بين أدغال خطابيّ عبده وحسن
هادي أحمد هيج
هادي أحمد هيج

الحقيقة أحزنني شكل عبد الملك وهو يلقي خطابه ؛ لحالة الإنهاك التي ظهر بها ، رغم انهم ألبسوه ثياب أأنق من ذي قبل ، ولكن القضية شعور وليس لِباس ، و إن كان يعطيك بعض التمويه ، بينما هذا لا يؤثر كثيراً في ملامحك ، فقد أشفقت عليه لحالته الرثة أقصد نفسياً ، بينما حسن نصر الله ظهر وكأنه الوصي الشرعي على عبدالملك ، بينما هو يبدو لي أنه ليس قاصراً ، لكن العنتريات طبع "اثنا عشري" صبغتهم به إيران ، فالنغمة واحدة ، وكنت أتوقع بأنه سيقدم حلول وليس تهديدات ، فالتهديد لا يفيد في هكذا موضوع ، وإنما "من يقنع لي الدجي"

دعونا نروح عنكم بقصة ، نخفف فيها من توتر التحليلات والتوقعات ، حتى تستوعب الموضوع بشكل أفضل ، فإن كانت تناسب السياق فهذا تحليلك ، يعني أنك بدأت تُمارس التحليل السياسي بعمق

كان هناك شخص في مدينة المحابشة عنترياً - يظهر العنترية في كل أوقاته - ( طبعا المحابشة منطقة شيعية ) مع احترامي لأخوالي فهم سنة في هذه المنطقة ، اساء هذا الشخص الى بعض الشباب ، فتآمروا عليه واعترضوه في قارعة الطريق ، وضربوه ضرباً مبرحاً ، وبعد أن شفو غليلهم ، خافوا أن يذهب ليشتكي بهم ، فيقعوا في شر أعمالهم ، فهداهم فكرهم الشيطاني للذهاب إلى الحكومة ويرفعوا عليه قضية ، أنه أبرحهم ضرباً - بينما لم يصل اليهم أصلا لأنهم باغتوه - فوصل صاحبنا الى الحكومة فجد غرماه قد رفعوا القضيه عليه ، فسأله الحاكم : لماذا ضربت هؤلاء ؟! ، وفي هذه الحالة حضرت العنترية ، فأجاب والله يامولاي لأزيد ابوهم أكثر من ذلك ، فقال له الحاكم : إنزل السجن حتى تُرضي من ضربتهم . وفعلا نزل السجن ( احتفظ بالاسم كونه لايفيدفي الموضوع ) ، فالحكم لك من هو صاحبنا ومن هم الشباب ومن الحكومة

وبدأ السيد حسن نصرالله - خلّونا نطيب نفسه شويه بالسيد ، وان كنت لاتهمني الألقاب - عموماً بدأ يسرد في أرقام المواضيع التي سيتحدث عنها لولده الصغير ليجعلها برنامج له ، او ما يسمونه خارطة طريق ، وإذا لم تنفذها سأربيك ياعبده ، وتعجبت وهو يظهر في خطاب ، يدعوا فيه ضيوفه ، ويتحدث عليهم من شاشة تلفاز - كانوا يقولون لي ذلك ، لكن لا أصدق كوني لا أشاهد خطاباته ، ألم يفكر أنها عيب في حقه ، وهو بين جمهوره وتحت سيطرته وفي بلده ويظهر من شاشة ، أهذه الشجاعة والقيادة ؟!! ، طيب يا اخي مادام هكذا ، فلا عاد تتعنتر وتمكنا ( تزبيطة ) كما تقول اللهجة العامية ، خليك على مستوى لبنان ، لا تزيد بها أكثر من هكذا .

اليوم الثاني ظهر ولده السيد عبدالملك ، يردد نفس الخطاب مع شيئ من الإنكسار النفسي ، فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء ، والمفروض أن يستفيد من حليفه صالح في السياسة ويهدأ قليل ، أو يبدو أنه خائف من الوالد حسن ، حسن يتعنتر وهو في لبنان ، مايوصل التحالف عليه ، فمن ماذا يخشى لا هو ولا حزبه !! ، بينما أنت بين المطرقة والسندان ، حتى أنك لم تستفيد من إيجابيات الوالد ، طبعاً هو حاول يحتوي الجنوب ، ويعمر البيوت ، ويعمل لهم مرتبات وهكذا ، بينما أنت شتت الشمال ، فحتى أصحاب صعدة هجرتهم ، وهدمت منازلهم ، وصادرت أموالهم ، ومن بقي فرضت عليهم مبالغ لدعم المجهود الحربي بين فترة واُخرى ، وقوافل دعم المجاهدين -حد وصفك-، فلا أنت هدأت ولا أنت إحتويت الذين بجوارك ، فما أدري ماهي سياستك؟!! ، هون عليك يا أخي .

سألتني إحدى البنات -قبل قرار مجلس الأمن - لو أنت في وضعه ماذا تعمل ؟! قلت : لها أوافق فوراً ودون تردد على النقاط الثمان . قالت لماذا ؟! . قلت : لأنقل الكرة إلى مرمى التحالف -ومن مشناقة لمشناقه فرج - لكن الآن بعد القرار جلست أفكر في الخبرة ، عبدالملك وصالح ، قمت أتقمص قميصهما إجابة مرة اخرى على السؤال السابق ، فصدقوني أنني إحترتُ كثيراً ، وانا أفكر فيهم ، حتى وصل بي الحال الى إستخفاف نفسي ، وقلت لماذا أشغل نفسك ؟! وانا بعيدٌ عن الموضوع ، فتوقفت وقلت : لا لقاكم الله خير ، أين أوصلتم أنفسكم وبلدكم وشعبكم ؟!! حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم .

فما لديهم غير ثلاثة إحتمالات ،إاما أن يستمروا في القتال حتى يوصلوه الى منتهى الإنهاك ويقتلوا .

وأما أن يتنقلوا متخفين ، من كهف الى كهف ، ومن جبل الى جبل ، وينطبق عليهم وضع القاعدة - جالس يمكنا محاربة القاعدة والدواعش ، وستبقى مستقبلاً مثلهم عاد هم ربما لهم حاضنة شعبية ، أما أنتم فلا حاضنة لكم ، ولا حول ولاقوة الا بالله -

وأما أن يصلوا الى ما وصل اليه الرئيس الصربي ، يختبآن حتى يلقى القبض عليهما . وما كان بودّي أن تكون هذه النهاية المأساوية لهما ، و لكن {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}

هذا ما جاد به عقلي فَلَو هناك شخص لديه طريق اخر لهم فليدلني عليه لعله يخفف بعض الشيئ ، وليكن من باب ارحموا عزيز قوم ذل .

أتمنى ان أكون خرجت من الأدغال لانها مفجعة وأخوكم لا تنقصه الفجايع ، اللهم ألطف باليمن واليمنيين ، ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين او أقل من ذلك ، والله حسبنا ونعم الوكيل

لمزيد من التفاصيل تابعوا صفحتنا على الفيس بوك  هنــــــــــــا


في الأربعاء 22 إبريل-نيسان 2015 09:12:46 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=41406