وماذا بعدا ايها الحمقاء
عبدالكريم محمد الاسطى
عبدالكريم محمد الاسطى


عندما أرى أمرا عن فئة معينة من المجتمع فلا أعمم لأن أغلب مجتمعنا ناجح .
وإن كان قله يرى عكس ذلك فهو محيطه ولو خرج عنه واجتهد لانضم للبقية .
الحمقى هم شريحة كبيرة من المجتمع بينهم ساسة وقادة واطباء وتجار وغيرهم، والحمقاء آفة لا تفارق صاحبه من المهد الى اللحد، ولولا الحماقات التي يرتكبها(العقلاء) لكان وضع الكرة الارضية افضل بكثير مما هي عليه الان، وان جميع صور الفهم السقيم يتبناها الحمقى الذين لا يعرفون بانهم حمقى، وقد يكون في داخل كل انسان (احمق صغير)
يدعوه الى ارتكاب الحماقات المقصودة وغير المقصودة على ان بعض الحماقات تدعو الى التندر واللطافة وبعضها تجلب الكوارث، وهذا الانسان الاحمق هو الذي قسم البلاد والعباد الى طبقات والاحزاب والمذاهب والاديان والفرق والتي ادت بالتالي الى نشوب نزاعات لفظية ولسانية وصلت في النهاية الى القطيعة وسفك الدماء.
والاحمق لا يكاد يستقر على رأي، فهو في تقلب مستمر لا يشعر به، وهو لا يعي بانه في قلق وفي كدح ومعاناة وانما يعتبر نفسه يلهو ويرتع ويلعب.
وفي مقارنة سقيمة قال لي احدهم ذات يوم بان احد القادة الغربيين اشتهر في العالم اكثر من المصلحين المسلمين فقلت له : ليس ذلك لأنه افضل مكانة ولا اعظم انجازا ولكنه الفهم السقيم لرموز الاصلاح عندنا، ومن لم يفهم المصلحين والمفسدين كيف يستطيع افهام الاخرين، ولست هنا بصدد الانتقاص من هذا الغربي القائد ولكني اؤكد على ان من الاتباع العقلاء الحمقى، او الحمقى العقلاء من لا يحسنون التصرف.
ولعل الحماقة تصل الى اعلى درجاتها الخطيرة عندما يقوم (العقلاء الحمقى) بثقب السفينة التي تقلهم مع الاخرين وهي في عرض المحيط دون الانتباه الى الخطر المحدق بهم،
ومثلهم الذين يقومون بتفجير انفسهم مع الابرياء بغية اللحاق بمأدبة غداء مع الانبياء وآل بيتهم عليهم الصلاة والسلام، واكاد اجزم بان جميع الخلافات السياسية والثقافية والاجتماعية والفقهية لها علاقة بالفهم السقيم للأمور، ولا تنسى الانسانية قصة ذلك الصحابي الساذج الذي ظل يأكل دون ان يشبع امتثالا لقول النبي (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع) ، ،
وما اكثر صور الفهم السقيم للأمور في هذه الحياة، واقول في الختام بان الحمقى (الحمقى ) هم مكون لطيف للمجتمع ويستطيعون ادخال البهجة والسرور الى النفوس ولكن العقلاء (الحمقى) هم اشد خطرا ينبغي مواجهتهم ولو بالقوة لمنعهم من ارتكاب الحماقات القاتلة من اجل كرة ارضية جميلة.
علينا كيمنيين فهم وتعلم ثقافه الاختلاف فعند اي نقاش اما نختلف او نتفق في الافكار هذا امر طبيعي لنحاول ان نقنع بعضنا بفكرنا بلا تعصب يسئ لنا.
   


في الأربعاء 11 مارس - آذار 2015 09:20:23 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=41226