يا شبيه "صويحبي"
محمد الصالحي
محمد الصالحي

إنها الذكرى للشهر الاول لرحيل اخـــــي وتوأمي ، الذكرى التي لا يمكنها أن تموت أبدا، إنها ذكرى الرحيل.

لمـاذا تَركتَنـا هكذا ورحَلت؟. ألم تكفيكَ أدمعنا كي تعـود؟؛ لا لشـوقي أو لحُزني، ليسَ لـي، لآلافٍ ركضوا خلفَ نعشِكَ صامتين بانتظـارِ صوتِك حينَ يعـود من مجهول بعـيد أو قـدرٍ تحتَ أرضٍ صامتة، الفــــراق... الرحيــــل... الوداع إلا وأن تشعر الأرواح المفارقة أحبتها بمس الفناء لأن أرواحا أخرى فارقتها ؛ ففي الموت يُمسُّ وجودنا ليتحطم ، و في الفراق يمس ليلتوي ؛ و كأنه الذي يقبض الروح في كفه حين موتها هو الذي يلمسها عند الفراق بأطراف أصابعه أخبرني يا أخي لماذا هذا المساء شديد الظلمة شديد الكآبة شديد الحزن شديد الرعب ثقيل كجبل بطيء كسلحفاة بارد كالميّت؟ ولماذا يا أخي حكايتي يتيمة تتجول في خاطري كالغرباء والورد يئن في الشرفات كالمطعون والسيّاف نكّس سيفه وأجهش في البكاء؟

 أخبرني يا أخي أين ذهب الأمان ما الذي حدث في المدينة هذا المساء؟ وأخبرني أين أرسم علامات استفهامي والكل في حالة ذهول الكل في حالة صمت وسكون لكنه سكون وليد الصدمة يشبه صمت الموت تماما؟ أيكون الموت؟ فأخشى ان اطلق رصاصة السؤال فتقتلني رصاصة الاجابة إذن هو الموت هو الموت يا أخي ثانية وثالثة...ورابعة..وليست أخيرة هو الموت يا أخي أحفظ ملامحه جيدا وأعرف مرارته لكن الموت هذه المرة ليست قصيدة حزينة تنزفها في اذني ولا حكاية مرعبة اسردها عليك ولا نبأ يصلني فأستقبله بالدموع الموت هذه المرة يا أخي يختلف فالموت هذه المرة هو ...أنت فتصور ..


حين يكون الموت هو..أنت تصور..حين يكون النبأ الحزين هو..أنت تصور..حين يكون ذلك النائم بلا روح هو..أنت فأي الحروف تسعفني عندها؟ واي الكلمات تغيثني؟ واي بقعة من الارض تستوعب حزني؟ واي فضاء يحتمل صرختي!؟ أواه يا أخي بأي عنوان أعنون هذا الاحساس؟ وبماذا أُلقب هذا الجرح؟ وهذا الحزن الذي ما توقعت ان اكتبه يوما وهذا هو الحدث العظيم الذي ما تمنيت ان اسجله بتاريخ عمري يوما لكنه حدث ووجدتني أسجل فوق جدار قلبي بأنكساره وبيد مرتعشة في مثل هذا اليوم رحل أخا كان يمثل العالم..لهذا القلب رحلت إذن رحلت كأجمل ما يكون الرحيل كنت رائعا في كل شيء مختلفا في كل شيء صادقا في كل شيء حتى في الموت اخترت أروع انواع الموت فمثلك لا تودعه الحياة إلاّ رافعا رأسه بفخر ومثلك لا يودع الحياة إلاّ لحياة أجمل وأبقى هل تذكر؟

حين سردت عليك حكاية حزني ذات مساء وملأت كفيك بالدموع وعدتني ان تحفر ينابيع الفرح في اراضي عمري وان تمنحني السعادة بلا حدود وان تدربني على الضحك الذي نسيته منذ سنين وأن..وأن..وأن وان لا يخرجك من عالمي سوى الموت وصدقت الوعد يا أخي فلم يأخذك ولم يبعدك..إلاّ الموت هل تعلم؟ بنفس خائفة وقلب مرعوب أحاول التكيّف مع فكرة غيابك وأحاول ان ادرب لساني على ربط اسمك بالموت واحاول ان اقنع قلبي ان الطرقان فوق بابي لن تكون طرقاتك وان رنين الهاتف لن يكون رنينك وان الرسائل في بريدي لن تكون رسائلك وان ذلك الطيف في الظلام لن يكون أنت ترى؟ ان كان حنيني الى الاحياء يقتلني فماذا عساه يفعل بي حنيني الى الاموات؟ ( يا شبيه صويحبي ) ليتهم سموك باسمه واستريح كل ما ناديتك اغلط في نداك هذه إحدى رسائلك يا أخي إلى الآن وقلبي محروق عليك كأنها جمرة لم تنطفئ ولن تنطفئ... أتمنى الموت يأخذني كي أراك فقط أخي انتهت الحكاية فنم بسلام..على قلبك السلام انتهت الحكاية يا أخي والخوف كان فيها بطلا والموت كان فيها الختام .


في الإثنين 25 يناير-كانون الثاني 2016 04:17:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=42030