مظاهرات المعارضة في جنوب المريخ
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

قرأت في العدد الماضي من "الغد" لقطة في الصفحة الأخيرة عن قناة (سبأ) الفضائية التي ترفع الضغط وقد تعجبت كثيرا وكأن بقية القنوات الرسمية لا ترفع الضغط ولا تسبب أمراض القلب وتصلب الشرايين شأنها شأن التبغ والتدخين!!.

وقبل عدة أيام شاهدت وأنا أتابع الأخبار وقد وافق مروري على فضائية اليمن مظاهرة مؤيدة للسلطة ويبدو من هيئة المتظاهرين أنهم طلاب أجبروا على الخروج وعساكر لبسوا مدني وخرجوا بأمر عسكري أما مظاهرات المشترك وبقية جماهير الشعب الكادح الذين يخرجون بالآف يوميا والتي تتجاهلها الفضائية والإعلام الرسمي وكانها تحدث في عالم آخر ربما في جنوب المريخ فسوف تبثها الفضائية اليمنية قريبا عندما يدخل الجمل في خرم الإبرة!!.

الرأي الآخر ملغي تماما في فضائية اليمن التي تمول بمئات الملايين من قوت هذا الشعب المغلوب على أمره وأتذكر ذات مرة أنني غضب الله علي وشفت قناة اليمن فوجدت فيها ندوة عن " تحديد سن الزواج" أيام كان الجدل محتدما فقلت: سأشاهد الندوة وأخرج بالرأي السليم طالما هناك نقاش علمي راقي وقد فوجئت بكل المناقشين هم من المؤيدين والداعين لتحديد سن الزواج ب18عاما أما الطرف الآخر فليس له وجود وكلهم يسألون ويجيبون على أنفسهم ويحاورون بعضهم في مشهد كوميدي يبعث على ضحك كالبكاء وبعد الندوة اتصلت بأحد الإداريين في التلفزيون وعاتبته فقال لي: أنت تظن أن لنا سلطة وصلاحية في اختيار الضيوف يحدد الضيوف وزير الإعلام أو الأمن السياسي أو القومي أو أحد من آل البيت الرئاسي أو الرجل الكبير بنفسه.انتهى كلامه أعانه الله.

والغريب والعجيب في فضائية اليمن التي يدخلها المذيع خائف على حقيبته والمذيعة خائفة على حقها البالطو أن لها سياسة غريبة وهي كلما زادت المشاكل في البلاد وتفاقمت الاختلالات الأمنية كلما بثت الاحتفالات والأغاني الوطنية والرقصات الشعبية بكثافة وكأن شعار الخبرة "غني عليها تنجلي" كما كان شعار المراهقون قديما "دخن عليها تنجلي"!!

فبدلاً من مناقشة قضايا البلاد بشفافية وصراحة تمارس الفضائية التغييب والتضليل والمسخ الإعلامي وتدخل حالة من الموت السريري طالما والقائمون عليها موظفون مسيرون يعملون بالريموت كنترول كأنهم رجال آليون والذي يوجههم رجل الكهف المحنط والذي يعيش بعقلية خادم الفرعون في عصور الفراعنة بل إن خدمة وسحرة فرعون كانوا أكثر جرأة وتحررا عندما اتبعوا موسى ونهجه حينما ظهرت لهم البينة وحالة فضائية اليمن والإعلام الرسمي بشكل عام تذكر بحالة الإعلام التونسي أيام زيت العابثين بن علي كثر الله من الهاربين أمثاله لكن السؤال الذي أوجهه هنا لحسين باسليم وهو : هل أخذ الرئيس التونسي معه لحظة مغادرته المسئول على التلفزيون أم لا ؟!!

وفي الختام أحب أن أؤكد حتى أكون منصفاً على أنني كتبت المقال مرتديا نظارة بيضاء ولذا أقول: ستظل فضائية اليمن ذات فوائد لا تنكر ومن فوائدها أنها مصدر تخويف وتهديد فالطفل الذي يعصي والديه يعاقب بمشاهدة فضائية اليمن والمرأة التي تعكنن على زوجها وتزيد بها ترغم على مشاهدتها كما أن التعذيب بمشاهدتها في قاعدة جوانتناموا جاء بثمار طيبة فكل شخص عُذب بمشاهدتها لساعات أعترف بكل ما يطلبون منه ولسان حاله: الإعدام أهون من مشاهدة فضائية اليمن.!! 

وإنني في هذا المقام أتحدى أن يأتيني أحدا بشخص يشاهد الفضائية اليمنية باستمرار ونذهب به إلى طبيب نفسي ونفحص قواه العقلية وحالته النفسية وإذا ثبت أنه سليم تماما فاقطعوا يدي هذه التي تكتب وعلقوها في باب اليمن والله على ما أقول شهيد. 


في الإثنين 31 يناير-كانون الثاني 2011 07:52:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=8953