أنقلوا الحوار إلى تعز منعاً للاختناق والكارثة القادمة ؟
نبيل الصعفاني
نبيل الصعفاني

  تعيش قيادات الأحزاب والمكونات المشاركة في الحوار الجاري في غرف صنعاء برعاية جمال بن عمر من حالة اختناق واضحة وأزمة أكسجين تكاد تعصف باليمن وتودي به إلى متاهات المجهول . ومع أن قيادات الأحزاب المتحاوره تشعر أنها محبوسة الأنفاس في ظل انعدام المناخ الصحي في صنعاء إلى أنها لم تستطع النطق ببنس شفاه للتعبير عما بداخلها من ضيق بفعل ماوصلت إليه الأوضاع في عاصمة دولة الوحدة واليمن بشكل عام . وبناء على ماذكر سالفاً فأن استمرار جلسات الحوار في صنعاء لن تفضي إلى معالجات وطنية متكافئة ومنطقية البتة وذلك بفعل غلبة طرف وحيد على باقي المكونات الأخرى الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي لم يلتزم بها الطرف الأقوى .. ومازال يطالب الأطراف الضعيفة بتطبيق بنودها حرفياً وهوا أمراً مقلوبا في المشهد اليمني منذ سيطرة المليشيا المسلحة على صنعاء . ولذلك فأن المكان البديل والمناسب لانعقاد جلسات الحوارالجاري بين المكونات والأحزاب للخروج من الأزمة الراهنة هى مدينة تعز التي تتوفر فيها شروط نجاح الحوار والبحث عن كيفية اقناع الرئيس هادي بالعدول عن استقالتة بهدف تجنيب اليمن إنفجارا وشيك لن يبقي ولن يذر.. علاوة على إبعاد شبح الانفصال الذي أصبح شبه ضمني في حالة رفض الرئيس هادي العدول عن الاستقالة سيما وأن المكونات الجنوبية تعتبر أن ماحدث في صنعاء انقلابا مكتمل الأركان على الشرعية الدستورية وأعلاناً انفصالياً من صنعاء وهذا يعطي الجنوب حق تقرير مصيره ويمنحه دعما داخلياً وتعاطفاً إقليما ودولياً بعد حصوله على مخرج دستوري لايتوفر في حالة عدول هادي وبقاءه على رأس السلطة في الجمهورية اليمنية لأنه أي هادي يعد رئيساً منتخباً من اليمنيين شمالا وجنوباً ولم يعتلي السلطة عن طريق المصفحات أو جنازير الدبابات بل أخذها بثقة الشعب وأصوات 9 مليون يمني . وعلى هذا الأساس فأن صنعاء أصبحت مكاناً غير صالح لإجراء حواراً متكافئ بين الفرقاء الباحثين عن حلول عاجلة . بل أن صنعاء علاوة على كونها مرتفعة عن سطح البحر وتفتقر إلى الأكسجين النقي فقد تحولت بفعل الأحداث الأخيرة ما بعد 21 سبتمبر 2014م إلى مجرد عاصمة (للدشم ) ونقاط التفتيش وتنافس لنيل جائزة مدينة القلق و(القوارح) على مستوى شبه الجزيرة العربية .. ولهذه الأسباب الموضوعية والنفسية والفنية مجتمعة فأن على جميع المكونات والأحزاب أن تسارع بنقل جلسات الحوار إلى مدينة تعز لكي تعطي لنفسها فرصة للطرح والوصول إلى حلول ومعالجات سريعة بعيداً عن الصمت المخجل الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مالا يحمد عقباه . أخيرا أذكر قيادات القوى والمكونات بأن تضع مصلحة الشعب والوطن نصب عينها وتبتعد كلياً عن التمترس وممارسات المحسوبية والمجاملات وتسجيل المواقف لصالح أشخاص والجماعات لأن هذه تعد الفرصة الأخيرة التي سيكتبها التاريخ عنكم والتي أما وتخرجون اليمن من خلالها إلى بر الأمان وتحفظون شرعيته ووحدته ومكتسباته واستقراره أو تدفعون به لكارثة الانزلاق والفوضى والانفصال وبذلك يلعنكم التاريخ والأجيال على مر الزمن


في الأحد 01 فبراير-شباط 2015 12:15:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=41056