المشترك..فِراقٌ لم يحِن بعد
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان

أطل الشهيد جار الله عمر(المهندس) وواضع تصميم اللقاء المشترك بجسده النحيل وقلبه الواسع وعقله المستنير من إحدى شرفات الواقع اليمني المرير واقفا على إحدى روابيه وكأنه ممسكٌ بكلتا يديه بعلماء ووجهاء ومثقفين ومناديا على عامة الشعب ألا أدلكم على ما تعيدون به حقوقكم ويرفع الله به قدركم ويسموا به ذكركم ..قالوا : نعم.. قال : هذا اللقاء المشترك فيه تعاد لليمن المهابة وتعلوا به المكانة بعد عقود من الإستعباد والمذلة ..فقام الشركاء على قلب رجل واحد وبنضال دؤوب على اختلاف رؤاهم وأفكارهم إلا أنه يجمعهم ما نزل بساحتهم من استبداد عائلي منذ1978م من جهة وما نزل عليهم من رحمة من السماء من جهة أخرى ..

واللقاء المشترك لم يولد ليموت في ظروفٍ غامضة ولا على أيدي مجهولين ولا بحادث سير ولا لأسباب تافهة ، فلم يبنى وترتفع أركانه وتحصن أسواره إلا ليكون حصنا حصينا وسدا منيعا لمقارعة الإستبداد وليعيد أهم ما اختطفته تلك العائلة من الشعب اليمني (الديمقراطية ، الحرية ، العدالة ) وقد نجح اللقاء المشترك في استرجاع تلك المخطوفات حينما لحق ركب الثورة الشبابية اليمنية 2011م وحينما بدأت بشائر انتصار الثورة الشبابية تلوح في الأفق وتم زحزحة الحكم العائلي من الحكم وعندما برزت غنائم النصر نزل بعض (مكونات المشترك) من [الجبل] مخالفين بعض أهدافهم ومعلنين عن غاياتهم وحينما بدأو يجمعون الغنائم ويحققون بعض مطامعهم خرج المتربصين باللقاء المشترك من جُحورهم وهم الناقمون على سقوط نظامهم المستبد والحاقدون على زوال إمامتهم المزعومة وبدأوا ينسجون خيوط مؤامراتهم فقاموا الليل ليمكروا بالوطن بالنهار وصاموا عن الحلال ليفطروا بالحرام واستطاعوا بذلك أن يحدثوا ثُلماتٍ في سيف المشترك وثغراتٍ في أسواره وخلافاتٍ بين قياداته ونفور بين قواعده فما يكاد يُخمد خلاف حتى يبرز آخر وبروز تحالفات بين بعض مكونات المشترك مع بقايا العائلة لتحقيق مكاسب أزلية تتمثل في استقطاعات جغرافية وبشرية من الأرض اليمنية إلى ذلك بعض المكاسب السياسية الدنيئة على حساب مكاسب وطنية عليا ، فإذا ما اجتمعت قيادات المشترك لتدارس ذلك وضمتهم طاولة واحدة فإن أبز ما يجمعهم أنهم ليسوا على قلب رجل واحد

إن الحوار الوطني بقدر ما جمع فرقاء العمل السياسي بقد ما أبرز حجم الهوة الواسعة بين مكونات المشترك فمعظم مكوناته نزعة إلى فكرها وتذكرت أحزانها وكما يُقال (تذكر دين أبيه) حين مناقشة القضايا الجوهرية (الوحدة والدستور) واتضح جليا حجم الإبتزاز الذي تمارسه معظم مكونات المشترك على المكونات الأخرى وبمعنى أوضح (خمسة على واحد )إلا أن [الواحد] عليه أن يبدي بل ويظل يبدي قدرا عاليا من الحكمة والمرونة إذ أنه الأخ الأكبر والمكون الأبرز للمشترك والأكثر عددا وعُدة وصاحب الهم الكبير والهمة الأكبر وعليه أن يعود إلى أصوله وقواعده القائلة (درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وقاعدة أخف الضررين ، المفسدة الصغرى تُقدم على المفسدة الكبرى ) وذلك لتحقيق اعلى قدر من المصلحة العليا للوطن والمواطن وعلى قاعدة (لا ضرر ولا ضرار)

لقد أثبت الواقع الجديد بعد الثورة الشبابية أن هناك مكونات في المشترك اعتبرت اللقاء المشترك ملجأً للعجزة والمسنين ممن مات عائلوها وشاخت أفكارها وفنيت نظرياتها فلم تجد بدا من المحافظة على ما تبقى من حياتها عبر اللقاء المشترك ، ومكونٌ آخر لم يجد بدا من دخول المشترك لتحقيق مآربه في نفخ الروح في السلالية والعنصرية والإمامية لتحقيق حلم إمامته..

جديرٌ بمكونات المشترك الوطنية أن تعمل على ما يقوي وحدتها وأن تدرك أن اللقاء لم يكتمل بعد حتى يحن الفراق وأن تتجنب الخوض في الأحداث الخارجية و ألا تكون مرآة لعكسها على الواقع اليمني فهي لا تزيد اللقاء إلا قربا وإيذانا بالفراق ولكن بدون وداع ، فهناك متربصون تكفلوا بذلك لمزيد من الفتنة والفرقة ، وأن أي مكون في المشترك لن يستطع الوقوف على قدميه في المستقبل القريب ، فثمة من يتربص بهم الدوائر ويتمنى لهم المنون وأن يراجع البعض تحالفاتهم المفضوحة مع من أثبتت الأرض والسماء استبدادهم وإجرامهم ، وأن أي تحالف ضد الوطن فهو في الأخير خزيٌ وندامة على أصحابه.


في الأربعاء 24 يوليو-تموز 2013 12:17:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=21450