من مآثر الصالح عجّل الله فرجه
نائف مناع
نائف مناع

أنتقلت عدوى الثورات الشعبية كالنار في الهشيم حتى عمّت أغلب الدول العربية ولم يُستثنى منها تلك الدول التي يكون فيها نظام الحُكم ملكي لعائلة لم تقتدي بتلك العائلات الملكية الحاكمة في دول اوروبا لضمان دوام بقاءها عائلة ملكية ليس لها علاقة مباشرة بالحُكم على الشعب وإنما عبر قنوات حكومية ودستور به يتم حُكم البلاد وتُمارس الحكومات عبره سياساتها ...

وفي اليمن السعيد الذي غادرته سعادته بما جنى عليه أبناءه بعقوقهم التي لم يتوبوا عنها ولم يقومون بإصلاح ماطاله عقوقهم لعدم خوفهم من الجزاء والحساب الذي سيطالهم عاجلاً أم آجلاً ، حيث لازالت هُناك فُرصة مُتاحة لأولئك العاقِّين كي يقومون بالبِر تجاه أوطانهم كي يستعيد اليمن سعادته في حال أن تنّحى الصالح ورفاقه عن الحُكم وتسليم السُلطة سلمياً دون الحاجة إلى تكرار نفس السيناريو الذي يُمارسه المجنون القذافي في ليبيا الحُرّة وشعبها الكريم ...

في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء تحتل الخيام بكافة أحجامها تلك المساحة حيث الشباب بطاقاتهم المُتأججة وأفكارهم النيِّرة وإرادتهم القوية للتغيير لضمان مستقبل أفضل لليمن وأبناءه في شتى أصقاع الأرض ، في تلك الساحة نُشاهد اليمن بكافة فئاته وطوائفه ومناطقه وجميع الفئات العُمرية حيث التلاحُم والمحبة والتعاون والتواصل والتآلف والتآزر والإيثار وحُب الغير حيث يتجلى لنا الإيمان بأسمى معانيه ...

الجميع هُنا يجمعهم شيئاً واحداً لاشريك له يتجلّى لنا ذلك الشئ ويظهر رويداً رويدا لأنه السبب الذي جاء الجميع من اجله وهو القضية التي يحملها الجميع في ملف غير قابل للمساومة أو التفريط فيه مثلما يحدث في أروقة المحاكم ويُفرِّط القُضاه فيه ، تلك القضية إن لم يتبناها الجميع فهو خالي من الوطنية والولاء والحُب والإنتماء وليس سوى عاقّ بعقوقه تلك يقوم بوأد تلك القضية ودفن ذلك الملف في التُراب كي يبقى وحيداً يواري وجهه كي لايرى الغير سواد وجهه الكظيم ...

إن تلك القضية الوحيدة وذلك الشيئ الذي لاشريك له ليس سوى اليمن ، نعم إنه اليمن الذي جاء جميع من في ساحة التغيير بصنعاء من شتى مناطق اليمن من اجله ، في الوقت الذي يناضل الجميع في ساحات المحافظات من اجل اليمن لازال الزعيم الصالح – عجّل الله فرجه – ونظامه وبلاطجته - العسكريين والمدنيين – يقومون بمناورات شتّى الغرض منها وأد تلك القضية وتمزيق ذلك الملف الذي يحمله جميع من ينبض بداخله حُب اليمن ، إن وأد تلك القضية وتمزيق الملف من قبل الصالح ونظامه ليس سوى الحفاظ عليه كما يزعمون من خلال سياسات عقيمة وخطابات رنّانة يقتات عليها الشعب اليمني لم يتحقق منها شيئ ...

ومن باب إنصاف الزعيم الصالح ونظامه بسياساته العقيمة يجب أن نقوم بسرد بعض المآثر التي لن ينساها جميع من يخفق بداخله حُب اليمن وسيحفظون تلك المآثر لذلك اليسوع الصالح الذي اختاره وأصطفاه الله سبحانه وتعالى كي يكون خليفته في أرض اليمن السعيد ، فقد عمّ خيره البلاد وساد العدل بين العباد وإلى بعض تلك المآثر التي حباه الله بها ولم يبخل بها على البلاد والعباد :-

- إستيراد الديموقراطية من أمريكا – مقابل رسوم تُدفع سنوياً للحاكم ونظامه - وجعلها آلية تُستخدم في كُل أرجاء اليمن السعيد وتطبيقها للتعبير عن قيم الحُرية والعدالة والمساواة وإستيعاب جميع الأفكار والإختلافات الناتجة عنها في المجتمع اليمني وتوفير الفُرص للجميع دون تمييز مناطقي أو طائفي أو عُنصري ، وجعل تلكـ الديموقراطية نظام فيه يتم إحترام حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته وإعطاء حقوق مُتساوية مع الآخرين ...

( أتضح للجميع بأن المُشكلة ليست في تلك الديموقراطية التي تقوم أمريكا بتصديرها وإنّما تكمن المُشكلة في من يقوم بتطبيق تلك الديموقراطية ، ولذا ينحصر الخلل في القوى السياسية التي ليست سوى الحاكم ونظامه )

- تعميم ثقافة الفساد لتتجاوز القوى السياسية مُتّجهة صوب الشارع لتشمل الجميع دون إستثناء ومن لم يكن فاسداً فهو يساعد في الفساد بشتى الطُرق أدناها السكوت عنه وهو دليل الرضى والقبول ، وبذلك التعميم يستحيل مُحاكمة الفاسدين ووضع الفساد في قفص الإتهام فلربما تم تبرئة الفساد بصدور حُكم التبرئة من قاضي فاسد ...

- توحيد الشطرين بجهود من الطرفين دون تجيير صناعة الوحدة لفرد وحيد ليس سوى الصالح ونظامه كما يدِّعي البعض ، يمن واحد دون شطر وتشطير تم توحيده بشطارة ولكن بعد عشرون عاماً من النهب والسلب والظُلم والتمييز المناطقي من قبل النظام الفاسد ... هل ستظل الوحدة دائمة على أرض الواقع أم أن الوحدة ليست سوى في الخطابات اللامحدودة والكلمات الرنّانة والشعارات الزائفة التي لايُراد بها سوى الباطل ...

- الأمن والإستقرار نعمتان محسودتان ، فرغم إستحواذ وزارتي الداخلية والدفاع على نصيب الأسد من إعتماد الموازنة العامة للدولة إلا أنّ الأمن يشكو من عدم إستتبابه ، فالدولة بوزارة الداخلية المُناط بها الحفاظ على الأمن والإستقرار وطيلة سنوات حُكم الصالح - التي تساوى عددها بعدد سنوات حياة المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام – لم تتدخل لحل نزاع بين أطراف مُتنازعة ليبقى الأمن في غيبوبة حتى إشعار آخر ، بل يتضح أن سياسة التفريق بين الأطراف المُتنازعة تُساهم الدولة في إذكاءها وبقاء فتيلها مُشتعلاً دون إنطفاء من خلال الدعم لأحد الأطراف ضد الطرف الآخر ...

- عدد قتلى الإرهاب المزعوم من قبل النظام اليمني الفاسد لم يتم حصره وعدّه ولكن الكثير ذهب ضحية ذلك الإرهاب فيكفي أن يتم قتل 62 إنسان في يوم واحد بقصف طائرة في المعجلة ، وعدد قتلى حرب صعدة رغم أن الأرقام تفوق ذلك العدد فهم 2871 قتيل يمني وعدد المُشردين 70000 شخص ...

- الصحة التي يحسدنا الجميع عليها ، فالمباني الفخمة لمستشفيات حكومية لم يتوافر فيها مايبحث الكثير عنه في أزقتها وأسِّرتها البيضاء ، فالصحة تكاد تكون عدم في تلك المباني الفخمة ، حيث لم تمنع تلك المباني الموت من زيارة الكثير من مُرتاديها بسبب أخطاء طبية يرتكبها الكوادر المتواجدة فيها ، ولم تمنع الكثير من السفر للخارج بحثاً عن الصحة المفقودة رغم ما يُنفق عليها من مبالغ طائلة يعود الفضل في المبالغ والأدوية لتلك المساعدات والمُنح التي تأتي من الخارج ، ففي مطار القاهرة تم إطلاق مُسمى طائرة العيانين – المرضى – على الطائرة اليمنية القادمة من اليمن لأن جميع ركابها مرضى يبحثون عن الصحة التي غابت في اليمن السعيد ...

- من مآثر الصالح – عجّل الله فرجه – ونظامه الفاسد أن وضعوا اليمن في الصدارة ، وبكل فخر وإعتزاز فإن اليمن يتصدر قائمة الدول الأكثر فقراً وفساداً وإرهاباً وهجرة أبناءه للخارج – من أجل لقمة العيش - رغم الثراوات التي يزخر بها اليمن وحجم الإيرادات التي تدخل خزينة الدولة ورغم حجم المساعدات والهبات والمُنح والتبرعات والصدقات والحسنات التي تأتي من الخارج طيلة حُكم الصالح التي وصل عددها ثلاثة وثلاثون عاماً ...

- مؤسسة الصالح الخيرية وجامع الصالح سيصبان عؤائدهما من الحسنات في أحواضه ليلقى الله سُبحانه وتعالى بحسنات كجبل نُقم والجبال المُحيطة بصنعاء كفيلة بأن تنسف ما فاضت به أحواضه الخاصة من ثروات اليمن التي أستأثر بها له ولمن تقرّب إليه بنسب وقول وعمل ، فهو سيظهر أمام الله سُبحانه وتعالى بأثواب الملاك والقدِّيس ببناءه ذلك المسجد الذي يظن بأنه سيجعله في عداد القدّيسين والنُسّاك والأولياء الصالحين ...

قبل الختام يجب أن يعلم البعض بأن الإعتصامات الشبابية في ساحات المحافظات اليمنية تطالب برحيل الصالح ونظامه ليبقى لهم الشرف والسبق دون غيرهم من السابقين في تلك النِسب التالية :-

46% نسبة الفقر ، 35% نسبة البطالة ، 42% نسبة ممارسة الفساد الإداري في الوظيفة العامة باليمن ، 82.7 الفساد في القطاع الحكومي ، 50% نسبة الرشوة ، 46.3% نسبة الوساطة ، 33.6% نسبة الإختلاس ، 26.3% نسبة الإبتزاز ، 15.2% نسبة التزوير ...

كُل تلك النسب ولايزال الصالح ونظامه يتشبثون بالكُرسي والحُكم من خلاله ، مُتناسين ومُتجاهلين تلك الإعتصامات التي عمّت اليمن والتي تُطالب بإسقاط النظام من اجل إستعادة إبتسامة الشعب اليمني وعودة سعادة اليمن ليبقى اليمن السعيد سعيداً حقيقة لا مجاز ...


في السبت 12 مارس - آذار 2011 09:17:52 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9425