|
في السنوات الماضية كانت أمريكا تبتز دول الخليج باسم (البعبع) العراقي وتهول من خطره على المنطقة لتستدر أموال دول الخليج, فجاء من يثأر لها من أمريكا, فقد لوحت الحكومة اليمنية بورقة الحوثيين وصرخت بأعلى صوتها ...... الإرهاب ... الإرهاب ... إيران .. إيران.... فلم يصغ أحدٌ لصراخها وتركوها تواجه القبائل في صعدة وحدها فأخذت تدفع بجنودها كتيبة تلو كتيبة. ثم أخذت تلوح بورقة الحراك الجنوبي وصرخت الانفصال ... الانفصال... وأيضا لم يصغ لها أحد.
ولكن في هذه المرة استخدمت الكرت الأحمر أو (البعبع العالمي) القاعدة. وبدأت تداهم كل من يقف أمامها باسم القاعدة فاعتقلت واعتقلت, حتى الذين لا يعرفون من القاعدة إلا اسمها أو المنطقة التي تحمل اسم القاعدة (مساكين أهلها لا يستطيعون الانتساب إليها).
ولو لاحظنا في تصريحات وسائل الإعلام اليمنية الرسمية عن تلك الاعتقالات لوجدنا أنها تقول: المشتبه بهم. والاشتباه يشمل البريء والمذنب وكل من يعارض النظام فهو مشتبه به وكل مشتبه به مذنبٌ حتى تثبت أدانته.
وأذكر في هذا المقام نكتة تقول إنه جرت مسابقة بين المخابرات الأمريكية والروسية واليمنية وذلك بأن يطلقوا غزالا في الغابة ثم ينظروا من يحدد موقعه الأول خلال فترة وجيزة. تم إطلاقه فحددت المخابرات الأمريكية موقعه قبل انتهاء الفترة المحددة ثم المخابرات الروسية, فأخذوا يبحثون عن المخابرات اليمنية ماذا فعلت؟؟؟ فوجدوهم قد أمسكوا بحمار وأشبعوه ضربا وهم يقولون له: اعترف أنك غزال... اعترف أنك غزال.
يقودنا هذا إلى ما تقوم به الحكومة اليمنية من اعتقالات ومداهمات لأناس أبرياء وربما يجر عليها وبالا في الغد فمن يٌعتقل وهو بريء أو يهدم بيته أو يقتل أحد أقاربه سينظم إلى القاعدة وإلى الشيطان وإلى كل وسيلة تؤدي به إلى الانتقام, فحذاري.. حذاري من العشوائية. فإن كانت الحكومة الآن تحتمي بالمساعدات الأمريكية فإنها في غد ستواجه الشعب بفردها, إلا إذا وجدت لها شماعة أخرى وما أكثر الشماعات التي تعلق عليها أخطاءها وفسادها, ومن الشماعات التي استخدمتها ( الإمامة – السادة -الانفصالية التمرد- الإرهابيون- القاعدة) وربما في غد نسمع بشماعة اسمها المحمدية أي الانتماء إلى الأمة المحمدية, فتعتقل كل من ينتمي إليها.
وأخيرا أهنئ الحكومة اليمنية الرشيدة, فقد نجحت نجاحا باهرا في دغدغت مشاعر أمريكا بل والعالم أجمع. فها هو وزير الخارجية مستعدٌ للتصريح بأي عمل إرهابي انه تابع للقاعدة وقد تدرب على أيدي يمنية حتى, لو سُئل عن (كاستروا) لقال إنه تتلمذ عند اليمنيين.... فمن متى يا وزير الخارجية لدينا أيادي تدرب لتنسب إلينا كل عمل مشين؟ فذلك الذي حاول اغتيال الأمير(محمد) نسبته إلينا, وذلك الذي حاول نسف الطائرة الأمريكية نسبته إلينا, وفي غد ستنسب الذين فجروا الأبراج إلينا, حتى لا يستطيع أي يمني بعد ذلك أن يخرج من سجنه الكبير, فلك الشكر, ولحكومتنا الرشيدة.
maaaj67@yahoo.com
في الجمعة 05 فبراير-شباط 2010 07:01:00 م