تداعيات خليجي 20: اكتشافات جديدة؛ حد فاهم حاجة يا جماعة؟
سامي الكاف
سامي الكاف

.. ولأن تعيين (الحبابي) رئيساً للجنة الإعلامية لخليجي 20 اتضح فعلاً انه نقطة في بحر؛ ولا يأتي إلاّ في سياق الاستخفاف الوقح بعقولنا كيمنيين، فإن أي شيء تالياً - ومن قبل كان كذلك بلا شك- يصبح حدوثه معقولاً.

لكن ثمة شخصاً لم يكن ليصدق ان الحبابي سيفاجئ الجميع بقرار وزير الإعلام، وهو هنا عضو الاتحاد العام لكرة القدم معاذ الخميسي الذي كان يُمنّي نفسه بحصوله على قرار تعيينه؛ بل وكان يتصرف وفق هذا التمني منذ فترة ليست بقصيرة على اعتبار أن مثل هذا القرار إنما يقع في جيبه، ومسألة إشهاره لا تحتاج إلاّ إلى وقت وحسب.

لقد كان وقع المفاجأة مذهلاً على الخميسي لدرجة أننا شاهدناه - صباح اليوم التالي من تصريح الحبابي لوسائل الإعلام المؤكد لحصوله على قرار تعيينه من وزير الإعلام- يوزع منشوراً طويلاً للغاية عن استعداداتنا لحفل القرعة وكل شاردة وواردة فيه، ويتم نشره في وقت واحد في وسائل الإعلام الحكومية زائداً "أخبار اليوم"، أتدرون بأية صفة؟.. بصفته رئيساً للجنة الإعلامية..!

ها.. ألم اقل لكم أن أي شيء يمكن حدوثه طالما ثمة من يمارس الاستخفاف بعقولنا ولا يهمه إن كان مثل هكذا استخفاف سيضر بسمعتنا كيمنيين أم لا.

ومع أن منشور الخميسي لم يوضح للرأي العام من عيّنه رئيساً للجنة الإعلامية؛ إلاّ أن الأخير كان فعلاً هو من يقوم بمهام رئيس اللجنة بل ويتدخل في أمور أخرى كثيرة ليست من اختصاصاته أصلاً.

في الواقع لم يكن الخميسي هو من بدا على هذه الشاكلة. كان حميد شيباني يمسك كل شيء بيديه ورجليه، أي شيء وكل شيء يتعلق بحفل القرعة مستنداً إلى الدعم المطلق له من قبل رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد العيسي الذي لطالما أزعج الجميع بتأكيداته المستمرة على أن الاتحاد تحت قيادته إنما يمارس عملاً مؤسسياً..!

هل رأى أحدكم عملاً مؤسسياً مثل هذا من قبل..؟!.. يا لها من كارثة.

أنظروا: حتى اختيار الشخصيات الرياضية المقرر لها أن تكون رُسلاً لتعريف الغير برياضتنا ونجومها لم يخرج عن هذا الإطار الاستخفافي الوقح بعقولنا كيمنيين.

لقد انتظر الجميع ان يصعد إلى المنصة بعد أبوبكر الماس - كنجم يمني لامع شارك ضمن منتخب العرب- زميله النجم اللامع جمال حمدي الذي شارك أيضاً ضمن منتخب العرب؛ لكن هيهات.

هل يعرف أحدكم الآن من هو عبدالعظيم القدسي هذا الذي صعد إلى المنصة إلى جانب أبوبكر الماس؟

حسب حميد شيباني الذي يحظى بمباركة ودعم العيسي وكان يمسك بكل شيء في حفل الاستخفاف بعقولنا؛ فإن القدسي من المفترض أن يكون أحد نجوم منتخباتنا الأفذاذ، لكن تاريخه كلاعب لأهلي تعز سابقاً يُعتبر صفراً على شمال نجم لامع مثل شرف محفوظ وهو الذي حقق لقب هداف العرب بحصوله على الحذاء الذهبي كإنجاز غير مسبوق.

كان المشهد على هذا النحو يتجلى على الهواء مباشرة بكل أسف: عبدالعظيم القدسي يمارس دور الموصلاتي الذي يقوم بتوصيل الضيوف ليصعدوا إلى المنصة، ومن ثم يصعد هو بعد ذلك أسوة بابوبكر الماس إلى المنصة ذاتها..!؛ في حين جلس شرف محفوظ - مثل نجوم أخرى كثيرة- على أحد المقاعد في صالة الحفل دون أن يعيره أحد أدنى اهتمام باستثناء رجل أمن أصر على أن ينتزع شرف من مقعده بحجة ان هذا المقعد مخصص للضيوف..!

حسناً.. لم يعد الأمر الآن مجرد استخفاف وقح بعقولنا؛ بل وصل الأمر إلى اهانة تاريخ نجومنا ومرمطتها بتراب الأرض.

لقد تساءل عدد كبير من النجوم الرياضيين عن أسباب تهميشهم وهم الذين شكلوا علامات فارقة على مدى تاريخ رياضة عدن الذي يمتد لأكثر من مائة عام؛ لكن أحداً حتى اللحظة لم يستطع أن يرد؛ ولن يردوا.

إنهم يعتقدون ان ما حدث أمر عادي؛ وإلاّ لشهدنا ما يفيد بعكس ذلك: يعني مثلاً نقرأ اعتذاراً علنياً جرّاء ما حدث، ومن ثم نشهد محاسبة جادة تقودنا إلى الإحساس بأننا سنعمل هذه المرة بشيء من المسئولية تجاه هذا الوطن..!

لقد كان من المهم تسليط الضوء على مثل هذه الممارسات بشيء من الشفافية حتى نكشف مدى زيف ادعاء العمل المؤسسي لدينا. في الواقع لو كان لدينا عمل مؤسسي لما شهدنا مثل هذه الأخطاء التي تقودنا إلى ارتكاب المهازل التي كانت وما زالت مستمرة على قدم وساق اذا ما تركنا الفساد جانباً وهو الذي كان وما زال يزكم الأنوف..!

أنظروا: (قبل ان يتم تشييد ملعب الوحدة) في أبين قلنا ان موقعه غير مناسب البتة؛ وردوا علينا بأننا ضد مصلحة الوطن بل أعداء له.

قبل بضعة أيام كشف مسؤول يمني في اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 عن استبعاد ملعب الوحدة في أبين واقامة جميع مباريات البطولة في مدينة عدن..!

ركزوا لو سمحتم: أرجع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"فرانس برس" هذا التعديل إلى "بُعد محافظة أبين عن مدينة عدن بعشرات الكيلومترات فضلاً عن سوء الأوضاع الأمنية فيها".

دعوا سوء الأوضاع الأمنية جانباً الآن؛ فهذه حقيقة في الواقع لا تستخف بعقولنا. أنظروا وحسب إلى ما يستخف بعقولنا استمراراً في السلوك الاستخفافي الوقح بعقولنا والمُشار إليه بعاليه.

جاء استبعاد ملعب الوحدة في أبين (نظراً إلى بُعد أبين عن مدينة عدن).

يااااااه.. يا له من اكتشاف رهيب في هذا التوقيت بالذات..!. هل سأل أحدكم من هذا الذي سيتحمل مسئولية بناء هذا الملعب في مثل هذا الموقع وبالتالي بعثرة مليارات بنائه في الفراغ....؟!

الأرهب الحقائق التالية: تم أخيراً اكتشاف أن الملعب الرئيسي في (عدن) 22 مايو غير قانوني. ليس في بنائه وحسب؛ بل وفي أرضيته.. تصوروا..!

أنظروا: (عُرض الملعب ينقص مترين)..!؛ وباقي ملاعب التدريب الستة من حيث العشب الصناعي غير صالحة قانونياً وفق مواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باستثناء ملعب التلال..!

ما هذا الذي يحدث.. حد فاهم حاجة يا جماعة..؟!

ومضة:

قال وكأني به يحدث نفسه: "لا تقهر الأنـا بداخلـك، لا تجعـلها مطـية لهـم، بل اجعلها (أنا أعلى).. تسمو بها على كل ما حولـك؛ كـن أنت كمـا أنت، ولا ترض بأخطـائهم، حتى وإن كـانـوا هـم الأغلبية........!.


في الأحد 05 سبتمبر-أيلول 2010 11:28:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=7859