمة العربية المواليــة فعلاً والممانعة لفظاً.

نعــم هو الربيع العربي الذي قادته الجماهير العربية التواقة للحرية والتغييــر وإسقاط الأنظمة التي حولت الأوطان أرض وإنسان إلى سلعة تتاجر بها بمفهــوم العرض والطلب في سوق النخاسة السياسية هدراً لكرامة المواطن وانتقاص حريته والعبث بثرواته وموارده الطبيعية وإستثمار وجوده الإنساني في بورصة المصالح الفردية للأسر والأنظمة الحاكمة المنبطحة في بيت الطاعة الصهيوامريكية الغربية أنظمة عملت على قمع الإنسان وخصخصة الأوطان تتأمر على بعضها تخــدم أسيادها تفرط بالهوية تتسول حماية كراسي السلطة على كــرامة المواطن وسيادة الأوطان فكان لزاماً على جماهير الأمة بل ضرورة حتمية وواجب وطني إسقاطها وكان الربيع العربي البديل الثوري إلا أن الأحداث جاءت بما لا تشتهي الجماهير وركب الموج الثوري تيــار عمل على تغيير مسار الحدث وتهشيم قدسية الهدف حيث أصبح الديكتاتور الحقيقي المتخم بالفساد والتوريث والتأمر على شرف الأمة والمتاجر علناً بقضاياها المصيرية هو الداعم الأول والممول لثورات الربيع العربي بالرغم من صِغـر حجمه التاريخي والحضاري وكِبر دوره التأمري وصار المستعمر الأجنبي هو المنقذ والمساعد لعمليــة التغيير وهنا يحق لنا أن نضع علامة تعجب وتسأُءل مذيل بإحدى وعشرون علامة إستفهام ؟ ونستشهد بقول الشاعر اليمني .. ويل العروبة أمسى الذئب عاشقها والقرد أصبح محبوباً تواليه..!!؟

نعم سقطت الأنظمة ولتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها ولكن ماذا بعــد ؟ تونس تدهور إقتصادي فوضى تدخل في شؤونها الداخلية إغتيالات طائفية دينية وصراعات سياسية , مصر هبة النيل بروز ظاهرة الفتــوى وقدسية المرشد وثقافة الإقصاء وإقصاء الكفاءات وشرعنة التدخل لحماية الأقليات , ليبيـــا ثورة النـاتو !؟

وثوار الميليشيات المسلحة عودة القبيلة إلى الواجهة السياسية وثقافة الإنتقام من الماضي بكل صوره السلبية والإيجابية .. تحدث إلى أحد الأخوة الليبيين المقيمين في مدينة شيفيلد وكان في الصفوف الأولى للتغيير ماذا عن ..؟ فأجاب بمرارة مفرطة وعبارة موجزة ذهب كلبُ وجاء ....؟ تلك لبيبا الثورة , اليمن مبادرة خليجية بديل للدستور تجميد القرار السياسي السيادي حكومة وفاق تسيرها القبيلة والأحزاب المجبولة على السلطة إنفلات أمني رهيب تدمير ونهب للممتلكات الخاصة والعامة وتخريب المؤسسات التنموية والخدمية ومحاصصة فوضى حوار وبوادر الفيدرالية يلوح بالأفق بقــوة إن لم تكن العودة إلى ما قبل المشروع الوحدوي الحضاري

سوريا تُـذبح أرض وإنسان تُهجر الكفاءات وتنتهك الحُرمات وإيحــاءات بمناطق عازلة تمهيداً للتدخـل الأجنبي

لستُ هنا متشائم من الحاضر ولستُ متفائل بالقادم ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها إلى جاحد للسياسة ومتعصب للجماعة وغائب عن الواقع إذا كي نحصل على رؤية واضحة لوضع الحلول يجب علينا أن نعترف بالواقع ولا نسلم بديمومته فنحن الجماهير والشعوب من يدفع فاتورة هذا الربيع بالدرجة الأول من فوقية في التصنيف العام وعنترية في التعامل والوظيفة العامة وقدسية المواطنة المتساوية وإنتقاص في الحرية والكرامة والسيادة الوطنية

أما من يدفع الثمن الباهض وسيدفع مقابل فاتورة هذا الربيع السعودي القطري . الإيراني الصهيوامريكي , التركي الناتاوي فهو الشعب العربي الفلسطيني فالحقيقــة هنــا واضحة ولا تحتاج إلى تفسير وتحليل . وبلاش عباطة !؟

الشعب يريد إسقاط النظام فلماذا لم تسقط الأنظمة كمنظومة سياسية متكاملة ؟ ولماذا لم يواصل الربيع العربي إمتداد فصله الثوري إلى مناطق وديكتاتوريات النفط ؟ ثم أين داعمو وممولوا العبث في سورية من ثورة العراق ؟

وهل عرف التأريخ أو دون مجريات ثورة أبوها الناتو وخالها الكيان الصهيوني ؟ مفارقات ليست بالعجيبة .. تبــاً إلى متى سوف نظل ندفع ثمن حريتنا لقاتلنا ومحتل أرضنا ؟ اللعنة على النفط كم هو غبي حين يكون في أرضنا !!؟

إذاً على هؤلاء المتمترسون خلف التحالف الخارجي وكــراسي السلطة ضد المعارضة الوطنية التخلي عن أسلمة الربيع الثوري وتوزيع صكوك الغفران كي لا يتضاعف دفع الثمن وتكون الفاتورة مسبقة الدفــع بمزيد من الدماء والفوضى والتأمر بإسم الحرية والتفريط بالقضية المركزية للأمة فلسطين العروبة والإسلام نحن العرب دوماً ندفع , نخسر في بورصة الإستقلال نلعب دور عباس في لافتات أحمد مطر حتى ربيعنا ولد أشقــر .!!؟

 
في الجمعة 26 إبريل-نيسان 2013 07:35:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=20152