البلطجة السياسية 2
يحيى محمد الحاتمي
يحيى محمد الحاتمي

لم يجف حبر مقالي السابق حتى توالت الاحداث تباعا متأثرة بما حدث من نصر للثورة المصرية , برغ عناده الفرعوني سقط الطاغية وانتصرت ثورة الشباب , ردود الافعال اتت سريعة سواءا عربية او عالمية وخرجت الشعوب العربية المغلوبة على أمرها الى الشوارع في ارجاء الوطن العربي , محتفلة برحيل طاغية أذل الامة العربية وتاجر بدماء وشرف العرب , مستبشرين بقرب رحيل بقية الطغاة اللذين فرقوا الامة العربية , لكن ثورة الشباب المصري أعادتل للامة العربية وهجها من جديد واحيت فيهم الامل بقدوم فجر جديد واعادت تلاحم الامة بل واكدت ترابط الشعوب ويتجلي ذلك من خلال مسيرات التاييد التي خرجت في كل الاقطار العربية وبما ان اليمن عضوا في هذا الجسد العربي فقد خرج الشباب وبشكل عفوي لتأييد الثورة المصرية وهنا بدات اللطجة السياسية وعلى ما يبدو فإن الدرس المصري لم يفهم جيدا أو ربما مسئولينا بحاجة لدرس خصوصي .

فما ان خرج الشباب الى الشوارع تاييدا لثورة الشباب في مصر حتى بدأت حشود ما يسمى المؤيدين تتقاطر على ميدان التحرير وهذا أمر مشروع فحرية التعبير والرأي مكفولة , وللجميع الحق في التعبير عن آرائهم , لكن سرعان ما إنقض المؤيدون على المعارضين بالاسلحة البيضاء والهراوات والاحذية كما يقول شهود عيان .

وأحتل المؤيدون ميدان التحرير خوفا من تكرار السياريو المصري , بعدها حاول المتظاهرون التوجة نحو السفارة المصرية فكانت جحافل الشرطة لهم بالمرصاد , وتم اختطاف عشرة أشخاص وإقتيادهم الى مكان مجهول بحسب (هيومن رايتس ووتش )ومازال مصيرهم مجهول .

صبيحة السبت توجهت مظاهرة شبابية من جامعة صنعاء صوب السفارة المصرية لكن هراوات المؤيدون كانت لهم بالمرصاد . لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل قام بعض البلطجية بالتعدي على أصحاب المحال التجارية واجبارهم للخروج تأييدا للرئيس . بعض المؤسسات الحكومية أجبرت موظفيها على الخروج ومن يتغيب يخصم علية خمسة عشر قسط والبعض هدد بستة أقساط ., وبدلا من صرف مكىفأت لتحفيز الموظفين يهددوا بخصم الراتب كي يزيد الطين بله ويتولد الحقد على النظام ويزيد من الاحتقان .

اموال تصرف على المؤيدون المخيمون في ميدان التحرير , ومؤيدين يتقاتلون على الغداء والقات , والمؤسسة الاقتصادية متعهدة بالولائم يوميا , همس هنا وهناك ...يالله نغنم الدولة هذه الايام ... بعد صلاة الظهر في أحد المساجد .. أصوات تتداعى ( هيا ... هيا...قبل يتموا الغداء والقات ...أينه ؟؟ في ميدان التحرير ...) العمال والمقاوته والمساكين .... مطعم بلاش .

تصرفات همجية , وقرارات لا مسئولة إتخذها مسؤلون ليس لديهم أي احساس بالمسئولية , اهدار للمال العام ...البنك المركزي مناوب عاى مدار الساعة ..شعارات تخوينية , قيادات بلا وعي ,ردود أفعال غير محسوب عواقبها , كل ذلك زعما أنه من أجل الرئيس ... لكن الحقيقة أن هؤلاء غوغائية دفعت بهم قيادات غير رشيدة داخل المؤتمر والحكومة , قيادات افرزتها انتخابات 2006 م إعادة الهيكلة للمؤتمر , البعض من المؤلفة قلوبهم وبعض المتنفعين.

قيادات تسعى لتأجيج الوضع وإدخال اليمن في فتنة غير معلومة العواقب , لأن الازمات في قواميسهم مصدر ربحي كبير , وإن كان على حساب الوطن .

انتخابات إعادة الهيكلة :

مطلع العام 2006م تقريبا تم اجراء انتخابات إعادة الهيكلة داخل المؤتمر الشعبي العام , الهدف منها رفد المؤتمر بقيادات وكوادر جديدة منتخبة من القواعد وتحظى بالقبول , لكن صراع الاجنحة داخل المؤتمر حال دون ذلك, جناح الصقور ( باجمال - الراعي - البركاني ومن حالفهم ) طغى وتغلب على جناح الحمائم والعقول( الارياني - ابو راس - العليمي ومن والاهم ) فقد عمد الصقور الى ترجيح كفتهم وتصعيد الموالين لهم على مستوى المراكز والفروع مستغلين استحواذهم على القرار والمال داخل المؤتمر.

في هذا السياق أذكر مثالا وبدون ذكر التفاصيل انتخابات فرع محافظة صنعاء , محمد بن ناجي الشايف يقوم بفرض الحاوري بدون اقتراع بحجة توجيهات عليا .... ضجة القاعة .. خرج الجميع احتجاجا على طريقة الفرض بدون اي أعتبار للحاضرين ... في نفس اليوم اجتمعنا في منزل الشيخ عبدالعزيز الغادر أكثر من 28 شيخا من مختلف مديريات المحافظة وأصدرنا بيانا ورسالة الى الرئيس والذي بدوره كلف لجنة للفصل في القضية .. ولكن اللجنة ...... وأصبح الحاوري قدرا مقدورا .

هذا مجرد مثال وعلى ذلك فقس في بقية المحافظات , تيار جديد صعد الى مراكز القرار البعض من الؤلفة قلوبهم كانوا في أحزاب أخرى فأصبحوا من قيادات المؤتمر , منتفعين يسعون الى المال والسلطة ,ليس لديهم أي خبرات تنظيمية .

بينما أقصي جناح الحمائم والعقول التنظيمية الحكيمة . ومازال المؤتمر غني بكوادره الوطنية لكن أصواتهم خبت .. وأعتلى صوت المهرطقين والغوغاء ؟؟؟ والدليل من الذي أفشل خارطة الارياني ؟التي توافق عليها المؤتمر والمشترك .

لذا فهذه التصرفات الحمقاء واللامسئولة ودفع الناس للتقاتل والتناحر هي نتيجة حتمية لانعكاسات ما أفرزته إنتخابات إعادة الهيكلة من عقليات عقيمة تتصرف بهستيرية دون استفادة أو أخذ للعبرة من دروس سابقة , خوفا على مصالحها الشخصية وخدمة لأهداف وأجندات خاصة وليس خدمة للرئيس .

يريدون ان يثبتوا أنهم يسيطرون على الوضع ... والجميع يعلم أنه لولا المال ما حضر معهم أحد , لانه مجرد ضواهر صوتية بلا قواعد .. أغلقوا ابوابهم أمام الناس وتقوقعوا على أنفسهم ... إنهمكوا بملئ الجيوب وأغفلوا مصالح الشعوب .. قربوا منهم الشلل وأبعدوا قادة الرأي والتأثير .

الشيخ عبدالله محمد الفرجي من المشايخ المؤثرين في مديرية نهم , أكثر من 25 سنة غرم للمؤتمر والان ..أين ؟منذ أكثر من سنتين ونحن نحاول الحصول على منحة من التعليم العالي لابنه ولكن دون جدوى .. مع أن معدله تسعينات والسبب على مايبدو أن أسمه ليس فيه با....... .

يا هؤلاء لقد أهلكتم الحرث والنسل وأفسدتم البلاد والعباد , ونهبتم الثروات , وصادرتم الحقوق والحريات , وكممتم الافواه ... والان نفد صبركم منا وتسعون للخلاص منا تريدون وضع الشعب بكامله تحت رحاكم يطحن بعضنا بعضا وانتم تتفرجون . لكنكم لن تفلتوا .

رحم الله يحيى المتوكل والشيخ مجاهد أبوشوارب والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ما أحوجنا اليهم اليوم .

وللانصاف موقف حكيم لرئيس الدائرة العاشرة في المؤتمر حامد فرج وهو يحاضر بعض الشباب ( التزموا الهدوء وحافظوا على الافراد والممتلكات ول تعتدوا على أحد ,,قال له البعض وان إعتدوا علينا ؟ انهم يقولون أنها سلمية ونحن سنكون سلميون أكثر منهم ) هذه هي المواقف المسئولة الحريصة على أمن الوطن .

اليمن والطوفان القادم :

إن مشكلتنا الاساسية في البلاد العربية أن الحكام إعتادو على نمط معين من التقارير المضلله والكاذبة واعتمدوا على بطانة سيئة (( وكل شيئ تمام يا فندم )) بعد سماعنا لخطاب التنحي لحسني مبارك سمعنا باجتماع طارئ لمجلس الدفاع الاعلى واتجهت الانظار صوب ماسيسفر عنه الاجتماع .. تعددت الاراء لكنها اتفقت على مضمون واحد . أن القرارات الليلة ستكون قوية خاصة بعد تنحية مبارك ..واستجابة لمتطلبات الواقع , لكن الذهول اصاب الجميع بعد سماع بيان الاجتماع . قرارات لم تلبي الحد الادنى من المتطلبات , وكأن ماحصل في مصر لم يحصل .

فبينما اليمن اليوم يتجه نحو منعطفات خطيرة والمؤامرات تحيط به من كل جانب , الحوثيون يتمددون ويبسطون نفوذهم وبدأو تصفية الحسابات مع القبائل في ظل غياب الدولة الكامل وعجزها حتى عن ممارسة واجبها وتلجا الى قطر لتعطيها حقها من الحوثيين .وكذلك الحراك الجنوبي في الجنوب يتحين الفرصة المناسبة للانفصال , ملفات الارهاب ... القرصنة على مياهنا الاقليمية .. الوضع الاقتصادي المزري ........... الخ والمؤتمر وحكومته في الوسط يقمع المظاهرات ويكمم الافواه ويضرب الصحفيين ويعتقل الناشطين .. يجيش المرتزقة لقمع الشعب بعضهم ببعض ,نهبوا المال العام باسم المظاهرات وكل شي تمام يافندم .

فخامة الرئيس يشهد الله أننا لك ناصحون مخلصون وعلى اليمن مشفقون ومن الفتنة خائفون والامر بيدك والكرة في ملعبك ... وأعلم أن طوفان التغيير قادم ولايمكن لاحد إيقافه أو تحديد مساراته او حصد نتاجاته ولكن يمكن التخفيف من حدة اندفاعاته وكوارثة ... ولا يتأتى ذلك الا بسرعة الاصلاح والتغيير فعامل الزمن مهم فمطالبنا تتغير كل يوم وسقفها يرتفع يوما بعد يوم وكلما تاخرت كلما زاد سقفنا ..... وعيك التخلي عن المؤتمر وقيادته الفاسدة اللذين أصبحوا عبأ عليك لا عونا لك , يتدثرون بعبائة الرئيس ويختبؤن وراء ظهره ,فأنت رئيس لليمن وليس المؤتمر .

وعليك التخلص من الاصنام التي حولك فلم يعد لها اليوم مكان هرمنا ولم يهرموا ووشاب شعرنا ولم نرى شيبا عليهم ( ربما هم يصبغوا ) لكن المهم أننا لم نعد نحتمل وجودهم امام أعيننا منذ رأينا النور .

فخامة الرئيس دع التاريخ يسطر حياتك بماء الذهب , جنب البلاد الفتن والمحن فالاخطار محدقة والمتآمرون يتربصون و ووضعنا لم يعد يحتمل الانتظار ,, والخيارات بيدك ومازال بإمكانك الاصلاح والتغيير ,, لكن أسرع أسرع أسرع اليوم وليس غدا . مالم فالطوفان قادم طال الزمن أو قصر ولن يوقفه أحد ,, ولا نريد أن نسمع فيك ما سمعناه في مبارك .اللهم هل بلغت اللهم فأشهد .

أحزاب الورق وثورة الساعتين :

جماهير ثااااائرة تتقاطر على صنعاء من كل حدب وصوب ..... الانتشار الامني المكثف ... الحرس الجمهوري في كل مداخل العاصمة .... المدرعات في الشوارع ....المؤتمر يشتري الذمم من المال العام .... التقارير تحن وترن .... المشترك يشحذ الهمم بلاش ... التوتر يسود الشارع .. أجزم أنه ولا مسئول نام تلك الليلة حتى الرئيس .

الصباح حشود كبيرة ..... الرئيس يتفرج من فوق ..... ضرائب القات ممنوعين من التحصيل عشان القات يرخص ....

نعم للتغيي..... نعم للاص..... يسق...... أأووووه القات رخيص اليوم ..... ثورة ساعتين .... الجميع في سوق القات .


في الخميس 17 فبراير-شباط 2011 11:18:35 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9155