صرخة أم ...ابني حبيبي
زعفران علي المهناء
زعفران علي المهناء

مأرب برس ـ خاص

أن الله عادل يحب العدل وأمر به عباده وحرم الظلم على نفسه ، وجعله محرما بين الناس فكيف إذا كان الأمر يتعلق بعدل الأباء مع الأبناء ، فالعدل بين الأبناء يندرج تحت منظومة منكامله من المساواة المادية و المعنوية بينهم تشمل في العطية و الهبة و إظهار المودة و المحبة و حسن الإصغاء و الاهتمام و لكن أحيانا تضطرب موازين العدل لدى الأباء تجاه أبنائهم مما يخلق العداء بينهم و بين أولادهم .

لم استطع أن أجبر قلمي على نحت حروفه من خلال اسطري قبل أن يبداء بحفر هذه الكلمات عن العدل.

 مقدم قلمي إعتذاره لكل قراءه لأن لغته اليوم مكسورة الخاطر و حزينة لما سيحفر في ذاكرتكم عن ذلك الفتى الفتي!! الذي وضع نهاية لذلك الظلم بظلم أكبر لنفسه ولأسرته و لكل من حوله.

 هذا ماحدث فعلاَ!!

حيث فشل في إعادة ميزان العدل بين يدي والده ..!!

فعجزت الكلمات.. و تناثرت الصور.. عندما تيقن بأن اللقاء بينه وبين والده أصبح محال..!!

 فوصل به الحزن حد اليأس و تضامنت كل مشاعره المتظاربه داخله ضده برغم صغر سنه الذي لم يتجاوز العشرين عاماَ..!!

 حاول ملياَ أن يهرب من تلك المشاعر ولكنها أبت إلا أن تتجمع ... وتتصاعد ... و تتأجج فلم يعد يملك إلا أن يستجيب لمطالب نفسه القاصرة ..!!

فاستسلام و والدته جعله يحكم عليها بالإعدام من أعماق نفسه متجاهل مشاعرها الخفية!!!

 و مغادره قلبه الصغير إلى الأبد..

 و منذ أن غادرت بات صامتاَ..

 لا نبض يحمل قلبه و لا أنين..

 و ما عادت الدنيا تعنيه بشيء كل الأشياء من حوله ماتت تجمدت الحروف في فمه و ما عادت تخرج..!!

 فقلب والده الظالم (من وجهة نظره )

 شل تفكيره فأصبح لا حول له و لا قوه لا يقوى على شيء فكل شيء يمربه رغم عنه ... طعامه ... شرابه جلوسه و قيامه ... علاقاته ... أصدقائه ... دراسته ... حتى علاقته بأخوته و أمه رغماَ عنه!!!

 لا يملك شيء في هذه الحياة

 سوى أن يعدم نفسه !!!

هذا الشيء الوحيد الذي لايستطيع أن يرغمه والده على فعله فتلك الرصاصة التي قرر أن يطلقها في رأسه الصغير و الذي يحمل دماغاَ مشلولاَ هو قراره بإرادته!!!

 لذلك أطلق العنان لمشاعره أن تتجمع ... و تتضامن ... و تتكاتف ... و تندفع و تثور..ثم تتبعثر

ولكن هذه المرة من خلال رصاصه و في تلك البقعة التي أحجب بريقها بعد رحيله بستار أليم و كئيب ..!!

نفذ حكم الإعدام و كان ضيف الشرف في إسدال هذا الستار هي تلك الأم.. الضعيفة الذي حكم عليها بالإعدام قبل أن يطلق العنان لتلك الرصاصة الصغيرة لتخترق مخه..!!!!

 ففي ذلك المكان أقام ميزان العدل و ترامى بين يدي والدته !!! ليشعل بذلك الفراغ جمرة لهيب تحرق تلك المسكينة الضعيفة و هي تهتف بصوت لم يصل حتى إلى مسامعها... أبني حبيبي.... أبني حبيبي...

 دمعها بات يسيل كمداَ عليه هائمة بحزنها تائهه بينه و بين والده!!!

 مضيعه الخطوة حائرة الوجدان

 لملمت بقايا مخه المتناثرة و هي متأكدة بأن قلبه مازال ينبض فعينيه مفتوحتان ..و هو يبتسم و يخاطبها.. قهرت القيود الان سأسافر معك في حلم يأخذنا الاثنين بعيدا عن ظلم الظالم ..!

تلملم بقاياه و هي متأكده أن بكائها و صراخها ماهي إلا أنفاسه الثقيلة الحزينه و هي تخاطبه و تقول لها.. سنلتقي في حلم أخر مختلف قليلاَ بلا دمعه.. بلا ارتعاش من الضلوع.. بلا قيد من السجان.. انهارت بجانبه

و تبعثر مخه الصغير للمرة الثانيه و أخرجوا الاثنين من ذلك المكان

 فما هي بالحيه فتبكيه و لا هو بالميت فتأخذ عزاه

 مرت أيام بعدها على و والدته كانت اللحظات الوحيده التي تربطها بالدنيا هي صراخها و استغاثتها بكلمة

(يا الله)

تدوي بها أروقة المستشفى الكل كان حولها بين مفجوع ... و مكلوم ... و مذهول ... و غاضب لما حل بهذه الأسرة الصغيرة.

إلا هو

 ذلك الظالم ( بمقاييس ولده الراحل)

 بحث عنه الكل بعيونهم ... و بألسنتهم ... و بمشاعرهم

 و كان السؤال أين رحل و ترك خلفه كل تلك الضحايا

 بأي سجن هو موقوف

 و متى يبداء بمحاكمه نفسه كما فعل فلذة كبده

 متى يخاطب نفسه خطاب الندم ويرسم خط البداية للهزيمة

و تقرع لديه طبول الندم بعد أن تجرأت طبول الظلم و تخطف من حديقته أجمل زهوره

 متى تقرع لديه طبول الندم و طبول الظلم سبقت و سرقت منه ولادة حياه لم يعشها مع صغيره

 كيف تقرع لديه طبول الندم و طبول الظلم قصفت بذلك المكان في ذلك العالم الذي أسدل صغيره الستار عليه

إيماناَ منه إن بعض الدروب تأخذ ولا تعيد

محطة:

ياكل شيء يجوب في نفسي ... وقلبي ... وعقلي لا تتردد في اتخاذ القرار كي أسجلك بين سطوري و بقلمي و من خلال ابتسامتي و دمعي !!!


في الخميس 28 يونيو-حزيران 2007 09:51:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=2049