شباب مصر يصنعون الغد
د. عبدالله محمد الشامي
د. عبدالله محمد الشامي

قبل أي كلام في الموضوع،فلا بد أن تنحني رؤوسنا تقديرا واحتراما لأولئك الشبان والشابات الرائعين الذين تقدموا الصفوف ورفعوا رايات الغضب النبيل،فانتشلونا من هوة اليأس الذي تلبسنا حتى بتنا نرى المستقبل بائسا ومظلما ،نرى فيه العالم العربي غارقا في نوم عميق بانتظار التغيير الذي إن حدث يوما فلم يكن مصدره الشعوب العربية، بقدر ما كان مصدره إما خارجيا أو داخليا مدعوما من الخارج ،والذي لم يزد الشعوب العربية إلإ تخلفآ ،وظلمآ ،وقهرا ،اشد مما كانت عليه في عهود سابقه .

لذلك نشاء جيل محاصر بالظلم ،والاستبداد، والتخلف،والفقر،والفساد،وهو يراء العالم أمام عينيه يحقق قفزات حضاريه غير مسبوقة في حقول عديدة .وما النظام المصري إلا تجسيد حي وصوره معبره لباقي الانظمه العربية الذي أدمنت الفساد والظلم والعمالة والمتجاره بقضايا الامه ،فما اختطه النظام المصري من أساليب وطرق لإحكام السيطرة على الشعب المصري ،نجده مصدر الهام لباقي الحكام ،وليس أدل من ذلك شيوع ظاهرة التوريث ،والتزوير المنهجي للانتخابات على نطاق واسع ،أو عبر نسج تحالفات واسعة مع طبقة رجال الأعمال والذي خلق حالة فساد غير مسبوقة في العالم العربي ،عمقت من التفاوت المريع بين الطبقات،او من خلال سياسات التجهيل للتعليم ،وتسخير الإعلام لتجميل الانظمه ،او لتشويه المخالفين .

وفي ظل واقع كهذا خرج جيل من رحم المعاناة ،وبداء يشق طريقه إلى دنيا التغيير بثبات وعزيمة، مما يؤشر ان زمانا قد انتهى وزمانا ثانيا على وشك ان يبدأ بمرحله تاريخيه كامله ستطبع تاريخ العالم العربي المعاصر، جيل له أدواته الذي تمردت على كل أساليب القمع والخنق الذي مارسه النظام المصري،فكانت انطلاقة الشباب المصري الذين اتو من رحم الغيب بعد ان اخذ منهم اليأس كل ماخذ فإذ بنا امام جيل فريد في رؤيته ، عميق في وعيه وافكاره ومطالبه ،وقد لاقهم في ذلك قوى شعبيه جراره كسروا كل الحواجز، والقيود،وخرجوا الى ثوره حقيقة تطالب بتغيير كامل يتجاوز كل الأطر التقليديه من أحزاب وتنظيمات سياسيه ذات الحسابات السياسيه الضيقه،كما يتجاوز كل مذهب وعقيده او تيار او تنظيم سياسي ، ويتجاوز الأشكال والأساليب التقليديه في الاعتراض ضد النظام ،الذي اذلهم ،وضد السلطات الفاسدة والخائنة الذي دفعته الى الجدار الأخير ، فقرر إطلاق صرخته المدوية، التي دخلت اسبوعها الثالث ، وهذا سر المفاجأة التي أدهشت الداخل قبل الخارج ،وهو ما يثبت ان ألامه العربية مجددا ليست جامدة التفكير ،كما حاولت الانظمه العربية تصويرها ،الى ان جرت إرادة المولى نحو تكريس الحق ورفع الظلم الذي وصل الى حد التجبر.

إن ما يجري اليوم في مصر سيحدد مستقبل الامه العربية والشرق الأوسط برمته،فالمشهد العربي والإقليمي والدولي ينهار، والنظام السياسي العربي المريض يهتز،والكيان الصهيوني يفقد ثقته بانجازاته،فالحجر الذي قذفت في المياه الراكدة تفعل فعلها ولن تتوقف الأبعد ان تأتي على كل عروش الطغاة .

Alshami20032000@Yahoo.com


في الأربعاء 09 فبراير-شباط 2011 04:40:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9053