أول خارطة طريق اٌُستهدف العرب بها
سلطان مشعل
سلطان مشعل
  

كانت تلك الخطة هي أول خارطة وهي أول برنامج منظم وطويل الأمد ضد العرب ونعني الخارطة الفارسية لاستهداف العرب التي رسمت منذ زمن بعيد والتي تضمنت تأسيس تنظيم فكري حركي لاستهداف العرب ومقومات هويتهم وعرف ذلك التنظيم ب ( الشعوبية ) والتي هي حركة فكرية ذات سياسة عنصرية وظهرت في القرن الأول الهجري وهي موجهة ضد العرب وضد الإسلام الذي حمله العرب وضد الدولة التي أقامها العرب .

وقد أعلنت عن نفسها صراحة في العصر العباسي بأنها حركة "من يرون أن لا فضل للعرب على غيرهم من العجم "

والمقصود بالعجم أي الفرس .

 بل وتجاوزت ذلك إلى حد انتقاص العرب وتفضيل العجم عليهم .

 ورد في القاموس المحيط { الشعوبي بالضم محتقر أمر العرب }

و قال عنها القرطبي :

هي { حركة تبغض العرب وتفضل العجم } وتقول الموسوعة البريطانية :

{ الشعوبية كل اتجاه مناوئ للعروبة }

وفي كتابه ( البيان والتبيين ) كان الجاحظ أول من تطرق لها وعرفها بأنها ( مشتقة من كلمة شعب وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة ) وهو هنا يشير إلى أفضلية الشعوبية التي يمثلها المسلمون من غير العرب باعتبارها أوسع من القبيلة التي يمثلها العرب حد زعمه . 

وقد استدل الشعوبيون بشكل باطل بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات (آية:13)

والشعوبيون يسمون حركتهم { حركة التسوية } أي التسوية بين حقوقهم وحقوق العرب لكن ذلك كان شعارا لا غير .

أما في الكُنه والحقيقة والجوهر فهم يرون أنهم أفضل من العرب جنسا وترابا وتاريخا .

وفي المرحلة الحديثة للشعوبية المتمثلة ب ( إيران ) يعترف المرجع الإيراني علي شريعتي أن الحركة الشعوبية تحولت تدريجيا من حركة تسوية إلى حركة تفضيل العجم على العرب وعملت عبر ترويج المشاعر القومية وإشاعة اليأس من الإسلام وإلى ضرب سلطته الشرعية بعد النبوة والمتمثلة بالخلافة 

ويقول شريعتي : 

( إن الصفوية اعتمدت على الشعوبية في ترويج مذهبها وفكرتها الصفوية بغية ترسيخ أفكارها وأهدافها وقد عمدت إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية فارسية شيعية مستغلة التشيع كي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية )

وإمعانا من الشعوبية في الحرب على العرب والاسلام سعت لتحويل الدين الاسلامي وشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى مذهب عنصري وشخصيات انتهازية تؤمن بأفضلية كل ما هو فارسي على ما سواه ويمكن إيجاز مظاهر الشعوبية في الآتي :

 

1 / المظاهر الأدبية والتي تمثلت في التأليف والكتابات والبلاغة والشعر ومن أبرز روادها في هذا المجال :

- الخيام 

- الفردوسي 

- الخراساني 

- الغزنوي الذي اوعز للفردوسي بتأليف ملحمة وموسوعة ( الشاهنامة ) التي تمجد ملوك الفرس وتحتفي بمآثرهم وتحتقر العرب تصريحا لا تلميحا 

2 / الاغتيالات السياسية والتي دشنت باغتيال عمر رضي الله عنه قديما وكما حصل حديثا مع الرئيسين ( السادات ، صدام ، الحريري ) وغيرهم

3 - إنشاء فرق متخصصة في التعذيب والتنكيل والتهجير والقتل كما حصل ذلك ويحصل في كل من العراق وسوريا والسودان وغيرها

4 - الدسائس والتحريش كما حصل منهم بين الأمين والمأمون ومع كثيرين من بيوتات الحكم والسلطة على مدار التاريخ العربي ودعمهم دعوات الضرار في كل العصور الإسلامية

5 - الخيانات والتواطؤ مع أعداء الأمة كما فعل العلقمي قديما ويفعلها أشباهه حديثا الذين يقدمون إلى عواصم بلدانهم على ظهور الدبابات الأجنبية الغازية

6 - ترويج البدع والخرافات 

7 - استنساخ مسارات عقدية وفكرية وفقهية موازية لكل مسارات ومنطلقات وثوابت الإسلام 

8 - تصدير الثورات وهو أخطر المظاهر وأكثرها ضررا على العرب عبر تاريخهم

9 - الدعوة لترسيخ وسائط متعددة بين الله وبين خلقه بمسميات ( أولياء ، أئمة )

10 - استهداف التوحيد بالشركاء عبر القباب والقبور والأرواح

11 - تعطيل الفكر والحجر على العقول وإيقاف الاجتهاد والنظر عبر ما يسمى بالمرجعيات أو المراجع

12 - إفساد المقاصد والأحكام الشرعية بفكرة الغائب والسرداب والعصمة والمعصومين 

13 - التشكيك في الإسلام برمته من خلال إضفاء الضعف على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم والتشكيك في صحابته الذين حملوا الإسلام وأبلغوه للعالمين .

 

أخيرا ... وعبر ما ذكر سابقا فلا زالت الشعوبية ماضية في استهدافها للإسلام عبر الطعن في مصادره السماوية والتشكيك في حملته المنتمين للأمة العربية مستخدمين الوسائل والأساليب المختلفة والمتجددة في كل عصر .


في الأحد 11 أغسطس-آب 2024 07:11:40 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=47063