في مواجهة عبث اليساريين بالهوية والتاريخ الإسلامي
د/ محمد أحمد الزهيري
د/ محمد أحمد الزهيري

أطلعت على مشروع الموسوعة اليمنية الكبرى مقترح مقدم إلى الورشة الفنية في جامعة صنعاء والمعد من قبل المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل ( منارات ) من خلال ورشة العمل الذي أقيمت في جامعة إب, والمشروع يهدف إلى إخراج موسوعة تحوي كل شيء عن اليمن تأريخه جغرافيه عقائده أحداثه أعلامه ,حيث شارك فيها رئيس جامعة إب ونائبه وأمين عام الجامعة وعميد شئون الطلاب وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام في الكليات الإنسانية والعديد من أساتذة الجامعة ذوي العلاقة كما شارك فيها عن المركز (منارات) وفد برئاسة الأستاذ عبد الرحمن العلفي والدكتور حمود العودي .،

وقد أشار المشاركون بالمبادرة وتمنوا لها النجاح والخروج إلى أرض الواقع وعدوه مشروعاً طموحاً وجباراً يحتاج إلي تآزر الجهود ومشاركة المتخصصين المتميزين ودعم القطاعين العام والخاص, وسائر الخيرين وكنت أحد المحبذين وأول المستبشرين لكن كأي عمل إنساني وجهد بشري لا يخلو من الخطأ " كلكم خطأ ... " ومشاركة مني في تقويم الأخطاء وإصلاح الاعوجاج حتى يخرج المولود صحيحاً معافى إلى أرض الواقع وليس من باب النقد الهدام المغرض المسيس رأيت أن أشير إلى بعض الأمور التي تحتاج إلى تنبيه وإعادة نظر حتى يكون العمل الذي سيبذل فيه جهد ووقت ومال يستحق ما بذل فيه وما تعشمنا منه . وقد أثرنا هذه التنبيهات التي طرحت في الندوة وقدمت مكتوبة منذ البداية لأن العلماء يقولون: من صحت بدايته صحت نهايته. والمقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة غالباً بينما المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة حتماً وكل خلل في الطريق إنما مرده إلى سوء الابتداء

وقد أشار الإخوة المشاركون في الندوة إلى معظم هذه التنبيهات التي أهمها:

1) غياب الرؤية و التصور الواضح للمشروع و يظهر ذلك من خلال تعدد الأهداف العامة للموسوعة التي بلغت أحدى عشر هدفاً كما في الصفحة (21-22) وعلما التربية يقولون : إن الهدف واحد لا يتعدد ، ويؤكد ذلك أن الأهداف هي تكرار لبعضها وللهدف الأول الذي هو : " تكوين بناء معرفي متكامل لليمن " كما يظهر من خلال تكرار الكلام عن الأهداف في مواضع عدة كما في الصفحة ( 5 ) تحت عنوان ((دواعي أن تكون لتاريخ اليمن ... موسوعة كبرى)) ، وفي الصفحة ( 6 ) تحت عنوان " موسوعة اليمن الكبرى ... لماذا ؟ " وفي الصفحة نفسها تحت عنوان " رؤية وطنية للتاريخ اليمن",وفي الصفحة ( 20 ) تحت عنوان لماذا الموسوعة )؟",وهذا الملمح الأبرز لغياب الرؤية الواضحة والتصور الدقيق سيجعل من هذا المشروع الضخم عبارة عن ركام ضخم من الأوراق والمجلدات التي تثقل بها أرفف المكتبات لا أكثر ولا أقل.

2)غياب الهوية الثقافية الواضحة للمشروع وهي الثقافة الإسلامية الذي هي الهوية الثقافية التاريخية والواقعية للشعب اليمني,مما يجعل هذه الموسوعة فاقدة لهدفها الذي تحدث عنه المشروع مراراً وهو إيجاد رؤية وطنية موحدة ,وهل هناك رؤية وطنية موحدة جامعة للشعب اليمني غير الإسلام . وقد أشار المشاركون إلى غياب هذه الرؤية نتيجة غلبة رؤية واتجاهات تخصصات القائمين عليها وليس رؤى وتصورات الشعب اليمني ويظهر ذلك من خلال تصوير التأريخ اليمني وكأنه تأريخ( باطني -إسماعيلي – قرمطي – خوارجي – زيدي – سني ) وليس تأريخاً إسلامياً طرأت عليه عض البدع الوافدة التي لم تستطع مس نسيجه الثقافي والاجتماعي , كما ظهر هنا الخلط بين الدعوات الفكرية السابقة وبين الأسر التي حكمت اليمن كالزياديين والنجاحيين والصليحيين والرسوليين والزريعيين واليعفريين والطاهريين , بينما في الوقع كان الأمر غير ذلك ولا أدل على ذلك من أن رجالات الدولة الصليحية التي تعد دولة إسماعيلية باطنية كانوا سنة وكان قاضي قضاتها بمثابة رئيس الوزراء هو القاضي طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني ، وكان قاضي القضاة لمدة طويلة من دولة الأئمة الزيدية هو الشيخ محمد بن علي الشوكاني ويظهر في غياب الهوية الإسلامية الهوية الحقيقية للشعب اليمني عن المشروع في ما يبدو أنه تجني ومجافاة للحقيقة مقصوده مما يفقد المشروع ما ينبغي أنه أهم صفة لعمل جبار مثل هذا وهذه الصفة هي الموضوعية ويتضح ذلك من خلال أمور منها :

3) حذف " الإسلامية " في كل موطن يتكلم فيه عن الهوية بينما يذكر الوطنية والقومية و الإنسانية مع أنه لا يمكن الحذف ويتكرر ذلك كثيراً منها في الصفحة (21) في الضرورة (6) التي فرضت مثل هذا المشروع التي تقول فيها " أغناء مكونات الهوية الثقافية اليمنية ، وتعزيز الانتماء الوطني والقومي للإنسان اليمني" ، وتكرار هذا الحذف في الصفحة (31) في كلامه عن الأهداف العامة التي لم تحدد أهي للموسوعة , وتكرر الأهداف تأكيد على غياب الرؤية والتصور كما سبق أم هي أهداف للمحور الاجتماعي وذلك في الهدف الأول الذي هو " بلورة الهوية الوطنية والقومية والإنسانية " ولم يذكر الإسلامية " ويتكرر الأمر في الصفحة (73) في الهدف الثالث من أهداف المحور التاريخي الذي يقول أغناء مكونات الهوية الثقافية اليمنية وتعزيز الإنتماء الوطني والقومي للإنسان اليمني دون ذكر الإسلامي ويصل الأمر في غياب الهوية الإسلامية وربما مجافاتها ما ذكر في الهدف الرابع من أهداف المحور التاريخي في الصفحة نفسها الذي ينص فيه على : كشف العمق الحضاري لليمن ، وإظهار إبداعات اليمنيين الحضارية ، والإيمان بوحدة كيانهم ووضع انتمائهم الوطني فوق الانتماءات الثانوية . وهذا معناه أن الإسلام انتماء ثانوي بينما هو الانتماء الأصلي والأساسي بدليل الهجرة التي تترك فيها الأوطان فراراً بالدين والله تعالى يقول : " ألم تر إلى الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال : أولم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ويتكرر هذا كثيراً, فماهي الهوية الوطنية لليمن الذي تنص في الصفحة (15): يجب أن ننتمي لليمن أولاً وما عدا ذلك من أمور تأتي فيما بعد, وقد يتناقض هذا الكلام مع ما ورد في الصفحة السابقة (4) في قوله:"إن هذا جزء من وعي أكبر الوطن العربي ولم يذكر الإسلامي مع إن ثقافتنا غير الإسلامية هي عشر قصائد في الخمر والمرأة والجامعة العربية السقط الميت . وبدوري أتسأل كما تسأل الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق في قوله: " إذا لم نكن مسلمين فماذا نكون ؟" ولم يقف الأمر عند هذا الحد إنما يصل الأمر حد الضيق بالإسلام وتمنى زواله إثبات ذلك واقعاً فقد تكرر القول : بانتهاء الإسلام مرات عديدة كما في الصفحة (8) حينما تنص : " وبعد ذلك يؤرخون لمرحلة العصر الإسلامي " ويعتبر امتدادها الزمني من ظهور الرسول صلى الله عليه واله وسلم والشروع في بناء الدولة الإسلامية وتمضي هذه المرحلة عند البعض في الامتداد حتى مجيء الحكم العثماني إلى العالم العربي وإلى اليمن على وجه الدقة والتحديد ودخولها تحت حكمه في الفترة الأولى من وجودة فيها ( 1538-1568) وهي تربط الإسلام ونهايته في اليمن بالعثمانيين ونهايتهم وهذا يتكرر في الصفحة نفسها في : " لهذا اعتبروا نهاية الحقبة التاريخية الإسلامية بالنسبة لنا هنا في اليمن تنتهي بانتهاء الوجود العثماني الأول في اليمن لتبدأ بعد ذلك بعودته ثانية ودخول اليمن تحت حكمه في فترته الثانية ، مرحلة التاريخ الحديث وتمتد هذه المرحلة – زمنياً – إلى نهاية الحرب العالمية الأولى ( 1918 م ) .

والسؤال هنا هل خروج اليمنيون من الإسلام بعد خروج العثمانيين الأول من اليمن، وانتهاءه تماماً. ويتضح ذلك في مواطن كثيرة لا تعدنا الموسوعة مسلمين كما يتضح في الصفحة ( 23 ) إذا تقسم الموسوعة عصور اليمن التاريخية إلى ثلاثة عصور وهي "القديمة – الإسلامية – الحديثة و المعاصرة " ويتكرر ذلك في أسفل الصفحة الذي يقسم محاور الموسوعة إلى أربعة محاور هي " محور العصور القديمة " يحددها إلى ظهور الإسلام ، ثم محور العصور الإسلامية ويغطي الزمن التاريخي إلى ... ولا يحدد، ثم محور العصر الحديث يغطي الزمن التاريخي لليمن من.... إلى قيام الثورات اليمنية "سبتمبر – أكتوبر " ثم المحور المعاصر من قيام الثورة إلى مالانهاية, ويمكن تحديد نهاية الإسلام وإكمال الفراغات السابقة من خلال الموسوعة نفسها في الصفحة الثامنة بخروج العثمانيين الأول في العام ( 1568 ) ويحدد العصر الحديث بخروجهم الثاني في العام (1981م ) هذا الإصرار على خروج الإسلام من اليمن يتكرر في مواطن عدة كما في الصفحة (73) وتقسيم الحقب التاريخية لليمن إلى أربع حقب هي : الحقبة القديمة إلى مجيء الإسلام ، الحقبة الإسلامية تبدأ باتصال أهل اليمن بالإسلام وتستمر إلى دخول العثمانيين لليمن سنة 928 هـ حقبة التأريخ الحديث تبدأ بالحكم العثماني الأول والأول هنا خطأ وهو يريد الثاني إلى الحرب العالمية الأولى. حقبة التأريخ المعاصر : تبدأ من الحرب العالمية الأولى إلى قيام الثورة في 1962 م وسنتجاوز عن الأخطاء والتناقضات بين تحديد المراحل ( الحقب ) لنؤكد غلبة اتجاهات وتخصصات الذين قاموا بصياغة المشروع وهي تخصصات فلسفية يسارية برمت وضاقت بأمر الإسلام فعدته غير موجود وقد انتهى ليصدق عليهم قول الشاعر :

  قد ينكر الأعمى ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

ويثبت أن المشروع كتب بلغة يسارية ضاقت بالإسلام ووجوده في أدلة واضحة وإثباتات غير ما سبق منها :

 أولاً): منهجية التناول الاجتماعي الذي بشرنا ببعث الماركسية الشيوعية من قبورها وذلك عن طريق الجزم باعتماده منهجاً للتناول التاريخي والاجتماعي،ووصف هذا المنهج بأنه أكثر المناهج دقة ونضجاً وشيوعاً فبقول: " وسيتم اعتماد أكثر المنهجيات النظرية الاجتماعية التقليدية دقة ونضجاً وشيوعاً ، منذ مطلع القرن المنصرم وحتى اليوم ، وهو المنهج الجدلي التاريخي الذي يقوم على فهم وتفسير الظواهر والمتغيرات الاجتماعية والتاريخية من واقع دور كل منها كمقدمة لبروز أخرى كنتيجة صحية وحركة ديمومة جدلية في التغّير والتغيير الذي لا يتوقف " وهذا المنهج هو منهج جدلية التاريخ الماركسي الذي ينظر إلى الدين كمرحلة من مراحل التأريخ وتطوره ويؤكد بأن نهاية التأريخ هي سيطرة الشيوعية الماركسية التي أكل عليها الدهر وشرب ووصفها أصحاب البروستيكا بأنها خرافة لكنها تبعث في اليمن اليوم ليحملها أصحاب مشروع الموسوعة إلى العالم . كما يضيف في الصفحة ذاتها دليل على يسارية أصحاب الموسوعة والقائمين على مشروعها في تأثيره على الاستفادة من نظرية الفائض في جدلية التطور الاجتماعي ، وما يتصل بها تأكيده فيها بمنهجية العلاقة بين المكان والإنسان الذي يربط الحدث التاريخي والاجتماعي بالمكان الجغرافي وهي امتداد للنظرية الماركسية التي تربط الأحداث الاجتماعية, والتي تعد الدين تطوراً اجتماعياً, بالتطور أو الوضع الاقتصادي المرتبط بالتقسيمات الجغرافية التي تقسم إلى أربع مناطق جغرافية هي:

1) مناطق نتاج الفائض الاقتصادي الطبيعي القديم وهي مناطق خط الاستواء .

2) مناطق إنتاج الفائض الاجتماعي الاقتصادي ألريعي الأكبر بجهد أقل وتتمثل بمناطق الوديان النهرية الكبرى العابرة للصحاري القاحلة كنيل مصر ودجلة والفرات والهند .

1) مناطق إنتاج الفائض الاجتماعي والاقتصادي الريعي الأقل بجهد أكبر وتتمثل بمناطق الأمطار الموسمية غير المستقرة والتربةالاقل عضوية والتضاريس الوعرة كاليمن والمغرب العربي وهضبة آسيا الوسطى وأقصى شمال أوروبا.

2) مناطق إنتاج الفائض الاجتماعي الاقتصادي القومي في الأقل تجهد أكبر وتمثل بالمناطق الصحراوية وشبة الصحراوية .

والموسوعة بذلك تفسر التاريخ وأحداثه والمجتمع وظواهره تفسيراً ماركسيا الذي يرى التطور الاجتماعي حتمياً ًحسب التطور الاقتصادي كما يتضح في الصفحة (32)تحت عنوان "الرؤية الاجتماعية لأبعاد وخواص المكان وعلاقته بوجود الإنسان بصفه عامة واليمن خاصة" الذي يصنف المكان سطح الكرة الأرضية عموما ًطبقا لأحدث الاجتهادات النظرية الاجتماعية إلي أربع مناطق نمطية غطت التكوين الجغرافي والاقتصادي ،ويفرز كل منها نمطاً معينا من التكوين والوجود الاجتماعي على بقية المحاور وهذا يدل على غلبة تخصص القائمين على صياغة المشروع كما سبق .

ثانياً: تقديم المحور الاجتماعي على بقية المحاور وهذا يدل على غلبة تخصص القائمين على صياغة المشروع كما سبق

ثالثاً : كتب الموسوعة منهجية ملائمة تتناسب مع الموسعة تتمثل في المنهج التاريخي بالنسبة للنشاط الاقتصادي في المراحل التاريخية ما قبل وبعد العصر الإسلامي ، وقد سقت الإشارة إلى أن هذا المنهج التاريخي هو المنهج الماركسي المقبور الذي فشل في بلاده وجعل البلدان التي حكمها أفقر البلدان وكان الأولى بنا كمسلمين متصالحين مع الإسلام أن نقترح تبني المنهج الإسلامي الذي نجح في تحويل الحفاة العراة في بضع سنين إلى أغنياء كما يتضح من مخاطبة النبي – صلى الله عليه واله وسلم – للأنصار بعد معركة حنين حينما وجدوا عليه من طريقة قسمته للغنائم فكان مما قال لهم : " ألم آتكم عالة فأغناكم الله بي فقالوا : بلى المن و الفضل لله ولرسوله " كما يتضح من إجماع المؤرخين على أن الرجل في عهد عمر بن عبد العزيز كان يخرج بزكاة أمواله إلى أطراف العالم الإسلامي فلا يجد من يأخذها . وهذا هو اكتمال مراحل المنهج الإسلامي الذي يربط الغنى بالإيمان كما قال تعالى " ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض " وليست نتيجة سياسية عمر كما يعلل المؤرخون لأن حكمه لم يدم سوى سنتين وبضعة أشهر ولم يكن بأفضل من الرسول و الخلفاء الراشدين ,المنهج الإسلامي الذي يتداعى الغربيون بتطبيقه بعد الأزمة المالية التي أثبتت فشل النظام الرأسمالي كما فشل من قبله النظام الماركسي الذي تدعو إليه مشروع الموسوعة .

رابعاً: إعلاء شأن الحركات المعادية للإسلام كالباطنية (الإسماعيلية والقرمطية والبهرة) التي أجمع المسلمون على كفرها و الفرق المبتدعة كالخوارج والروافض وحتى المرتدين ( الأسود العنسي ) الذي تسمى ردته بالردة المغلوطة ومن الغريب أن هذه التسمية تشير إلى أننا أمام نتائج وحقائق وليس مجرد مشروع افتراضي يتنافي مع ما ورد في المشروع نفسه في المحور الديني في الصفحة (120) كما يتناقض مع ماهو ثابت تاريخياً وحديثياً من أن الأسود بن عبهلة أرتد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم – وهو الذي سماه الأسود العنسي وحرض على مقاتلته وبشر بقتله قبل موته صلى الله عليه واله وسلم فقال " قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين )" ويظهر ذلك جهلاً من القائمين على المشروع بالتاريخ حينما يقول : إنما هي ردة سياسية ضد ولاية بأذان الذي قتله الأسود وأنها ليست ردة دينية ومعلوم أن الأسود لم يقتل بأذان إنما قتل أبنه" شهر بن بأذان " وهي ردة دينية لأنها معصية لله ورسوله الذي يقول :" من أطاع أميري فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصى أميري فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله " ويظهر محاوله إعلاء شأن كل ما يخالف الإسلام ويضاده في إعلاء الموسوعة من شأن الفرق الشاذة المرتدة والمبتدعة وتصوير التأريخ كأنه تاريخ (الإسماعيلية والمعتزلة و الخوارج و المنافقين وغيرهم ، ويتضح ذلك من ذكر ستة وثلاثين عالم للإسماعيلية وستة وخمسين عالم للمعتزلة ومائة وأثني عشر عالماً للصوفية بينما ذكر للسنة اثني عشر عالماً صنفتهم تحت علماء الكلام بينما الأولى بعلماء الكلام المعتزلة وكان الأولى أن يدرج علماء الصوفية تحت علماء السنة ويذكر علماء السنة الجهابذة الذين هم بالألف والذي يظهر انحراف أصحاب الموسوعة وجفائهم للإسلام في امتداده الأصيل أهل السنة والجماعة وأغرب الغرائب أن ذكر ستة وثلاثين عالماً للإسماعيلية وقد ناقش بعض المشاركين في وصف أروى بنت أحمد بأنها من العلماء والصواب كيف يوصف بالعالم من ليس له أثر، ولاندري لماذا اليساريون لايكرهون إلا الإسلام الحق في تياره العريض تاريخياً وواقعياً أهل السنة والجماعة بينما يتغنون بكل شاذ ويعلون من كل وضيع .

خامساً - أدمجت كل العلوم الإسلامية في المحور الفلسفي إدماجاً قسرياً أخل بمصدرها الإلهي وبمنبتها الإسلامي الخالص .

سادساً- طعنت في الكثير من العقائد والتشريعات والوقائع الإسلامية ونفي إسلاميتها كما ورد في الصفحة (40) في نسبة أو جعل اليمن كمصدر للتشريع والمعاملات الإسلامية،وهذا فيه طعن في التشريع الإلهي ونسبته إلي البشر والله تعالى يقول في محكم كتابه " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله "كما تطعن في نية المجاهدين وفي هدف الجهاد الذي هو أعلاء لكلمة الله وأخرج الناس من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ومن ظلمة الكفر إلي نور الإسلام ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ,وتفسيره تفسيراًمادياً يتفق والرؤية الماركسية كما يتضح في الصفحة (39)الذي يجعل سبب الفتوحات هو "طموح أهل اليمن لفتح فارس والروم كرد فعل سياسي " هذا إلى جانب أخطاء كثيرة فكرية ولغوية وتاريخية نأمل أن تجد من القائمين على مشروع الموسوعة صدراً رحباً يتسع لمثل هذه الملاحظات والتنبيهات وينتج عنها توجه إيجابي لإعادة النظر في المشروع وصياغته وتوضيح رؤيته وهدفه ومنهجه حتى لا تذهب الجهود سدي وتخرج ركاماً من الأوراق المتضاربة المتضادة المجافية للحقيقة .

* وأخيراً:

وفي النفس حاجات وفيك فطنة سكوتي جواب عندها وبيان

*باحث وكاتب إسلامي

رئيس قسم اللغة العربية- كلية الآداب- جامعة إب

 
في الإثنين 10 يناير-كانون الثاني 2011 04:41:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=8732