|
لست حزينا علي عزل الرئيس محمد مرسى لكني حزين على قيم ومبادئ ثورة يناير العظيمة التي سقطت بعودة العسكر الى الحكم من جديد, .فمن يحكم مصر حاليا حاكم عسكري بعد أن ظل مدة عام تحت حكم رئيس منتخب و هذا يعنى ان الثورة ضربت في مقتل وعادت الأمور الى ما كانت عليه أيام نظام مبارك بنفس الأساليب ونفس الممارسات اعتقالات تعسفية وإغلاق للقنوات منع الصحف .بنفس الحجج والذرائع التي كنا نسمعها أيام مبارك ...
الدكتور محمد مرسى لم يكن الرئيس المناسب لمصر في هذا الفترة ليس لأنه غير مؤهل ولا كفء لهذا المنصب لكن لان المرحلة كانت بحاجة الى رئيس توافقي تتوافق عليه كل القوى الثورية يعمل على استكمال أهداف الثورة وبناء مؤسسات الدولة . لقد أرتكب الإخوان المسلمين خطأً كبيراً عندما استعجلوا على الوصول الى كرسي الرئاسة ثم التفرد بالحكم في مرحلة ثورية تقتضى الشراكة الوطنية والتوافق الوطني .إضافة الى ذلك أنهم جعلوا أنفسهم في مواجهة كبيرة مع القوى الإقليمية و القوى الداخلية وفلول النظام السابق .الذين سلطوا كل وسائلهم وقنواتهم. في تشويه الحركة و رموزها .حتى تمكنوا من تأليب الناس عليهم وحشدهم الى الميادين مستغلين الأخطاء والهفوات التي وقعوا فيها ..
.. اعتقد ان على القوى الإسلامية في مصر و في مقدمتهم الإخوان المسلمون الاستفادة من أخطاء الفترة السابقة و العودة من جديد لالتحام بالشعب المصري وبناء شراكة متينة مع كل القوى الوطنية من أجل استعادة الثورة وحماية الشعب من استبداد العسكر وهيمنة القوى المتلبرلة التي اليوم تسعى لمصادرة الوطن بكامله.
عزل الرئيس مرسى وخروج الإخوان من الحكم في مصر ليس هزيمة للمشروع الإسلامي كما يحول البعض ترويج ذلك , فالمشروع الإسلامي ليس مرتبطاً بأشخاص ولا حتى بجماعات أنما هو قيم ومبادئ تحملها الأجيال جيلا بعد جيل الإخوان ليسوا وحدهم من يحملون هذا المشروع وقد أثبتت الأيام ان الضربات القوية التي توجه الى حملة هذا المشروع لا تزيد هم إلا قوة وإصرارا على مواصلة السير , يكفى أصحاب هذا المشروع أنهم كانوا أكثر حرصا على الممارسة الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب .بعكس غيرهم من أصحاب المشاريع العلمانية و الليبرالية القومية التي تكشف لنا الأيام يوما بعد يوم ان حديثهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد أكذوبة يتغنون بها من اجل الضحك على البسطاء فإذا كانت لصالحهم قبلوا بها وإذا كانت في غير صالحهم تنكروا لها واظهروا مساوئها وعيوبها وانقلبوا عليها وما حدث في مصر اكبر دليل على ذلك . يكفى ان القوى الليبرالية شاركت بشكل فاعل في عودة العسكر الى الحكم من جديد .. و محاولة إقصاء تيار كبير من الشعب المصري حقق أغلبية كبير في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة .
لو أراد المصريون أن يقوموا بثورة حقيقة تحقق أحلام الشعب في بناء دولة حقيقة فعليهم ان يقوموا بثورة ضد العسكر الذين اثبت الأحداث أنهم الحاكم الفعلي لشئون الدولة في مصر وهم من يملكون إدارتها هم من حسموا مسار الأحداث في ثورة يناير وتمكنوا من إحكام السيطرة على الأمور وعزل أول رئيس منتخب بكل سهوله بدون أي مقاومة ..سوف يظلون هم اللاعب الأساسي في مسار الأحداث ..حتى إن تمت انتخابات جديدة وجاء رئيس منتخب ..فهم من يحسم الأمور في نهاية الأمر لأن القوة في أيديهم .. الذين خرجوا في 30 يوليو يطالبون برحيل الرئيس محمد مرسى ما كانوا ليخرجوا بهذه الكثافة لولا ثقتهم بان الجيش سوف ينحاز لهم .لو أنهم يعلمون ان الجيش ليس في صفهم ما كانوا فكروا بالنزول و الاحتشاد .. إذ أن الثورة الحقيقة التي يحب أن يفكر بها المصريون إخراج العسكر من المعادلة السياسية تماما..
لا أدرى لماذا نحن ـ اليمنيين ـ دائما نريد تقزيم أنفسنا وربط مصيرنا بمصير الآخرين , دائما نحاول استنساخ التجارب التي تحدث في بعض الدول وكأنها قدر محتوم علينا لابد أن نقوم به ... لدينا تجارب رائدة وفريدة أبهرت العالم , لكن للأسف نريد ان نهدمها من اجل ان نقلد الآخرين ..بدلا من أن ندعوهم الى الاستفادة من تجاربنا .. لدينا اللقاء المشترك كتكتل سياسي فريد ليس له مثيل في العالم لدينا مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي جمع كل الفرقاء على طاولة واحدة من أجل المشاركة في بناء اليمن الجديد,و لو أن المصرين لديهم مثل ما عندنا ما وصل حالهم الى ما وصل إليه ... بدلا من ان نسير في طريقنا نحو المستقبل ونعتبر أننا شعب له خصوصيته تجاربه نرى البعض يريد أن يهدم كل ذلك و نعود الى المربع الأول لان ما حدث في مصر يجب ان يحدث عندنا !... يا جماعة الخير المصريون هم اعرف ببلادهم وقادرون على حل مشاكلهم لا نربط وقعنا بهم لا ينبغي ان ننقل خلافهم إلينا .... الأصل أننا نجعلهم يستفيدوا منا لا أن نتأثر بهم نحن فهم في وضع لا يحسدون عليه.
في الثلاثاء 09 يوليو-تموز 2013 05:04:37 م