عبدالله جزيلان …القائد الفذ والبطل المغيب
علي محمود يامن
علي محمود يامن
  

شكلت ثورة ال 26 سبتمبر المجيدة في الوجدان الشعبي والضمير الوطني الجمعي رمز للرفض والمقاومة، لكل اشكال الكهنوت والعنصرية والطبقية 

 

 سبتمبر أعظم وانبل حدث في التاريخ اليمني منذ الفتح وحتى العصر الحديث، بكل تجلياته ومناضليه وانجازاته تستلهم منه الاجيال العبر وتستفيد منه الدروس وعلى خطى مناضليه تواصل المسير .

 

تقف عند بطولات قياداته في مقارعة نظام الحكم الامامي الاستبدادي البغيض .

 

قصرت الحكومات المتعاقبة ومنظمات المجتمع الثقافية ونخبه الفكرية في تناول سيرة وبطولات ومآثر كوكبة الضوء من طلائع الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدة الذي كانوا فعل القدرة ويد الله وقدره المحتوم في اخراج اليمن من عهود الاستبداد والظلم والكهنوت الى آفاق الحرية ورحابة الفضاء الحر على وجه المعمورة .

سطور من البطولة وسفر من النضال خطه البطل الثائر عبدالله قائد جزيلان 

واحد من اهم وانبل قيادات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 

الذي ناضل في سبيل انتصارها في مختلف مواقع الشرف والبطولة 

منذ إطلاق الشرارة الأولى للثورة وحتى ترسخت مداميك الجمهورية .

 

نقف في هذه الإطلالة على اضاءات من سيرة هذا البطل العملاق وتاريخه الحافل بالاباء والبطولة :

 

اولاً:المولد والنشأة : 

 

– ولد في مدينة تعز الباسلة مدرسة النضال الوطني الجامع في العام 1936م ودرس القرآن الكريم بمدرسة الاحمدية وابتعث للدراسة ضمن طلبة البعثة التعليمية إلى لبنان في العام 1947مº لإكمال الدراسة الابتدائية. 

 

– وفي عام 1949م أكمل دراسته الثانوية في مدينة بني سويف بجمهورية مصر العربية 

 

التحق بالكلية الحربية بالقاهرة وتخرج منها عام 1955م وفيها تشرب معاني الجندية وتزود بالعلوم والمعارف العسكرية وساعده نظامها الصارم في تشكيل شخصيته العسكرية وبناء قدراته المعرفية .

 

. عند عودته الى اليمن قاد حملة عسكرية للدفاع عن البيضاء امام الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال البريطانية .

 

 في العام 1956م التحق بالعمل في الكلية الحربية, اليمنية بصنعاء وعين أركان حرب الكلية وهي القلعة الحصينة والمحضن الثوري والنضالي الذي ارتكز عليه تنظيم الضباط الاحرار ومنها تخرجت طلائع الثورة وانبل شباب اليمن التواق للحرية كانت مقر القيادة والسيطرة للقوات المنفذة للثورة وكان خريجي الكلية هم وقود الثورة ومشعلي شراراتها والقوة الصلبة التي فجرت الثورة ودحرت الكهنوت الإمامي الى غير رجعة.

 

 . تعين مديرا لمدرسة الأسلحة والتي كانت تمثل اهم معهد عسكري بعد الكلية الحربية . 

 

ثانيًا:ادواره البطولية في ثورة سبتمبر المجيدة 

شارك بفاعلية في الثورة 

ولقد كان جزيلان، ومن موقعه في الحربية الحربية ومدرسة الأسلحة الذي كان ضباطها وطلابها هم صناع وأبطال تلك الثورة، واحد من أولئك الذين اختصهم القدر بشهادة بل وصناعة تلك اللحظة التاريخية في حياة الشعب اليمني.

 

  ليلة الثورة كان هو من اعطى اشارة الانطلاق للثوار للهجوم على قصر البشائر وعن ذالك اللواء جزيلان:

"وضعت خطتنا للتحرك تمهيداً لقيام الثورة واعلان الجمهورية على النحو التالي:

- محاصرة وقصف قصر البشائر واقتحامه بعد ذلك، وهو مقر البدر.

- السيطرة على الاذاعة واعلان الجمهورية ومبادئ الثورة.

- القبض على قادة الجيش

- محاصرة قصر السلاح ومحاولة الاستيلاء عليه كانت هذه هي الخطة التي وضعتها، وسنرى مع تطور الاحداث كيف نفذت رغم وعورة الطريق الذي كنت اسير فيه، فقد كنت مؤمناً بالشعب وبحقه في الحياه الكريمة، واثقاً من هؤلاء الشباب المصممين على النصر او الموت فداء للوطن وحريته."

 

– تقلد مناصب قيادية عدة بعد قيام الثورة السبتمبرية الخالدة منها نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ووزيرا للحربية ونائبا لرئيس مجلس الوزراء لشئون الاقتصاد والخزانة ووزيرا للزراعة ثم نائباٍ لرئيس الجمهورية. 

– 

 

. عرف بمواقفه الرافضة للمصالحة مع الإمامة ورفضه لاتفاق جدة ومقررات مؤتمر الخرطوم واللجنة الثلاثية 

 

 ثالثًا:مذكرات اللواء جزيلان عن الثورة السبتمبرية :

ضمن فلسفة المناضل عبدالله قائد جزيلان التاريخية للثورة السبتمبرية العظيمة وتجلياتها الوطنية أفتتح كتابه الأهم عن "التاريخ السري للثورة اليمنية 26 سبتمبر" الذي صدر اواخر ثمانينات القرن العشرين مسجلاً بذلك شهادة واحد من أهم القادة العسكريين المشاركين في تنفيذ وصناعة الحدث حيث يقول :

"في تاريخ الشعوب، أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد لحظات التحول الحاسمة في التاريخ.

أنه يتيح لها أن تشهد المراحل الفاصلة في تطور الحياة تلك المرحلة التي تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار.

إنها تشهد لحظات باهرة لم تصنعه وحدها، وإنما تشهد النتيجة الظافرة لتفاعل عوامل أخرى كثيرة واصلت حركتها في ظلام الليل الأسفع الرهيب، وعملت وسهرت، وبذلت من ذات نفسها، لتدفع الثواني بعد الثواني إلى الانتقال ساعة الفجر لثورة السبتمبرية."

الكتاب الذي يتكون من ثمانية فصول تناول فيه المؤلف تاريخ الثورة من بداية وجذور النضال اليمني ضد أسرة بيت حميد الدين والتي استولت على السلطة بعد انسحاب القوات العثمانية من اليمن عام 1918.

كامتداد لتأريخ الامامة الكهنوتي الذي يعد أسوأ نظام حكم عرفه التاريخ 

 يقول اللواء جزيلان:

" في تاريخ الشعوب أجيال يواعدها القدر ويختصها دون غيرها بأن تشهد لحظات التحول الحاسمة في التاريخ؛  

أن الجيل الذي شهد مولد ثورة 26 سبتمبر 1962م من تلك الأجيال التي واعدها القدر لتعيش لحظة الانتقال العظيمة، بعد ان سبق مولد الثورة ليل طويل امتد مئات السنين عاش فيها الشعب في صراع مستمر مع ظلام الاستبداد والظلم والتأخر، وتحرير الشعب من اغلال الجمود والانعزالية والقهر اجيالاً طويلة ."

 

"حطمت الثورة قيود الانعزالية واعادت اليمن إلى مكانته في الركب العربي العظيم وأثبتت حيوية الأمة العربية على تجديد شبابها مهما كانت التحديات التي تواجهها، قوضت اغلال الكهنوت "

 

 تعرض تاريخ اللواء عبدالله جزيلان للتغيب وهو احد اهم قيادات الثورة اليمانية الرجل العتيد والمناضل الشجاع الذي ظل عصيّاً على التطويع قويا في ارادته وفعله وكفاحه 

 

وعن ذالك يقول الكاتب المناضل غائب حواس :

" على المستوى المبدئي تم تغييب سبتمبر كروح وانتماء وهوية. بل وكحدثٍ تاريخي أحدث هزّة هي الأكبر في تاريخ اليمنيين منذ دخولهم الإسلام.

 

وعلى مستوى القيادة تم تغييب قادة سبتمر الذين لم يكن لهم سوى وجهٍ واحد هو سبتمبر . القادة الذين كان ظاهرهم سبتمبر، وباطنهم سبتمبر. وفي مقدمة هؤلاء المُغيَّبين والمغدور بهم قَيلُ الثورة، ومطلق رصاصتها الأولى نسرُها الجارح وليثها الجريح، اللواء الشامخ العتيد عبدالله قائد جزيلان رحمة الله عليه ."

توفي المناضل اللواء /عبد الله جزيلان في 11 نوفمبر من عام 2010م في القاهرة التي مكث فيها اكثر من ثلاثة عقود وتم نقل جثمانه الى صنعاء واقيمت له جنازة رسمية وشعبية كبرى ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء ..  

  

مؤلفاته 

. التاريخ السري للثورة اليمنية 

مقدمات ثورة اليمن 

لمحات من ذكريات الطفوله 

 الطريق إلى الهدف»


في الجمعة 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 06:35:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=47254