سبع تلاوات جهنمية
عمار الزريقي
عمار الزريقي

الإهداء : إلى صديق شاعر وناقد مبدع

للقصيدةِ عوراتُها

والمُروءةِ

- يا صاحبي -

سوف يَحْكون من بعد أَلْفَي خريفٍ

يقُصّون عني

وعنك

فُصولاً درامية الرّعب

من بعد أن تستقيلَ الحقيقة ..

يلقون أقلامهم أيّهم..

لا أبالي إذا قدّسوا ما لديّ

وإن مَنَحُوني

وسام \"يَغُوثٍ\"..

وإن لَعََنوا قُبّتي..

لا أبالي ..

وإن جلدوني كعادتهم

بالمعاصي

كما يفعلون مع الأنبياء..

وإن أطلقوا صولجان الغباء

وألقوا على ظهر عيسى ابن مريم

ما لم تكن نفسه وازرة

****

 

وحين البراميل تصبح مُلتَحَداً

مُثمراً

في خيال النجوم

يفيء إليها الكثيرون

عن لقمة العيش

تغدو البراءة ممقوتةً

والمسرّات مائلةً عن جرينتش

خمسين عاماً من الانكسار

وخمسين عاماً من الانهزام

وخمسين عاماً من الارتداد

فلا ضير أن

تستبدّ الخطايا

وأن تستقيل الرؤى الشاعرة

****

وحين المدينة تَعْتَمّ أشجارَها

يصبح الموت من كل صوبٍ

ومن كل حدبٍ

ويبقى التّمَتْرُسُ خلف العباءات مهزلةً

والتسكّع في مدن الشعر

كالغوص في الأبحر الكافرة

****

الحروف المُسِنّة

تلعن أبراجها

يا صديقي

وأوراقها

واحتضاراتها

وانتماءاتها ..

تتشظّى على كاهل البؤس..

من يتصدّى لوجه السماء

إذا (أمطرت لؤلؤاً)

أو يغني (قفا نبك)

من ذكريات الخنا

والأنا العاهرة

****

معاً نتقاسم هذا الفضاء

بلا فتنةٍ يا صديقي

نغامر في كل بحرٍ

وفي كل عصرٍ

وفي كل قصدٍ

وفي كل نهدٍ

نوزع أحلامنا للرياح..

نعم..

إننا فتيةٌ غاضبون

نهاجر في زمنٍ كافرٍ

بنضالاته

كافرٍ

باعترافاته

كافرٍ بالقصيدة

يا صاحبي..

والقصيدة غاضبةٌ

من تفاصيلها

لم تَعُدْ كل أحجارها

آيةً في الجمال

وفي الروعة الآسرة

****

لأنّ المعاني محاصرةٌ

باختناقاتها

وامتداد الأسى في تلاواتها

ماثلٌ للعيان..

استجب للنبوءات

لا ترتجف

إن عينيك مملوءةٌ

بالفتوّّة

مسكونةٌ بالحقيقة

والرؤية الطاهرة

***

تَقَدّسَ قلبك

يا كاهن الأحجيات ..

المرارة يا صاحبي

فَكّرَتْ مرةً

أن تُعلّمنا ديدن الانحناء ..

ولكنّ قاماتنا

- جَلّ خالقها -

وُلِدَتْ

كي تعانق قلب الحقيقة ..

تمتد شاهقةً

في السماء ..

استقم يا رفيق الطفولة

لا تبتئس

بالذي بَيّتُوه من المكر..

إن حطّموا في أقاصيك

جسر التسامي

فلن يقهروا

شمسك الظاهرة

****

و\"أن المساجد لله\"

لكنّها

حاصَرَتْها الشياطين

من كل أبوابها

صَادَرَتْ \"قل أعوذ\"

وسورة طه و طس

والنّجم والنّور والنازعات

اعتباطاً

و أَلْغَتْ جميع الصلاة

انتقاماً من الله ..

أَلْغَتْ حروف اللغات

وكل وصايا النّبيين والعارفين

وبالَتْ على صور القادة العسكريين

والزعماء

وأهل الفتاوى الذين استبدّوا

بشرعيّة الدين

بل أَلْغَتْ الدين من أصله

تحت حكم الضرورة

كي تستتبّ الفضيلة والأمن

والقوت والماء

والنفط والغاز

والملك

حصراً لكل الشياطين

في الآخرة

****


في الإثنين 03 يناير-كانون الثاني 2011 04:57:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=8675