عبدالملك الحوثي مع صحيفة عرب القطرية
وهيب النصاري

اتهم القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي السلطة اليمنية بتجاوز الاتفاقيات وإطلاق النار على أنصاره بعد التوقيع في العاصمة القطرية الدوحة الجمعة الماضية على إيقاف الحرب في محافظة صعدة.

وقال الحوثي: إن القوات الحكومية مستمرة في تكثيف عملياتها العسكرية على المناطق التي يتمركز فيها أنصارهم، وتضرب تلك المناطق بالدبابات والصواريخ.

ولصعوبة الالتقاء بالحوثي في ظل المواجهات المسلحة بين قوات الجيش وأنصار الحوثي ومحاصرة محافظة صعدة شمال اليمن من الجيش الحكومي تحدث القائد الميداني عبر الهاتف عن المواجهات المسلحة وتحفظ الحديث عن بنود الاتفاقية التي رعتها دولة قطر لإنهاء الحرب وقضايا أخري..

 لماذا لم تتوقف الحرب في صعدة بعد التوقيع مع الحكومة اليمنية على تفعيل اتفاقية الدوحة؟

- المشكلة أن القوات الحكومية مستمرة في الاعتداء وتكثيف العمليات العسكرية خاصة على مديريات حيدان بمحافظة صعدة، إذ يحاصر اللواء 17 التابع للقوات المسلحة المنطقة.ويواصل اعتداءاته المستمرة على المواطنين؛ إذ تضرب المناطق بالدبابات والصواريخ وتهدم المنازل ويشرد الأهالي، وفي هذه الحالة نضطر للدفاع عن أنفسنا..

لوحظ تكتم من قبل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي عن ما تم الاتفاق حوله الجمعة الماضية في قطر لماذا؟

- اتفق الطرفين التحفظ على ما تم الاتفاق عليه مؤخراً، وعدم الحديث عن التفاصيل.

= العرب: ما هو الاتفاق الذي يجعل الطرفين يتكتم عليه؟

- اتفقنا على إجراءات تنفيذية وعملية لعدد من البنود والمضامين التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، ومن ضمن القضايا التي تم الاتفاق عليها عدم تسريب مضمون الاتفاقية.

 أعتقد أن من شروط الاتفاقية هو إيقاف المواجهات المسلحة بين الطرفين، إلا أن المواجهات لازالت مستمرة ؟

- نعم وقف إطلاق النار من ضمن الاتفاقية إلا أن القوات الحكومة تكثف عملياتها العسكرية، وستأتي لجنة من قطر إلي اليمن في غضون الأسبوع الجاري ربما ستعمل على وقف إطلاق النار بعد وصولها أتمني ذلك..

 هل يعني أن ما تم الاتفاق علية مؤخراً في قطر مع استمرار المواجهات المسلحة بين الطرفين في صعدة لن يفشل تلك الاتفاقية ؟

- إلى الآن لم تفشل.

 هل يوجد تواصل بينكم مع أطراف رسمية حكومية بعد عودة الوفدين من قطر؟

- أحياناً يتم التواصل عبر وسطاء محليين فيما يتعلق بأمور محدودة خاصة قضية وقف إطلاق النار.

 بعد الاتفاقية عادت المواجهات المسلحة إلى مديريات حيدان التي بدأت فيها الحرب الأولى ..هل يعني أن المواجهات ستتوسع بين الطرفين؟

- هذا نتيجة للتجاوزات الكبيرة التي قامت بها قوات الجيش في تلك المنطقة عن بقية المناطق في محافظة صعدة التي لم تشهد مواجهات مسلحة مثل منطقة حيدان وعدد من المناطق المجاورة، وبعد الهدنة لم تتوقف التجاوزات العديدة من قبل الجيش واستمر لواء من الجيش محاصر المنطقة إلى أن تفجر الوضع، وإذا لم تتوقف العمليات العسكرية فإن التداعيات قد تتوسع إلى مناطق أخري ..

 تتهم جماعة الحوثي بقتل شخصيات اجتماعية والمشايخ الموالية للسلطة .. ما صحة هذا الكلام؟

- نحن لا نقف عسكرياً إلا ضد من يقاتلوننا أي نحن نقاتل كل من يبدأ بمقاتلتنا ويعتدي علينا،عادةً موقفنا دائماً الدفاع، وهو حق مشروع..

 حدثتم في وقت سابق أن السعودية ليست طرفاً في الحرب وقلتم: إن هناك طرفا آخر.. من هذا الطرف؟

- بالتأكيد هناك أطراف تشجع النظام اليمني على استمرار الحرب الداخلية، لكن نحن نأمل من جارتنا الكبرى المملكة العربية السعودية أن تكون طرفا مشجعا على السلم وليس على الحرب وهذا ما نعتقد أنه يحصل في الوقت الراهن..

 هل يعني أن السعودية في الفترة السابقة شاركت إلى جانب القوات الحكومية الحرب ضد جماعة الحوثي؟

- هذا الأمر في الماضي وقد مضى وليست هناك أدلة مادية علي هذا، لكن بالنسبة للوقت الحاضر نعرف أن المملكة حريصة على الأمن والاستقرار في اليمن، وهذا لمصلحة المنطقة والسعودية، وهناك بادرة جيدة مشجعة لإيقاف الحرب من قبل ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز قبل أشهر؛ حيث أبدى أسفه لما حصل في صعدة، وأبدى ارتياحه إلى إنهاء المواجهات المسلحة بما يوقف نزيف الدماء ..

ما صحة أن إيران هي التي طلبت من قطر القيام بدور الوساطة لإنهاء الحرب بين الطرفين؟

- لا نعلم بأي وساطة إيرانية، نعرف أنه أيام الحرب من خلال التصريحات بوسائل الإعلام كانت إيران من ضمن الدول الداعية والمشجعة للسلام في اليمن، لكنهم لم يقوموا بدور مباشر كوساطة.

 ما دور قطر في إيجاد حلول لإنهاء الحرب؟

- دور كبير في الدرجة الأولي لم يكن دوراً سياسياً بل دوراً إنسانياً يدل على الإنسانية للأخوة القطريين؛ حيث إنه لم يرق لهم أن يتفرجوا على الأحداث الدامية في اليمن كما فعل الآخرون..

فالقطريون دفعهم الجانب الإنساني والعربي لعمل مبادرة وقف أطلاق النار والحرب..

 هل طلبتم أنتم أم الحكومة اليمنية من قطر تفعيل اتفاقية إيقاف الحرب؟

- هذه الأمور لا يروق لنا الحديث أو الإدلاء بتصريحات حولها في الوقت الراهن.

 كان من ضمن اتفاقية الدوحة السابقة مغادرة عبد الملك الحوثي، وآخرين من قيادة الحوثيين إلى قطر كلاجئين سياسيين هل مازال هذا العرض قائماً ضمن الاتفاقية الأخيرة؟

- ليس الوقت مناسب للحديث عن هذا، سنترك المستقبل يكشف عن الحقائق.

يعني نستطيع القول: إنكم ستبقون في اليمن بعد تنفيذ الاتفاقية وإيقاف الحرب؟

- الجميع يعرف دعوة رئيس الجمهورية للمعارضة في الخارج للعودة إلى البلد.

 الحرب الدائرة ليست لمصلحة البلد .. لماذا يصر الحوثيون على استمرار المواجهات المسلحة؟

- لسنا مصرين على استمرار الحرب، بل نحن نضطر اضطرارا للدفاع عن النفس بعد ما تقوم السلطات بالاعتداء على أتباع الحوثي، والسلطة لا يهمها مصلحة البلد بقدر مصلحتها بعيداً عن البلد والمشكلة ليست مع جماعة الحوثيين؛ فالسلطة تتعامل بمثل الشيء مع الأطياف السياسية والمشكلة متفاقمة في كافة البلد من الشمال إلى الجنوب، وقد طلبنا عدة مرات بتشكيل لجان تقصي الحقائق لمعرفة الحقيقة وكشفها، وإصرار السلطة على منع الصحافيين من التغطية الميدانية في صعدة يدل على أن هناك ما تخشى السلطة من كشفه للرأي العام وإطلاع الآخرين عليه.

 اتهمت السلطة باعتقالها عدد من أتباع الحوثي في مختلف المحافظات اليمنية ،هل شملتهم الاتفاقية بعد إيقاف الحرب؟

نعم .. هذه من الأمور التي تم الاتفاق عليها بإخراج جميع المعتقلين في كافة السجون اليمنية وهذا ما نأمله قريباً من السلطة، والمشكلة أن السجون اليمنية في غالبيتها ليست إنسانية وبعيدة عن كافة الحقوق الإنسانية ،والواقع يثبت ذلك فهم يمارسون التعذيب داخل السجون ويحرمون السجناء من أبسط الحقوق التي كفلها الدستور والقانون لهم، وهناك للأسف الشديد ربع المعتقلين من الأطفال دون السن القانوني، وسجنوا دون مبرر وبعضهم أخذ من داخل المدارس..

 دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح جماعة الحوثي إلى تأسيس حزب سياسي لهم .. لماذا رفضتم؟

- المشكلة أكبر من تأسيس حزب سياسي النظام يستهدف جماعة الحوثي هم يستهدفون مناسباتنا ومدارسنا الدينية ويكفرونا ويمنعونا نشر كتبنا أي هم يستهدفوننا فكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصاديا، حتى إنهم دمروا المزارع والمتاجر نهبت، فالمسألة ليست بالبساطة هذه، حيث الواقع السياسي غير ملائم والمواطن اليمني كفل له الدستور حرية التعبير فهو حق قانوني قبل أن يكون سياسيا ..

ولا توجد في الواقع ديمقراطية حقيقية في اليمن؛ إذ تتعرض أحزاب المعارضة إلى مضايقات وتهديدات بحلها، وهناك أيضاً ملاحقة الصحافيين إذ تم ملاحقة وتعذيب العديد من الصحافيين والصحافيات اليمنيات، يعنى توجد مساحة محدودة من الديمقراطية، وإذا تم تجاوز تلك المساحة تواجهها السلطة..

 هل هذا ما جعلكم ترفضون تأسيس حزب سياسي؟

الوضع لا يسمح في اليمن؛ فالمناخ الموجود في اليمن غير ديمقراطي أصلاً هناك سلب واضطهاد وظلم ومصادرة لأبسط الحقوق التي كفلتها التشريعات اليمنية، نحتاج قبل هذا إلى مناخ ديمقراطي حقيقي..

 ما هي معوقات نجاح الوساطة القطرية لإنهاء الحرب بوجهة نظرك؟

- توجد قيادات عسكرية ترفض إيقاف الحرب؛ لأنها مستفيدة من استمرارها، أعتقد أننا بحاجة إلى مراقبين محايدين محليين لكشف حقيقة من الذي يرفض إيقاف إطلاق النار ويقوم باختلاق مبررات وهمية غير صحيحة.

هناك جهات عسكرية مستفيدة من استمرار الحرب مادياً وأيضاً منحهم رتباً عسكرية.

فمن ضمن أخطاء المؤسسات العسكرية أن الرتب والأموال تعطى على قدر ما يرتكب الفرد من جرائم قتل وتدمير لأبناء شعبة ووطنه وليس على أساس دراسة حقيقية ولا مواقفه لحماية الوطن وأبنائه..

 عفواً سيد عبد الملك .. من هي تلك الجهات المستفيدة من استمرار الحرب؟

- الجميع في البلد يعرف من هي تلك الجهات ولا نحتاج الحديث عن هذا الموضوع.

 ممكن تحدثنا عن الوضع الحالي في محافظة صعدة بعد عودتكم من دولة قطر؟

- تشمل المواجهات المسلحة عدد من مناطق مديريات حيدان وتلك المناطق تشهد هجوم من القوات الحكومية بشكل مستمر باستخدام الأسلحة الثقيلة وبقية المناطق تشهد حملات عسكرية نسبية واحتقان في بعض المناطق

 ماذا عن اليوم الاثنين ؟

- هدوء نسبي وهناك ضرب متقطع من الجيش على جماعة الحوثيين أبرز ما فيه ضرب بمدفعيات الهاون والرشاشات الثقيلة ..

 ماذا عن نفي المصدر العسكري اليمن سقوط طائرة مطلع الأسبوع ؟

- ليفتحوا المجال لوسائل الإعلام لمعرفة الحقيقة فحطام وآثار الطائرة لازالت موجودة في المكان التي سقطت فيه الطائرة.

ولو سمح للصحافيين الدخول إلى صعدة؛ لتمكنوا من تصويرها، لكن هم الذين يتعمدون التعتيم الإعلامي ثم ينقلون ما يروق لهم وينكرون ما لا يروق لهم..

 في السؤال الأخير ماذا تريد قوله ؟

- نؤكد على أهمية تضافر الجهود في اليمن لوقف الحرب؛ لأن السلطة فقدت الحكمة والرشد تماماً، وتتجه بالبلد إلى الانهيار والضياع. وأعتقد أنه من الضروري تضافر كافة الجهود اليمنية من أجل مساعدة الجهود التي تقوم بها قطر المشكورة؛ لإحلال السلام والأمن في اليمن السعيد ..

وأتمنى من الأنظمة العربية أن لا تشجع نظام صنعاء على الحرب داخل البلد، ونلوم هذا النظام الذي لا يولي أهمية لسيادة اليمن؛

حيث قام الإريتريون بحجز ثمانية صيادين يمنيين وتقديمهم إلى محاكمة عسكرية أرتيرية دون أن يحرك نظام صنعاء ساكناً ..

الأمور والقضايا المهمة يهملها هذا النظام، وينشغل بحروب داخلية هو السبب فيها.


في الخميس 07 فبراير-شباط 2008 09:41:36 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=3304