ذكرى رحيل رجل الوعي الوطني
حافظ مراد
حافظ مراد
 

الشهيد العميد عبده محسن الرماح قائد اللواء ٨١ مشاه، القائد الشهم النبيل الذي جمع معاني الوفاء والرجولة والأخوة والصدق والحب، مد يده للشباب وانتشل غالبيتهم من ضروفهم الصعبة وكان نقطة تحول وانطلاقة للكثير،

امسك بأيدي كل الباحثين عن المساعدة والمساندة رغم ضروفه القاهرة، كان يحث الجميع بمساعدة ومساندة كل الناس المحتاجين، كان حريصا على حفظ كرامة وحريات الناس كثوابت غير قابلة للمساس او المساومة ، فكان كالغيم حيثما حط نفع، فحظي بإحترام وحب الجميع. ولإيمانه الكبير بأن الاوطان لا تبنى وترتقي الا بالعلم فقد ساهم في وعي الشباب من منطلق مايؤمن به وهو ما كان يردده على لسانه ( على رجل الوعي الوطني الا يكون جامدا كالتمثال ..

بل كفائه قائمه بذاتها وقوة صلبه تناوش الظلم والجبروت والطغيان ) ليمتد ذلك الوعي إلى تشجيع الشباب على مواصلة التعليم وبناء قدراتهم العلمية والمعرفية لضمان مستقبل مزهر ومتطور .

كان العميد الرماح قائدا جمهوريا ثوريا نزيها مخلصا وفيا صادقا فطنا متزنا قوي الشخصية والارادة تاريخه مشحون بالق النضال والكفاح والتضحية والفداء، سلوكه في الحياة الأخلاق النبيلة، وفي الانضباط والقيادة والادارة نموذجا يقتدي به، تقابله فتعانقه كأحب رجل ملك قلبك، تستمع إلى كلماته فترتشفها كأحلى شراب أهدي إليك، تحوم الظلمة أمامك فتتصل به فينبلج الفجر من جديد.

عقب التواصل به من قبل قيادة وزارة الدفاع لعرض عليه شغل منصب قائد اللواء ٨١ مشاة اتصل بي واستشارني في الأمر وشرحت له وضع اللواء والصعوبات التي يواجهها وكنا في وضع استثنائي ومعاناة وشح امكانيات وقلة دعم... الخ وكنت صريحا معه لانه يريد معرفة حقيقية الأمر، وكنت متخوفا من رفضه للقبول بالمنصب بعد معرفة الحقيقة والصعوبات الكبيرة ، فبعد ان اكملت حديثي ..

قال اذا قبلت العمل وهذا تكليف لا تشريف واسبوع وانا عندك في مأرب، وكان عند وعده وصل واستلم اللواء وأعاد ترتيب صفوف اللواء وتقدم الجند في جبهات القتال وافترش الصحراء وعانق الأبطال، شعر بالمسؤولية تجاه مايتعرض له الوطن والشعب من ارهاب ممنهج عم كل مفاصل الحياة من قبل مليشيا السلالة الفارسية التي تجردت من الأخلاق والقيم والاعراف والتقاليد وكان دائما يردد القول (ان معركة اليمنيين اليوم معركة وطنية خالصة

وليست دينية مذهبية ولامناطقية) كان آخر لقائي به قبل استشهاده بأيام قليلة وكنت في خط صرواح ومعي جرحى سريتي اخرجتهم لتغيير أجواء المستشفى واذا به يسابقني ويناديني جنب يا حبوب وهو الاحب الى قلبي فاركنت السيارة على قارعة الطريق ونزلت وهو قابلني الى الرصيف وتسالمنا بالاحضان كل منا سأل الاخر عن الاخبار واحواله وأوضاع سير عمله فشكوت له من تاثري من فراق قائد لوانا وكان بعد أيام قليله من تغييره وابديت له تخوفي على سير الجبهة واللواء بعد تغيير القائد وقلت له فلان تركنا وراح قال لي وهو يبتسم طبيعي انتم القادة انتم، وخوفي تتركونا انتم، اما فلان وانا وكل القادة الحاليين فنحن جسر عبور لكم يا قادة المستقبل، وطمئنني من جوانب كثيرة، كيف لا اطمئن وهو القائد الملهم، الذي يمنح الأمل ويزرع الثقة ويصنع الرجال ومعلم الأخلاق .

الرحمة والخلود للشهيد الرماح وجميع شهداء الوطن ولا نامت أعين الجبناء الذكرى الثانية لاستشهاد #نبراس_القيم الشهيد العميد/ عبده محسن الرماح


في الإثنين 29 مايو 2023 08:15:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=46410