مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات
كاتب/لطفي شطاره
كاتب/لطفي شطاره

"  مأرب برس -خاص "

بعد الكرنفال الانتخابي وانتهاء الزيطة التي شهدتها اليمن ، وتحوله إلى مأتم كما قال الأستاذ الرباعي بعد أن تراجعت أحزاب اللقاء المشترك عن رفضها لنتائج الانتخابات الى تعميدها وحتى بدون تقديم أية طعون ما قالت انها أعمال خروقات وجرائم تزوير ، وبعد تراجعها عن تهديدها بإنزال الناس الى الشارع ، خطرت الى ذهني فكرة لإنشاء مؤسسة كبقية المؤسسات التي تحمل اسم " الصالح " والتي أصبحت موجودة في كل المجالات ، من الأيتام الى رعاية المتفوقين وكرة القدم والشطرنج والفتاتير والشبدلوه ، واخرها تدشين وزارة التعليم الفني والتدريب المهني مشروع الرئيس الصالح للمعاهد الذكية ، والفكرة التي خطرت على بالي أن يطلق عليها مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات ، تكون مهمة هذه المؤسسة مساعدة الزعماء العرب الذين يريدون الضحك على شعوبهم بالديمقراطية ، والتداول السلمي للسلطة ، ومن مهمة المؤسسة الرئيسية مساعدتهم في كيفية تحويل هزائمهم أمام شعوبهم الى انتصارات كاسحة بمنطق البلطجة وفرض الأمر الواقع تجعل العالم في ذهول ويهرول للمباركة كما حصل في اليمن .. وستتولى مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات في مقاولاتها تدريب الحكام على ترويض الأحزاب المعارضة لها وفقا للسياسة التي تمارس في اليمن " الترغيب او الترهيب " يضاف اليه الكذب كعنصر أساسي لتمرير اللعبة الديمقراطية ، وسيقع على عاتق هذه المؤسسة تجنيد المطبلين من الصحافيين الذين وبمبالغ بسيطة يجعلون الأبيض اسود ، ولديهم الاستعداد في رسم الواقع في الدول الفاشلة كاليمن وتحويلها وجعلها منافسة لليابان او تضاهي النرويج في تقدمها وديمقراطيتها ورفاهية شعبها ، كما أن لمؤسسة الصالح الدولية لتزوير الانتخابات القدرة على استئجار صحافيين عرب وخليجيين ايضا حسب الطلب وبمبالغ ميسورة لتزوير الحقائق وقلب الوقائع لصالح أي مرشح يدفع أكثر ونشرها على صدر الصفحات العربية وللتوضيح سنعطي للقارئ أينما كان وبمناسبة هذا الشهر الفضيل نماذج من تكرار الوعود التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح على مدى السنوات الـ 12 الماضية ، وقد تفيد زعيم أي دولة يريد الاستفادة من التجارب المتراكمة لـمؤسسة " الصالح " لتزوير الانتخابات والكذب على الشعوب ، أن يضحك على شعبه قبل أن يوصلهم إلى كرنفال انتخابي على كرسي السلطة لترسيخ كذبة " التداول السلمي للسلطة ، كما فعل رئيس ومؤسس هذه المؤسسة اليمنية على مدى الـ 28 عاما الماضية . ملاحظة للقراء غير اليمنيين أن كل خطب الرئيس علي عبد الله صالح كانت ومازلت تأتي بنبرات قوية ، فالرجاء اخذ هذا في الحسبان كملح أساسي للضحك على الشعوب .

 * (ندعو الجميع وبالذات في أجهزة ومؤسسات الدولة الى العمل بروح وآلية جديدة والتحرر من كل عقد الماضي ورواسبه ومخلفات النهج الشمولي تفكيرا وممارسة.. وان يتم التعامل مع قضايا الاقتصاد والتنمية والاستثمار بعقلية منفتحة بعيدا عن الجمود والروتين والبيروقراطية الإدارية.. وتجاوز كافة السلبيات التي حدثت في الفترة الماضية.. وتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين طبقا للقانون ، وبهذه المناسبة نوجه الحكومة على إتباع سياسات مالية تقشفية صارمة تضمن الحد من النفقات وزيادة الإيرادات.. وإعداد الخطة الخمسية للتنمية بأسرع وقت ممكن وبما يضمن إيجاد تنمية وطنية شاملة ترتكز على عطاء الأرض اليمنية وتكامل الجهود الرسمية والشعبية في المجال التنموي وتحقيق مبدأ ديمقراطية التخطيط وعدالة التوزيع للمشاريع والخدمات.. و ا لاستغلال الامتل للموارد و ا لإمكانيات ا لمتاحة.. والاهتمام بالزراعة وتطويرها. وتسهيل استيراد المدخلات الزراعية.. وبناء السدود والحواجز المائية.. والاهتمام بتنمية المناطق التي حرمت في الماضي.. والإسراع باتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء المنطقة الحرة في عدن وتطوير مرافقها )

- علي عبد الله صالح 21 مايو 1995-

*( علينا إيجاد الحلول المناسبة لقضايا المواطنين وتحسين أحوالهم المعيشية .. ومكافحة الفقر وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي والاهتمام بصحة المواطنين وبناء المستشفيات التخصصية من قبل الدولة والقطاع الخاص من خلال تشجيع الاستثمار الوطني والعربي والأجنبي للدخول في هذا المجال لتقديم خدمات صحية متطورة للمواطنين والقضاء على الأمراض المستعصية والحد من العلاج في الخارج والعمل على الاهتمام ببناء الإنسان ومكافحة الأمية وإتاحة المزيد من الفرص أمام المرأة للمشاركة الفاعلة في المجتمع وتنشئة جيل يمني موحد العقيدة والتربية والفكر والثوابت الوطنية محصنا بالمعارف الحديثة والتوسع في التعليم المهني والفني وكليات المجتمع وبما يخدم أهداف التنمية ، فالمهام الماثلة أمام الجميع كبيرة وفي مقدمتها المضي قدما في جهود الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري والقضائي وترسيخ قواعد الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع وجعل التنمية مشروع المستقبل أمام الحكومة )

– علي عبد الله صالح 21 مايو 2001-

*( ونؤكد على تنفيذ برنامجه الانتخابي موجها الحكومة بوضع برامج تفصيلية للبرنامج وإجراء تغييرات على ضوء تقييم أداء أجهزة الدولة بما يطهرها من الفساد والفاسدين والمتنفذين ووعد بزيادة تفعيل دور السلطة التشريعية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، منوهاً في ذات الحين إلى أن الفساد هو منظومة متكاملة لا يقتصر فقط على الجوانب الإدارية بل على النواحي السياسية كذلك. أن من أولويات مرحلة ولايته الجديدة تحقيق نهضة زراعية وصناعية، ومكافحة الفقر وإيجاد فرص عمل للعاطلين وتنفيذ العديد من المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود والتوسع في شبكة الضمان الاجتماعي وتشجيع الاستثمار المحلي والعربي والأجنبي مشيرا ً إلى وعود دول خليجية ومانحة بمساعدة اليمن في التنمية ومكافحة الفقر والبطالة ومحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار . )

– علي عبد الله صالح 26 سبتمبر 2006

كلام يعصر كلام ، ووعود تليها وعود وتكرار حتى الحمار مل من كثرة سماعها .. ومع هذا يقول الرئيس " ابو 77 " أنه ما يزال الأفضل لليمن من خلال تأكيده لمثل هذه العبارات التي تتكرر في خطب الرئيس وبنفس الصيغة وعلى الورق فقط .. لا لها أي معنى على الواقع وستكون مفيدة للزعماء العرب او أي زعيم يحتكر السلطة في بلاده لسنوات طويلة ويريد الاستفادة من مؤسسة " الصالح " التي نجحت وبجدارة حتى في قلب تصريحات المراقبين الدوليين ، وتتكفل المؤسسة في استخراج العبارات التي ترفع من الرئيس المرشح والتي تورد في تصريحات هؤلاء المراقبين ، كما للمؤسسة خبرة كبيرة في إخفاء كل الانتقادات الأوربية والأمريكية للمرشح ..

وبمناسبة شهر رمضان الكريم فيبدو أن لدى المؤسسة وهي قيد الإعلان أن تقدم تخفيضات كبيرة ، او تسهيلات من ناحية الدفع وعلى دفعات لأول زبون من الزعماء الذين يريدون أن يتحولوا إلى ديكتاتوريات تحت شعارات الديمقراطية التي يبتلعها الغرب ، وستقدم مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات خبرة كوادرها الفاسدين في استحلاب خزائن الدولة الراغبة في الاستفادة من خبرة هذه المؤسسة .

وحسب هذه التجربة فأن مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات، لا يبدو أنها متخصصة في مناطق الجنوب بسبب الخصوصية التي لم تفهمها قيادة المؤسسة رغم خبرة التي تمتد لأكثر من 28 عاما.. فلهذا لا ينصح أن تكون لأي دولة لديها مشاكل في الجنوب أن تطلب استشارات من هذه المؤسسة اليمنية الرائدة في أعمال التزوير.. فالحزب الحاكم الذي يملك رئيسة اسم الماركة المسجلة لمؤسسة " الصالح " هذه أعتقد أن عملية تزوير واسعة في مناطق الجنوب التي شهدت وما تزال رفضا كاملا لسياسته وسياسة حزبه منذ نهاية حرب عام 94 ، ستحقق له رغبة في سحب ورقة الجنوب من كل الذين يناشدون العالم بضرورة الالتفاتة إلى هذه القضية ، كتيار إصلاح مسار الوحدة الذي يطالب بتصحيح الوحدة ، وهناك التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " في الخارج الذي يرى في الوضع القائم احتلالا للجنوب ويريدون حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم .. ولهذا اعتقد الرئيس أن عملية التزوير ستضمن له سحب هذه الورقة من معارضيه ، رغم علمه أن ما حققه من فوز هو من نتاج خبرة حزبه في التظليل والتزوير ، وكما هو معلوم أن هناك مقاطعة وامتناع واسع جرى في تلك المحافظات ، سواء لمرشح الرئاسة او في المحليات .. ولم يبقى أمام الحزب الحاكم إلا خيار التزوير كحل لإقناع العالم أن الجنوبيين صوتوا لحزبه ، وصوتوا لتعزيز الوحدة الوطنية ، ونسى أن إصرارا كهذا وتزوير بالحجم الذي تم ، لم يقنع حتى المراسلين الأجانب الذين أشاروا ولا حظوا التذمر في محافظات الجنوب بسبب سياسة الرئيس وحزبه ، الذين لا يريدون الاعتراف أنهم بددوا ثروات الجنوب ، واستولوا على كافة ممتلكاته ووزعوها على المتنفذين في السلطة ، فهذه النتائج لن تذيب حالة الاحتقان بين الناس هناك ، خاصة وأنهم يعلمون أن أكاذيب السلطة ختمتها بأكبر عملية تزوير في تلك المحافظات .. 

وقد أشار عبد الحكيم علوي مدير مكتب الانتخابات بعدن إلى أن قوى الفساد نهبت تلك الأصوات بالوسائل الغير مشروعة والمعروفة للجميع ابتداءً من العبث بسجل الناخبين وانتهاء بيوم الاقتراع والفرز والذي قال بأن الحزب الحاكم استخدم فيه كل إمكانات الدولة والمال العام وكل وسائل التزوير القديم منها والجديد.

عملية التزوير التي تمت بعد امتناع كثير أبناء من تلك المناطق المشاركة في هذه العملية ، اثبت غباء المزورين ، فلو عملوا النتائج بالمناصفة لاقتنع الداخل والخارج باللحمة الوطنية التي أرادها المؤتمر بالقوة ، ولكن اكتساح للمؤتمر وفي مناطق اذكر فيها إبليس ولا تذكر فيها مؤتمر يحصل وبهذه النسبة يبقى الأمر واضح وتزوير وبطريقة فجة ، وحتى ان قال حزب الرئيس ان هناك من أدلى بصوته لصالحه فليس حبا له بل نكاية بالحزب الاشتراكي الذي رفض ان يتبنى إصلاح مسار الوحدة كهدف وشرط أساسي لمشاركته في الانتخابات .. وقد خدم هذا التزوير السمج تيار إصلاح مسار الوحدة ومعارضة الجنوب في الخارج ، أكثر مما أفاد السلطة ، وتأكيد بان المؤتمر لا يستطيع ان يكون له وجود هناك إلا بإتباع مؤسسة " الصالح " لتزوير الانتخابات عبر عملية اعتمدت على شراء الذمم ووعود بمكافآت ومناصب في مؤسسات الدولة ، ناهيك عن الإكرامية التي وزعت وبسرعة غير معهودة ، في محافظات أشتكى الآلاف من موظفيه وعلى مدى سنوات كثيرة بعدم حصولهم على رواتبهم ولأشهر تصل الى 6 ستة أشهر في كثير من الأحيان. المهم وبعد أن حقق المؤتمر ما يريد من اغتصاب السلطة وبأي ثمن ، يبقى المحك الأساسي للمعارضة في كيفية قدرتها على التماسك في وجه خطوات تفتيتها التي ستلحقها بعد أن تنازلها بحق اليمنيين الذين خرجوا للوقوف وراءها للتعبير عن رغبتهم في التغيير ، وتنازلها أي المعارضة حتى برفض نتائج الانتخابات وبشكل علني واعتبار العملية برمتها كانت مزورة ولا تحتاج لتشريعها بالتنازل عن حق الذين وقفوا خلف مرشحها الأستاذ فيصل بن شملان .. ولم يبقى أمام المؤتمر الا العمل وبروح الفريق الواحد لتصدير خدمات مؤسسة " الصالح " الدولية لتزوير الانتخابات للأنظمة التي تخدر شعوبها بالديمقراطية وتعمل على صناعة وتثبيت أنظمة ديكتاتورية .. واليمن " أنموذجا " 


في الجمعة 29 سبتمبر-أيلول 2006 02:21:58 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=587