نبض الضمير
علي بن عبدالله

لا تعف عن أهل الدناءة لن تجد

في أرضهم كلأً ولا ريحانا

وإذا كبا يوما جواداً فارعوي

أن يلق منك مذلةً وهوانا

من يكرم الكرماء في ساحتهم

يبني بحبة بقلبهم بنيانا

أو يرفع الشرفاء حين تعثرت

أقدامهم سيسودهم أزمانا

لكنَّ عفوك عن ظلوم فاسد

يغريه حتى يستطير هوانا

وإذا رأيت الظالمين تجرؤوا

فأقم على أعناقهم ميزانا

والجهل إنْ عمَّ الفساد منافعٌ

والحلمُ عنه يزيده طُغيانا

والصمت وكرٌ للفساد وأهله

يخفيهم فتراهم رُهبانا

عبثا نئن وليس يعني صمتنا

إلا معاول تهدم الأركانا

شعبٌ يفرقه الأنين كريشة

جوعى بجسم ناحل بردانا

يمنٌ يمزقه الفساد وتصطلي

جنباته فتأججت نيرانا

وطنٌ تغلغل فيه فقر مدقع

وبه علونا منزلاً ومكانا

لا يُذكر اليمن السعيد بمعزل

إلا وفقر جبينه عنوانا

وطني ووجه المفسدين كعملة

طُبعت بلون عنائنا ألوانا

وطني الثراء يحدُه ويلفُه

منْ كل صوبٍ يلتقيه عيانا

يمنٌ توحد نبضُه ودموعُه

ميلادُه لا يرتضي فرقانا

ستذوب فيه جراحه وأنينه

بتآلفٍ ونصوغ منه عُلانا

علمٌ يرفرف في الدماء بوحدة

يبقى العدو بكيده حيرانا

يمنٌ يردد في الصباح نشيده

فتردد الدنيا له ألحانا

لن نجعل الدنيا تصول بأرضنا

يا كاتب التاريخ ليس سوانا

وتقوده آماله ونضاله من

خلفه عبر الزمان بيانا

لم يخش طاغوتا وإن لصبره

حدا فإن بلغ الزبى أجرنا

حزبٌ تعتق بالخداع وقد غدا

إبليس من أفكاره خجلانا

حزبٌ تغذى بالرذائل بعد أن

نفض الفضائل فانتشى عريانا

سيبدد الفجر القريب دموعنا

بشعاعه ويبثها اطمئنانا

ونقول لا للخائنين وألف لا

للعابثين بمجدنا أزمانا

شعبٌ أبيٌ سوف يخلع صمته

ويحوكه بنضاله أكفانا


في الأحد 30 يناير-كانون الثاني 2011 04:26:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=8935