الحزب الاشتراكي …جمهوري النضال وحدوي العقيدة
علي محمود يامن
علي محمود يامن
 

يعد الحزب الاشتراكي اليمني احد الأعمدة الجمهورية الوارثة للحركة الوطنية ذات التوجه القومي واليساري على كامل تراب اليمن واحد الكيانات الجمهورية التي انصهرت فيه التنظيمات الوطنية التي كان لها شرف النضال ضد الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال والمشاركة بفاعلية في ثورة 26 سبتمبر المجيدة وقد سجل في مقدمة برنامجه السياسي المقر من مؤتمره التوحيدي الاول في 9 مارس 1979م , بانه الوريث الشرعي للحركة الوطنية اليمنية كلها وهو اعتزاز فيه من المبالغة ما لا يعيب فهو إمتداد للكثير من الحركات التي تأسست في خمسينيات وستينيات القرن العشرين وشكل قوة سياسيًة وشعبية وجماهيرية موثرة على امتداد الساحة اليمنية

 

وتولى قيادته شخصيات فكرية ونضالية وازنة:

عبد الفتاح إسماعيل (1978 – 1980)

علي ناصر محمد (1980 – 1986)

علي سالم البيض (1986 – 1994)

علي صالح عباد (مقبل) (1994 – 2005)

د. ياسين سعيد نعمان (2005 

 

حزبٌ وحدويٌ في منشئه وتطوره وقياداته ناضل من اجل تحقيق الوحدة اليمنية كاهم اهداف الثورة اليمنية والبرنامج الاستراتيجي للحزب والحركة الوطنية ، تلبية طموحات الشعب اليمني  

من اجل تحقيق الوحدة اليمنية التي اعلنت في الثاني والعشرين من مايو 1990 م

 

 نقف في هذه الاطلال على قراءة تاريخية لنضال ومسيرة الاشتراكي كالاتي:

 

أولًا: الجذور الفكرية والعقيدة الوطنية:

 

 الاشتراكي كيان سياسي وطني له ارتباط وثيق بكفاح الشعب اليمني خلال القرن العشرين  

وتعود الجذور الفكرية للاشتراكي إلى الامتدادات والتنظيمات الحزبية ذات البعد العروبي والفكر القومي واهمها حركة القوميين العرب المتأثرين بالفكر القومي العربي،وتوجهات السياسية الناصرية وتعمق في بنيانه التيار الماركسي الذي بدأ نشاطه على مستوى اليمن واهم زعامته المفكر اليساري عبدالله باذيب.

 

من اهم مرتكزات العقيدة الوطنية والمنطلقات الفكرية للحزب

 ذو التوجهات اليسارية تمسكه بالهوية الوطنية واهداف الثورة اليمنية وخصوصًا تحقيق الوحدة اليمنية بكل الوسائل والطرق 

وكان الاكثر وحدوية في كل مراحله التاريخية وضمن برامجه وأدبياته ومناشطه الثقافية والفنية وشعاره في كل مؤسسات الدولة وبرامج المجتمع ومناشط المدارس ومؤسسات التعليم وقنن تجريم الوقوف ضد الوحدة والثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر 

 

تبنى النظرية الاشتراكية العلمية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومناصرة قضايا التحرر في العالم وخصوصا القضية الفلسطينية.

 

ثانيًا: الخلفية التاريخية والاندماج التنظيمي

 

 شيد بنائه التنظيمي معتمدًا على فئة العمال والفلاحين والثوار الأحرار المناضلين على خطى سبتمبر واكتوبر والطليعية المثقفة بالفكر الوطني القومي واليساري 

التي تاثرت به الفصائل المندمجة في الحزب والمتحدة في الجبهة القومية وتدرج من الايديولوجية القومية الى الايديولوجية الماركسية.

ضاربًا مثالًا في النزاهة والشفافية والحفاظ على المال العام.

 

 وتعود جذور الحزب التاريخية الى الامتدادات والتنظيمات الحزبية للحركة الوطنية اليمنية التي تشكلت في ازمنة وظروف ومعطيات وبرامج وروئ مختلفة وتوحد عدد كبير منها في التنظيم 

بداء بفرع حركة القوميين العرب في اليمن ذات النشأة والفكر القومي العربي، القريب من فكر الناصرية، ومكونات الجبهة القومية 

 

 أنعقد المؤتمر التوحيدي في الفترة 11- 13 أكتوبر 1975م لتوحيد الفصائل الثلاث:

(التنظيم السياسي الجبهة القومية وحزب الطليعة الشعبية والاتحاد الشعبي الديمقراطي)

في إطار التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية على طريق الحزب الطليعي من طراز جديد.     

 

وفي 11 فبراير 1976م تشكلت الجبهة الوطنية الديمقراطية من فصائل اليسار الخمس (الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وحزب الطليعة الشعبية، والاتحاد الشعبي الديمقراطي ، وحزب العمل اليمني ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين) وبعد فترة قصيرة انضم معهم حزب البعث وتنظيم السبتمبريين

 

 وفي منتصف عام 1978م شكلت لجنة اليسار للأحزاب الخمسة.

  

  المؤتمر التأسيسي في الفتر

15-11 أكتوبر 1978م

المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني )) "لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ..

 تتويجاً لنضالات القوى الوطنية والديمقراطية في الساحة اليمنية، من أجل صنع الغد المشرق لشعبنا اليمني واستمراراً أميناً وخلاقاً لتلك النضالات، وتطويراً لنضالاتنا في المرحلة المقبلة، فأن المؤتمر الأول يقر تسمية حزبنا 

"بالحزب الإشتراكي اليمني" 

 

بتاريخ 8 مارس 1979م اعلن حزب الوحدة الشعبية اليمني في الشمال كفرع للحزب الاشتراكي اليمني، وفي 9 مارس من نفس العام اعلن الحزب الاشتراكي اليمني كصيغة تنظيمية موحدة على مستوى اليمن كلها

 

ثالثًا: الارضية البرامجية 

 

تأسس الحزب الاشتراكي في أواخر السبعينيات، وتبنّى في مراحله الأولى قضايا العدالة الاجتماعية، كإدماج الفئات المهمشة في المجتمع مثل البدو الرحل، وإصدار قانون الأسرة الذي مكّن المرأة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، 

 

 ومن اجل تحقيق الوحدة اليمنية خاض اليسار بمختلف تكوينات 

 حوارا حول الاداة السياسية لقيادة العملية الثورية والتوحيدية 

من خلال قيام حزب طليعي واحد يناضل لاسقاط النظام في الشمال ويعلن قيام الدولة اليمنية الموحدة. 

مع امكانية إنشاء جبهة تحالف وطني مع التيارات السياسية الاخرى ذات الميول العروبية والقومية

ووقع الاتفاق في 12 سبتمبر 78 

عن التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية,

 عبدالفتاح اسماعيل 

وعلي ناصر محمد

عن حزب العمل اليمني

 وعبدالباري طاهر 

وعبدالواحد غالب احمد 

 

عن اتحاد الشعب الديمقراطي

عبدالله صالح عبده 

ومحمد عبد ربه السلامي 

 

عن الحزب الديمقراطي الثوري اليمني

سلطان احمد عمر

 وجار الله عمر 

 

عن حزب الطليعة الشعبية

يحيى محمد الشامي 

وعبدالعزيز محمد سعيد 

 

عن منظمة المقاومين الثوريين

حسين الهمزة

 ومحمد صالح الحدي.

  

رابعًا:الإنجاز التاريخي 

 

  تخلت تجربة الحزب الاشتراكي الكثير من الانجازات وصاحبها الكثير من الاخطاء القاتلة وفقا لمعطيات تلك المرحلة ويمكن استعرض بعض الانجازات وذلك على النحو الأتي:

 

 عملت الفصائل المكونة للحزب الاشتراكي على تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، وتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر1967م، وتوحيد السلطنات والإمارات في دولة وطنية حديثة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". وعمل مع أطراف الحركة الوطنية على اندلع ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد الحكم الأمامي الكهنوتي البغيض.

  

 ناضل من اجل تحقيق الوحدة اليمنية كمشروع إستراتيجي للحركة الوطنية اليمنية، ملبي لطموحات الشعب اليمني العظيم.

وكان له شرف تحقيق ذالك المنجز العظيم مع المؤتمر الشعبي العام وشركاء الحياة السياسية وكل فئات الشعب اليمني في 22 مايو 1990م،  

 

قام بدمج طبقة المهمشين في المجتمع ، ومنح فرص العمل ومجانية التعليم والصحة وأذاب الفوارق الطبقية وانهى الثارات القبلية واهتم بالفن والادب والمسرح وعمل على انهاء الامية وترسيخ مبادئ الثقافة وإلزامية ومجانية التعليم في كل مراحله .

  

خامسًا:مرحلة الصراع الايديولوجي 

 

شكل عقدي ستينات وسبعينيات القرن العشرين مرحلة استقطاب سياسي وايداوجي حادة 

 

احداث 28 يونيو 1978 المأساوية

اذ وصل الصراع فيها الى مفاصل الجناح اليساري نفسه، بدأت باتهامات لسالمين بالانفراد بالسلطة حتى جرى إعدامه في الـ 26 يونيو عام 1978 على يد "رفاق النضال والثورة" 

 

ما شكل صدمة وجدانية في الوعي اليمني الجمعي فقد كان رحمه الله يمتاز بالتواضع والارتباط الوثيق بفئات الشعب الفقيرة، وسعيه لتحقيق الوحدة اليمنية بالحوار

 بتهم عدة أكثرها شيوعاً تورطه في قتل رئيس الشطر الشمالي حسين الغشمي انتقاماً لمقتل الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.

 

وقد شكلت أحداث 13 يناير 1986م موجة جديدة من الصراع على السلطة بمبررات سياسية وفرز مناطقي ادت الى انقسامات داخل المؤسسة العسكرية والامنية بخلفيات جهوية 

فقد تم الاطاحة بعبدالفتاح اسماعيل من السلطة في عام 1980م . وأبعد علي عنتر في ابريل 1981م عن منصبه كوزير للدفاع وعضوية المكتب السياسي واستفرد الرئيس علي ناصر محمد بالسلطات الرئيسية الثلاث 

 

واضعف دور الجناح المنوى للرئيس ومن ابرز شخصياته علي عنتر علي سالم البيض علي شايع هادي سالم صالح محمد 

 أحمد علي السلامي محمود عبدالله عشيش جار الله عمر صالح السييلي وصالح مصلح وزير الدفاع  

 

فعمل هذا التيار على استدعاء الأمين العام السابق عبدالفتاح اسماعيل المقيم في موسكو للعودة الى البلاد لاحداث توازن سياسي فكان لها ذالك في 7 اكتوبر 1984م 

 

بداء هذا الفريق في العمل على تقليص السلطات الواسعة للرئيس وتمكن في 14 فبراير 1985 بقرار الدورة 14 للجنة المركزية بتخلي الرئيس عن رئاسة الوزراء ويتولى عبدالفتاح اسماعيل سكرتير للجنة المركزية لشؤون الادارة  

 

طالب تكتل عبدالفتاح وعلي عنتر 

الفصل بين منصبي رئيس الدولة وامين عام الحزب وتوزيع مهام السكرتارية في اللجنة المركزية وهو ما رفضه الرئيس ولم يحسم الخلاف .

 

اخذ الانقسام داخل الجيش والامن أبعاد شخصية ومناطقيا حيث كانت اسلحة المدفعية والدبابات تؤيد جناح علي عنتر كان سلاح البحرية والطيران مواليا للرئيس علي ناصر صاحب ذالك انقسام في الوحدات الامنية 

 

عقد المؤتمر العام الثالث للحزب الاشتراكي اليمني في 11 اكتوبر 1985م وحضره 426 مندوبا يمثلون المحافظات اليمنية الجنوبية الست بالإضافة الى ممثلين عن القوات المسلحة ومنظمات الحزب في الخارج �تحت شعار ( لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ) .

 

وتم انتخاب على ناصر محمد امينا عاما للجنة المركزية  

وعبدالفتاح اسماعيل 

وعلي علي عنتر 

اعضاء في المكتب السياسي 

 

جاءت حادثة الهجوم على مطاري روما وفينا في 27 ديسمبر 1985م والتهديدات الصهيونية بالانتقام من المنظمات الفلسطينية التي اتهمت بارتكاب العملية 

 

فقام جناح فتاح - عنتر 

بنشر عدد من الدبابات والوحدات العسكرية حول العاصمة عدن وفي العديد من احيائها بمبرر توقع ضربة جوية صهيونية على المخيمات الفلسطينية 

 

 بالمقابل اتخذت الوحدات العسكرية الموالية للرئيس من جانبها الاحتياطات اللازمة وتم عقد الاجتماع الأول للمكتب السياسي .

 

 في 9 يناير 1986م والذي فشل في التوصل الى حلول توافقية واقترح تاجيل النظر في القضايا المطروح 

 

 الى اجتماع 13 يناير الذي اندلعت فيه شرارة الصراع المسلح الذي استمر ثلاثة أيام 

 

جرت فيها معارك طاحنة بين القوات الموالية للطرفين. وتغلب جناح عبدالفتاح وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي سالم البيض في نهاية المطاف.

 

لاسباب عدة اهمها 

الالتحاق العديد من القادة المعارضين للرئيس بإدارة المعركة وتكذيب للبيان الذي أذيع عبر اذاعة عدن الذي اعلن فيه محاكمة المجموعة المعارضة للرئيس وفشل اعتقال بقية القيادات 

ونجحت أسلحة الدروع والدبابات في الانتشار في معظم المناطق الاستراتيجية في العاصمة عدن 

وتدخل مجاميع قبلية مسلحة باعداد كبيرة لصالح معارضي علي ناصر.

 

 ادت تلك النتائج الى إنسحاب الرئيس بالآلاف من قواته ونزوح الآلف من المواطنين إلى شمال الوطن .

ادت تلك الاحداث المأساوية الى حدوث شروخ اجتماعية وسياسية في بنية المجتمع


في الخميس 10 أكتوبر-تشرين الأول 2024 06:15:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=47178