كي تبني الكلمات واقعا صحفيا أفضل..!!
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي
لم أجد أقذر من تحالفات بعض الصحافيين المختلة ضد بعضهم ، إنها احد أبرزت سمات التخلف ، فيها من الزيف ما يؤكد أن الواقع لن يكون كما يجب ، وأن الفساد في اليمن سيظل مقيما ، لا يبارح أماكنه . الصحافيين المؤدلجين ، أكثر فتكا بالمهنية وكبتا لحرية الكلمة ، يمارسون عن قناعة عقائدية ومصلحيه، فعل الإقصاء والكبت . الاقتراب من مشهد ذلك الفعل ، يجعلك تدرك فداحة ما يحدث ، ولعنة الأيدلوجيات المتحجرة التي تسكنها متناقضات المصالح وصراعاتها الملفعة بها ، كثير تحسبهم أنقياء يمارسون النزاهة ، لكنها نزاهة نظرية فيما الفعل يكشف عكس ذلك . ثمة صحافيين يتلاعبون بعقول رؤساء تحرير ، لديهم سلطة خفية عليهم ، لاحظ أنك ستجد صحفي متلاعب مثلا ذو قناعات أيدلوجية كيف بإمكانه أن يستمرء لعبة السخرية من ذلك الغبي ، بل يمارس دورا متعدد الأدوار فهو مثلا يحترمه ، ويحتقره ، يمدحه ويذمه ، كثيرا ما تستطيع أن تكتشف من هذه الأمور ، حين تكون صادقا لا تستطيع أن تمارس صدقك إلا بشق القلم ، واختناق الحبر ، وارتعاش الكلمة ، مقصيا ، تعاني من عقوقك حقك ، رؤساء التحرير هؤلاء كثيرا ما تشعر نحوهم بالشفقة ، والسخرية ، مما يحدث لهم من قبل من يحسبونهم يستحقون أن يكونون كاملي الحقوق ، إنهم أذكياء إذ يمارسون دورا تحقيريا لهم ، سيكولوجيا عجيبة وغريبة تتلبس..!! ذات دورة في فندق تاج سبأ قبل أربعة أيام-عن صحافة التحقيقات الاستقصائية- ، كانت المدربة تسألنا ، عن من استطاع ان يعمل تحقيقا استقصائيا مستمرا ، حقق نتائج ، الكل صمت ، وكأنه لم يوجد بعد ، كان الزميل والصحفي الرائع علي الضبيبي ، هو الصحفي الاستقصائي النموذجي الذي أنجز ذلك التحقيق الذي تسأل عنه المدربة ، ثمة صحافيين يدركون ذلك ، لكنهم صمتوا ، لم استطع أن أواصل الصمت كنت انتظر أن يجيب أحدهم أن علي هو من نفذ ذلك التحقيق ، حين كاد الجميع أن يخرجوا من صمت السؤال، وعقم الاجابة ، قلت بسرعة للمدربة يا أستاذة الزميل علي الضبيبي أنجز تحقيقا صحافيا مستمرا ، في قضية السجناء المعسرين ، وظل يعمل تحقيقات مستمرة لمدة سنتان حققت نتائج رائعة وملموسة ، الى قبل 6اشهر تم الافراج عن 1200سجين معسر ، وكانت صحيفة النداء المستقلة التي تتميز بأداء ها المهني الرائع هي من نشرت تلك الملفات والتحقيقات الصحفية ، وحضي الزميل علي الضبيبي بدعم وتشجيع رئيس التحرير سامي غالب ، وهي الوحيدة التي مازلت إلى الآن تتبنى قضايا حساسة ومهمة بالمعنى المهني ،عادة ما لا تحضي باهتمام بقية الصحف اليمنية ، كقضايا المعسرين واللاجئين ، وتعذيب السجناء ، والسجناء الذين مرت سنوات عليهم ولم يفرج عنهم أو يطبق القانون فيهم ، وقضايا التهريب والتسول والتعليم ، وغيرها من القضايا الهامة. معنويا أن تعترف لزميلك بأنه أنجز ما يستحق الاحتفاء والتشجيع ، يجعله يشعر بأنك لم تمطه حقه ، ويضاعف من جهده في عملية تحدي اقتحام الميدان لإنجاز ما يجعل الحياة الوطنية أفضل ، ويخفف من وطأة الفساد ، لكن الإشكالية ان صحافيو المكاتب ، واستقصائيي الهواتف ، وذوي الاستعراضات اللغوية والمجازات الاستعارية والروائية في الكتابة هم من يحضون وحدهم بالتشجيع ، والاستقرار في صحيفة ما ، فيما الصحفي الحقيقي غير مستقر ، ومنقوص الحقوق غالبا ، وهذا هو الحاصل . إخيرا كان لابد نكتب ذلك، ليس لما قد يظن البعض ، ولكن لتغيير واقع ينبغي أن يتغير ، فاللغة القوة ، لأن الكلمات تبني الواقع.
في الجمعة 30 يناير-كانون الثاني 2009 08:26:40 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=4810