خذلناكم !!
وضاح المنصوري
وضاح المنصوري


خذلناك يا شقيق الروح، خذلناك يا توفيق، منذ أسبوعين والأخبار تصل لنا بمرضك الذي أقعدك في زنزانة الموت التابعة لاستثمارات الحوثي النازية، و كنت ممتنع عن نشر حالتك الصحية للإعلام خوفاً عليك من الجلاد العاري الذي يزداد ضراوة وعنفا نحوكم كلما ظهرت قضيتكم المنسية للرأي العام، وحققت نسبة بسيطة من التضامن والإدانة ضد توحش عصابات الموت الحوثية. 

مارست العصابات الدموية تعذيبا وحشيا بحقك أنت وزملائك، تفننت بكل أساليب الاذلال والقُبح في التعامل معكم، أفرغت كل السواد والحقارة الذي تسكن أرواحهم فيها وتركتكم تعيشون الموت البطيء في سراديب العتمة لتمنع مصادر وهجكم وينابيع إلهاماتكم الروحية غير أبهة بصرخاتكم وأنينكم، وأصبح مصيرك ورفاقك مرتبط بما تبقى من إنسانية لديها ، ولا إنسانية لجلاد مستبد. 

خذلناك يا توفيق الروح .. خذلناك أنت ورفاقك يا أسوار صحافتنا العنيدة، ولم تكون المرة الأولى التي خذلناكم ، سبقَ وأن خذلنا قبلك رفيق دربك عبدالخالق عمران وأكرم الوليدي وهشام طرموم وصلاح القاعدي ومحمود الصبيحي والعملاق محمد قحطان بالمناسبة تحل علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لاختطافه وكالعادة سنرفع صورته في مواقع التواصل الاجتماعي ثم ننساه وننسى المشروع الذي ضحى قحطان وأمثاله من أجله، وأخشى أن تحل الذكرى الثالثة وهو مخفي في سجون الإنقلاب.

أبا ثائر يا قطعةٌ من جبل أُحد شكلها الله على هيئة بشر فتكون إنسان يمنح العالم من حوله دروساً عن الإباء والشموخ في وجه جائحة الإنقلاب الأرعن، وينظف الأرواح المتسخة من مشاعر الخوف والجبن أمام هيمنة برابرة العصر. 

توفيق يا سندي وعضدي أنت ورفاقك الاُسد الميامين وقفتكم بصلابة في وجه طوفان الكهنوت السلالي تفضحهم وتعرّي زيف مشروعهم الرجعي الحاقد، وصمودكم تحت آلة التعذيب الوحشية يغيض سوط الكاهن البليد ويفوق قدرة الجلاد على التعذيب كما يقول غاندي. 

يا رُسل الصحافة وأنبياء الكلمة الحرة في أقبية الظالمين أتخيلكم وأنتم محاطين عن الشمال وعن اليمين بالسلاسل والقيود تقفون راسخون تبزغ من وجوهكم كبرياء المقاوم العنيد ، ليس في قاموسكم مفردات الهزيمة والاستكانة والضعف ، كما في قواميسنا نحن المهزومون الخاذلون.

توفيق.. المجد لك يا وجهً أسطوريا متناهي الجلالة والشموخ.

 
في الأحد 02 إبريل-نيسان 2017 09:31:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=42975