حاكم وهمي.....
توكل  كرمان
توكل كرمان

أن يكون هناك في أقبية الأمن القومي والسياسي من يملون القناعات ويختارون المواقف المؤتمرية بالنيابة والوصاية فان ذلك كافيا لأن يشعر كل مؤتمري بالمهانة القاسية ، من حقهم أن يطالبوا بأن يغدوا أهم من خيول هرمة تنتظر رصاصة الرحمة .

المشكلة تبدوا الآن جلية وبصورة مفجعة، نحن أمام حزب حاكم ليس له من اسمه نصيب ، ونحن عمليا أمام حزب كبير كان له أن يحوي من الطاقات والإبداعات مالا يستهان بها ، لكنه غدا عديم الحيلة معطل الطاقات والإمكانات .

يخيل إلي أن كل مؤتمري أوتي حظاً من العلم غدا يشعر بالمهانة وعدم الرضى بعدما تبين أنه ليس أكثر من ديكور لحزب أخر تقبع في الأمن القومي لجنته الدائمة والعامة.

من أقبية الأمن القومي تصدر البيانات المنسوبة إلى المؤتمر ، ومن إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ترسل التصريحات المذيلة دوما بـ " صرح مصدر مسؤول في المؤتمر "، لا يكلف الجماعة أنفسهم عناء اطلاع أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر بـ " صورة مع التحية" منها حتى يعفوهم من مغبة الإحراج أمام أسئلة الصحفيين والمهتمين ، حدث أكثر من مرة أن رحت أسال أحدهم عن ماوراء البيانات .. وسر التوقيت .. ولماذا التصعيد المفاجئ ؟ ولم أكن احتاج لأن أمضي طويلا في أسئلتي لاكتشف أن " ما المسئول عنها بأعلم من السائل"!

بعد ذلك لم أكن بحاجة لمن يشرح لي سر زيادة ماتنشره صحيفة الجيش وموقعها الالكتروني من تصريحات منسوبة دوماً لمصدر مجهول في المؤتمر الشعبي العام ، لاعجب أن هناك في إدارة التوجيه المعنوي من يرد على مقال صحفي لم يستهويه بتصريح باسم المؤتمر يكتبه بانفعال صبياني يفتقر لأدنى حدود اللياقة والحصافة السياسية، لكن من يعباً؟!

لستم بحاجة الآن لمن يفسر لكم من هو ذاك المصدر المجهول ؟ ولماذا لا يكون للمؤتمر مصدر معلوم يعلن عن مواقفه بشفافية ووضوح؟ وما الحاجة المؤتمرية لأن تعلن مواقفه على طريقة الفارين من وجه العدالة والمستهدفين من الحرب العالمية على الإرهاب ؟.

هناك الآن تفسير منطقي لشروع حزب الأقبية الفوري في وضع حد للطموحات المؤتمرية التي تظهر هنا أو هناك وذلك يفسر بجدارة لماذا تغدوا الكفاءات المؤتمرية غير مرغوب فيها بسرعة قياسية.

سيكون عليكم أن تلاحظوا كيف يتم إجراء إقصاء ممنهج لكل الشخصيات المؤتمرية التي بدا أنها أكثر قدرة ومهارة في التعاطي مع الشأن السياسي وخطف الأضواء ،وأكثر قدرة في المنافحة عن مواقف وقناعات حزبها ،وما العواضي وأبي لحوم والأكوع وقبلهم الأصبحي والعنسي إلا مجرد أمثلة لقائمة طويلة جدا .

تعلم الكفاءات الوطنية في حزب المؤتمر اليوم أنها في ورطة كبيرة وقعت فيها حين صدقت الرئيس والتحقت في هذا الحزب لتخدم الوطن ولتقدم ماشاءت من المصفوفات والرشتات العلاجية حسب الرئيس ووعده غير الناجز.

لكن ومع كل شخصية وطنية تسقط في الشرك كان المؤتمر يتحول إلى محيط ضخم يبتلع كل الكفاءات ، ملقيا إلى العدم كل من كنا نتوقع انه عصي عن التغيب والإقصاء!

وهكذا توارى في البيت قامات وهامات كبيرة أضحت عاطلة ومحبطة ، تنتظر راتبها برتابة قاتلة ، وإن جاد عليها الرئيس فقد يدعوها لتهنئته في الأعياد الموسمية.

لاجدال أن المؤتمر يحوي من الطاقات الخلاقة والكفاءات النادرة ما لا يجاريه أحد فيها ، لكنها أضحت وبصورة غير عادلة مشلولة وفائضة عن الحاجة وذلك أمر طبيعي طالما وأن هناك في الأقبية من يقوم بالدور نيابة عنها في عملية مهينة لاتستثني كتابة البيانات والتصريح للصحف


في الأحد 15 فبراير-شباط 2009 05:56:05 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=4888