الشعب خلاص أسقط النظام
احمد طه خليفة
احمد طه خليفة

لم يعد يهم كثيرا أن يعلن النظام السابق الطوارئ أو لا يعلنها فلقد كان الشعب يعيشها فعلا ولا دستورية أو قانونية لها لأن كل ما كان يحدث من تصرفات النظام السابق لم يكن دستوريا ولا قانونيا ولم يعد هذا النظام يمتلك أي شعبية أو شرعية لأن الثورة قد أفقدته تلك الشعبية المكذوبة أصلا والشرعية المغتصبة بالتزوير والتلفيق والجبروت ونهب المال العام واستنزاف مقدرات الدولة وبيع ثرواتها والتنازل عن كرامة أبنائها وسيادتها..

لم يعد الشباب يخشون شيئا فلقد تجاوزوا كل ما كان من سبقهم يخشونه في حياتهم فلقد خرجوا وهم يحملون أرواحهم على أكفهم وقدموها هدية لهذا الوطن تختطفها رصاصات قناصة القتلة المأجورين للنظام السابق .. لقد حققوا الوحدة التي أضاعها النظام السابق وبنوا جسور التواصل بين كل فئات وطوائف ومناطق وقبائل اليمن تلك الجسور التي فشلت ثورة سبتمبر وأكتوبر في تقويتها وعمل النظام السابق على تدميرها..

أما النظام السابق وأنا حريص على تسميته بالسابق لأسباب لعل أقلها أنه سواء رحل أم لم يرحل فلم يعد هو هو ولمن نعد نحن نحن ولم تعد الأمور والظروف المحيطة هي هي.. أقول أن هذا النظام لم يعد معه أي ورقة يلعبها سوى ورقة الفوضى والتخريب التي كان يهدد بها الناس إما أنا وإما التخريب والفوضى وكأنه والفوضى والتخريب وجهان لعملة واحدة هي الدمار لهذا البلد .. ولعل هذا ما حاول النظام السابق فعله طيلة الأيام السابقة فلم يعد معه إلا تلك الورقة التي زادت في التحام الشعب حول الثورة وزادت في سرعة تهاوي النظام حتى وصل إلى ما وصل إليه كنظام سابق لم يعد له في قلوب أغلب اليمنيين أي احترام أو تقدير أو خوف أو إحساس بشرعية ..

وأصبح شعار الشعب يريد إسقاط النظام هو شعار كل اليمنيين الذين أثبتوا في جمعة الكرامة أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني تريد إسقاط النظام وقد خرجت الملايين وهي تعبر عن من هم خلفها و خمسة ملايين من المصلين وخلفهم نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم يجعلون المراقب البسيط يضرب هذا الرقم في ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف ليعرف أننا نتحدث على الأقل عن 15 مليون نسمة .. نعم 15 مليون من مجموع 22 مليون هم سكان اليمن وهذا الرقم على الأقل بل لو عدنا لبعض الوسائل الدولية في استقصاء الآراء لتم ضرب هذا الرقم في 7 إلى 10 أضعاف ولحصلنا على عدد من المؤيدين يزيد عن الثلاثين مليون وهذا مستحيل ولكن ما أريد الوصول إليه أن من يريد إسقاط النظام هم الغالبية وبحسب أيام الجمعة الثلاثة السابقة والتي أسميها جمعة القياس نحن نتحدث عن 70إلى 80 % على الأقل ..

ونحن عندما نقول أن الشعب يريد إسقاط النظام فنحن نتكلم عن مكونات هذا النظام من السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية المطعون في شرعيتها كلها والملتحمة بشخص الرئيس والذي بسقوطه سقوط لها وسقوط للنظام ولم نقل أننا نريد تغيير النظام لأن تغييره قد يعني الإتيان بنظام جديد وليس بمكونات جديدة .. نحن نريد إنهاء مكونات النظام التي جعلت البلد تبدو كجمهولكية و نريد إقامة مكونات الجمهورية من جديد.. ومحاولة محاوري برامج تلفزيون النظام البائسين التلاعب بهذا اللفظ إنما تدل على مستوى الضحالة الفكرية للمحاورين ومعظم الضيوف والمتصلين بما فيهم من يجب محاكمتهم بتهم القذف للشعب كتلك المديرة التي قالت أن طالباتها يذهبن إلى ساحات التغيير للجلوس في الخيام مع الشباب أو الذي يقسم يمين يحاسب عليها أن من يجهز الشعارات في ساحات التغيير إخوان مسلمين مصريين أو من يقسم أن قنابل الغاز كانت ترمى من شباب الثورة على رجال الأمن أو من يقولون أن رجال الأمن كانوا عزلا وقد تعرضوا للهجوم من قبل المتظاهرين أو من يردد إتهام النظام السابق لسكان المنطقة بارتكابهم تلك الجرائم .. فكل هؤلاء مجرمون أو مشاركون في الجرم ولن يعفيهم من تحمل المسؤولية أمام الله ثم أمام الناس إلا إذا كفروا عن ذنبهم ربما بالانضمام إلى الثورة لعلها فرصة للتكفير والتقرب إلى الله ولعلها فرصة للتصالح مع النفس والناس ..

الثورة والمعارضة

وتستمر أبواق إعلام السلطة في محاولة ربط الثورة بالمعارضة وأن الثورة من تدبيرها ويحاول الكثير من ثوار ثورة التغيير نفي ذلك مؤكدين أن هذه الثورة ولدت من رحم معاناة الشعب وأنها لا ولن ترتبط بالمعارضة وحساباتها لكن النظام السابق يتهم والثوار ينفون والحقيقة أنه ليس من العيب أن تكون لأحزاب المعارضة أدوارا كبيرة في الثورة وأيضا من ينضم إليها من الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها المؤتمر وكل منظمات المجتمع المدني وكل اليمنيين ومشاركة هؤلاء شيء طبيعي ومتوقع بعد أن وصل الحوار بين المعارضة والنظام السابق إلى طريق مسدود بانقلاب النظام السابق على كل تفاهمات الحوار وآخرها كان انقلاب قلع العداد قبل حوالي أربعة أشهر..

وليس هناك من عيب في أن يقول الثوار نعم هؤلاء معنا ويشاركوننا ونشكر لهم نضالهم طيلة أكثر من سبع سنين من الاعتصامات والحوارات والمسيرات والمشاورات ولا يجب أن ينكر أحد دور المعارضة في فضح النظام السابق ومعاملاته المشبوهة في كافة المجالات خلال السنوات السابقة وهذا كان تأثير أظنه كبير في حركة الشباب ..

هؤلاء الشباب ليسوا نبتا شيطانيا وإنما لهم انتماءاتهم وتوجهاتهم وفكرهم ومن يقول غير ذلك فهو يغالط الحقيقة البشرية التي تقتضي بأن يؤثر الإنسان فيمن حوله ويتأثر بهم.. وليست المعارضة قوة غازية حتى يتبرأ أحد من وجودها في تكويناته بل هي في اليمن ربما تكون الممثل الأيديولوجي الوحيد للفكر القومي والعروبي والإسلامي بكافة أطيافه ومنابعه وهم الأساس التي حاول النظام السابق الاستنساخ المشوه منهم..

ولقد التحقت المعارضة بالشباب ليس لأنها تريد الصعود على كتف ثورة فبراير المباركة بل كان التحاقها متوافقا مع برنامجها المعد سلفا لهبة شعبية في مارس من هذا العام ولما كان الشباب هم السباقون إلى هذه الهبة الشعبية بثورة مباركة ذات سقف عالٍ كان من الطبيعي أن تلتحق أحزاب المعارضة بتلك الثورة التي تعبر عن كل ما نادت إليه طيلة سنوات وسنوات وهذا ما تأكد برفض المعارضة عروض الحوار الشكلي والمشاركة في حكومة وحدة وطنية مما كان يمكن أن يسمى مكسبا كبيرا لأحزاب المعارضة وكان يمكن بانسحابها أن تؤدي إلى خفوت وهج الثورة لكن هذا لم يحدث ..

ومازالت الفرصة مفتوحة أمام كل من يريد الانضمام لهذه الثورة من المؤتمر ومن كل أطياف الشعب اليمني العظيم فالثورة ثورة كل اليمنيين..

القذافي .. وكسر الصنم

قال لي صديق عزيز : أتعرف ماذا سيحدث للقذافي عندما تنتصر الثورة ويلقى القبض عليه؟

قلت : وماذا سيحدث ؟

قال : سيحال للمحكمة الدولية التي بدورها ستحيله للجنة لفحص قواه العقلية وستخرج اللجنة بتقرير مفاده " يا جماعة الرجل مجنون منذ 41 عاما "

أي أنه لم يكن عاقلا سوى سنة واحدة في حكم ليبيا أي أنه لم يكن لديه الأهلية للحكم وهذا هو حال أغلب من حكموا الشعوب العربية لسنين طويلة فكلهم ليس لديهم الأهلية لحكم شعوبهم ونحن بسببهم تحملنا الاستقلال والموت الزؤام معا اللذين كانا شعارا لكل ثورة عربية ضد المحتل ولعلها الآن ثورات التصحيح الحقيقية التي آن أوانها وحان قطافها..

في مقال سابق قلت نلتقي بعد أن يسقط الصنم وأقول لقاؤنا القادم بعد كسره إن شاء الله..

ahmadkhalifa00@gmail.com


في الأحد 20 مارس - آذار 2011 10:57:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9560