وطنية أبي رغال وابن العُلقُمي
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض
 

عندما نتناقش حول مستقبل الجنوب , مع بعض الأحبة فيما كان يُعرَف بالحراك الجنوبي , كثيرا ما يختتمون نقاشهم بعبارة : " عودوا لأهلكم , قفوا مع وطنكم الجنوب العربي " !. فهل يعني هذا " انضموا للمجلس الانتقالي ؟ , وإن لم تفعلوا فأنتم لستم جنوبيين , ولا وطنيين " !. لذا نقول لهم ولغيرهم .. لقد التبست عليكم حقيقة الوطنية . فافهموا ..

ـ وقفنا مع أهلنا يوم وضعنا يدنا مع المعارضة وأسسنا اللقاء المشترك , لنعمل معا ضد سطوة صالح , ولما رأيناه من انحراف في سياسة المؤتمر وتوجهه نحو التوريث , وتزايد الفساد الإداري والمالي , والتدهور الأمني والاقتصادي . فاخترنا شعبنا لا سواه , وحينها كان كثيرون من قادة الحماس الثوري المناطقي اليوم ! يهتفون ( مالها إلا علي ) . 

ـ وقفنا مع أهلنا يوم رشحنا المهندس ( فيصل بن شملان ) , الجنوبي السياسي النزيه , كمنافس رئاسي لصالح في انتخابات 2006م . يومها خرجنا ننتخبه , وخرجتم زرافات جنوبية تنتخبون عليا , وبذلتم كل ما في جعبتكم من جهد وحيل , ووسائل وإمكانات , ليبقى لكم قائدا . 

ـ وقفنا مع أهلنا يوم شيدنا الخيام في ساحات الجنوب , نطالب برحيل صالح . بينما وقف بعضكم ينتظر ما تؤول إليه الأمور , والبعض أعلنها صريحة " هذه ثورتكم ولا تعنينا " . عجبا ! ألم يكن صالح حينها عدوا لكم ؟ . 

ـ وقفنا مع أهلنا يوم شاركنا في الحوار الوطني ضمن توافق أبناء الوطن على المبادرة الخليجية , وبرغم ما فيها من حيف لما قدمه الإصلاح من تضحيات في أبناءه وبناءه , ومنحها حصانة للقتلة , إلا أنه رضخ لها , تحت ضغط الرعاة وشبه إجماع الشركاء , وعلى أمل تحقيق استقرار وسلام وعدل , ينعم به أهلنا في جميع ربوع الوطن . 

ـ وقفنا مع أهلنا يوم انتخبنا ( هاديا ) في 2012م رئيسا توافقيا للبلاد . وفق رؤية بعيدة المدى منا لمصلحة وطننا وأهلنا . وحينها وقفتم بما استطعتم من قوة صوتية وجسدية ومادية ضده , ومنعتم الاقتراع في العديد من مراكز الانتخاب بالقوة والعنف , وحينها أدرك عقلاء الأهالي مدى حماقتكم وتهوركم , وفضلوا تجنب مواجهتكم بسلام . 

ـ وقفنا مع أهلنا يوم تقدمت كوكبة من قياداتنا وأبناءهم , وخيرة شبابنا من الحفاظ والدعاة للشهادة في مواجهة صالح والحوثي . وتحملنا كل تجريح في حقنا , وصبرنا على كل إقصاء نحونا . وكان شعارنا " حسبنا أن الله يعرفنا " .

ـ وقفنا مع أهلنا يوم سطرنا موقفا وطنيا شريفا تجاه مجتمعنا ومؤسساتنا . فبعد خروج الحوثي من الجنوب وحتى اليوم , لم يسجل أحدٌ حادثةَ نهب أو احتلال , أو تمرد أو تقطع , قام بها إصلاحي واحد , ولم تُضبَط مواجهة عنف , قامت بها جماعة إصلاحية . ولم يتم إثبات تورط الإصلاح في قتلِ أو تعذيبِ , أو خطفِ أو تغييبِ مواطنٍ جنوبي واحد . وتتوارد الأخبار يوميا بملاحم قادتكم , وناشطيكم , وحزامكم , قتلا وخطفا وتغييبا , ونهبا وبسطا , وصراعا دمويا . 

ـ سنظل نقف مع أهلنا ووطننا بكل مسئولية , مدركين أن ذلك يعني العمل بكل تجرد وإخلاص من أجلهما , ولو أدى هذا إلى تأخرنا وخسارتنا لشيء من مكاسبنا . هذا فهمنا للوطنية . أما البعض فالوطنية تكمن في ذاتهم ومصالحهم الخاصة فقط , وإقصاء غيرهم بأي ثمن . ومن اجل ذلك لا يمانعون من جعل وطنهم سُلما , ترتقي عليه إماراتٌ أُخَرُ .


في الجمعة 30 يونيو-حزيران 2017 08:41:57 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=43101