ذمار ..ثورة بحاجة الى قرار
علي غالب الأنسي
علي غالب الأنسي

ادعاء الوطنية والنزاهة سماجة يمارسها المروجون للماضي الذين تراودهم أحلام السطو على المستقبل متخذين من مناصبهم وسيلة لمقاومة رياح التغيير وحجة على فشل ثورة فبراير وتضحيات شبابها وما إصرارهم على تجاهل حجم التحولات السياسية التي صنعتها الثورة الا محاولة يائسة يهدفون من خلالها الى افساد ما أمكن فيما تبقى لهم من ايام في مناصبهم وبسبب قلقهم من حتمية الرحيل تراهم يتعاطون الفساد والإفساد الى حد الوقاحة وشؤم الطباع.

التسريبات الأخيرة عن قرارات جمهورية تتضمن إقالة وتعيين محافظين لعدد من المحافظات جعلت أبناء المحافظة على غير عادتهم ينصتون كل ليلة الى وسائل الإعلام بكل أطيافها علّها تزف إليهم بشرى وصول أول شحنة ثورية من صنعاء تخلصهم من كابوس الراعي الحصري للفساد في المحافظة والذي تخلى حتى عن ابرز هواياته في جمع القراطيس ليتفرغ لتوقيع شيكات السلطة المحلية ومشاريعها الوهمية وشيكات المرتبات والمقاولات والمناقصات (لوجه الله طبعا) ويمارس عملا إضافيا بعد الدوام بتقديم التعهدات والتأكيدات لمن لهم الفضل في تعيينه بانه لن يتراجع عن موقفه الرافض لأي تغيير يستهدف منظومة الفساد في المحافظة ما دامت الرئاسة مشغولة بملف هيكلة الجيش.

كلنا يتذكر مهزلة انتخاب المحافظين في عهد المخلوع حينها كنا نظن إننا المحظوظون من بين كل المحافظات بفعل الدعاية والترويج لمرشح المؤتمر الوحيد من قبل الأمن القومي والسياسي والذي نافس نفسه وفاز بصوت واحد عن اقرب منافسيه ، أدرك الجميع اليوم ان النباهة والفطنة الذمارية لم تُخدع بمثل نظيف اليد وسليل الجد، وحتى لا يفهم احدٌ ان الهدوء النسبي الذي ساد المحافظة أثناء احداث الثورة هو نتيجة حكمة وحنكة وسياسة المحافظ ، بل نتيجة توازن قوى فرضه الثوار على الواقع إضافة الى انشغال أذناب المخلوع بتصدير البلاطجة والمرتزقة للبحث عن فرصة عمل في مجال القنص والقتل في محافظات اخرى بإشراف وزراء سابقين وحاليين وبتعاون كامل من قيادة السلطة المحلية فلن ننسى هنا مدير الامن الحالي المعين من عفاش الذي اشرف على عملية الانفلات الأمني الممنهجة بمباركة من العمري والشايف العنسي وبتوجيه من الوزير المصري.

وحين خرج الثوار للمطالبة برحيل العمري ومحاسبته هرب مسرعا الى المرض والسفر للخارج متقمصا دور سيده في البحث عن استعطاف الآخرين وامتصاص حماس الثوار لكنه هذه المرة يدرك ان المرض لن يشفع له وأن الأيام لن تسعفه ليقوم بزيارة المستشفيات للبحث عن اشخاص اعتدت عليهم المعارضة او دهستهم قاطرات اللقاء المشترك ولن تكون لدية الفرصة الكافية لكي يحذر ضباط الأمن من القاعدة قبل مقتلهم بأيام أو يمّن على الطلاب القادمين من تعز وإب بأنهم يستنشقون من هواء ذمار ويشربون من ماءها وبالتالي لا يحق لهم المطالبة بالتغيير .

لكن ما يقلق أبناء ذمار أن تصدق شائعات بقايا النظام التي تتحدث عن البديل الجاهز وبمواصفات عفاشية قتل الثوار ويشرف على التخريب في ذمار والبيضاء حاليا، أو أن يظلمهم التوافق مرة أخرى باستمرار الفاسدين في مناصبهم ، وهذا ما لم ولن يقبلوه وما زالوا ينتظرون قرارا يفي بوعد الرئيس هادي لهم بعيدا عن مجاملة أعضاء مجلس النواب ورغبات الأصهار والأنساب وتلبية لمطالب الثوار والمواطنين وتحقيقا لأهداف الثورة المجيدة..


في الأحد 05 مايو 2013 09:55:52 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=20265