أخيراً : نجحت الثورة !!
د.رياض الغيلي
د.رياض الغيلي

عندما سقط الشهيد الزبيري على ثرى هذه الأرض الطيبة برصاصات الغدر قبض بيده قبضة من تراب الوطن وخاطبها قائلاً :

بحثتُ عن هبةٍ أحبوكَ يا وطني فلم أجد لك إلا قلبيَ الدامي

وسبق وأن ذكرت مراراً في مقالات سابقة أن إرادة التغيير لكي تنجح لا بد أن يدفع عشاق التغيير والحرية فاتورة باهظة ثمناً لها ، وحقيقةً لم أكن واثقاً في نجاح ثورة التغيير حتى حدثت مجزرة الجمعة الدامية ، حينها أيقنت أن فواتير التغيير قد بدأت بالتراكم في بشارة واضحة بقرب نجاح ثورة التغيير في يمننا الحبيب الذي ظل رازحاً تحت الحكم الاستبدادي ثلاثاً وثلاثين عاماً رغم تدثر النظام بعباءة الديمقراطية الزائفة .

دائماً كنت أقول لمن حولي ؛ لن تكون هناك ثورة مالم يُسقَ الثرى الطاهر في ساحات التغيير بدماء عشاق التغيير . كنت أقول ؛ إن (صالح) لا يطيق صبراً أن يرى ويسمع الملايين وهي تصرخ في وجهه (إرحلْ .. إرحلْ) وهو الذي اعتاد أن يُهتف له (بالروح والدم نفديك يا علي).

لذلك ؛ لا بد أن يستجيب لبواعث الكبر المستحكمة في نفسه وأن يصدر الأمر شخصياً لعصابته الإجرامية بالضغط على الزناد لتنطلق رصاصات الغدر من فوهة البنادق إلى الصدور العارية عقب الصلاة الجامعة التي ارتفعت فيها الأكف تدعو عليه ، وارتفعت فيها أصوات المظلومين إلى الحكم العدل الحق المبين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ...

وفعلاً صدر الأمر ؛ وتم الضغط على الزناد تنفيذاً لأوامر الجنرال ، وانطلقت رصاصات الغدر إلى الصدور العارية لا تفرق بين طفل صغير أو شاب يافع و شيخ كبير ، وهذا ماكانت تحتاجه الثورة ليكتب لها النجاح ..

إن الرئيس (المخلوع) وضع نفسه ومن معه بهذه العملية الإجرامية على صفيح ساخن لا يمكن أن تنخفض حرارته حتى يتم تقديمه وعصابته الإجرامية لمحاكمة عادلة يُقتص فيها منه لعشرات الشهداء وآلاف الجرحى .

وبهذه الجريمة المنكرة تضيق دائرة التأييد لصالح في الوقت الذي تتسع فيه دائرة ثورة التغيير، وتتساقط الكروت الحارقة التي بيده لتتحول إلى كروت رابحة في يد ثورة التغيير ، حتى حالة الطوارئ التي أعلنت عشية الجمعة الدامية وأنا أكتب هذه المقالة هي أيضاً كرت حارق في يد النظام وورقة رابحة لحساب ثورة التغيير .

طوال الأيام الماضية كنت أجيب بالإيجاب (بقول نعم) على كل من يسألني : هل تتوقع أن يسلك الرئيس صالح مع الشعب اليمني سلوك القذافي مع شعب ليبيا ؟

لماذا ؟ لأن هؤلاء الفراعنة يحملون نفس الكرموزوم الطغياني ، ولهم نفس الجينات الديكتاتورية ، ويمكن أن يفعلوا أي شيء يمكن تخيله ليبقوا حكاماً حتى آخر نفس .

بعد هذه الجريمة الفظيعة لم يعد هناك فرصة للحوار ، ولم يعد هناك جدوى للمبادرات ، ولم يعد هناك نفعٌ للوساطات، ولم يعد أمام شباب التغيير خط رجعة ، ولم يعد أمام هذه الثورة إلا خياران اثنان ؛ إما الاستمرار وإما الفناء لأن العودة إلى المنازل يعني خيانة لدماء الشهداء وغدراً بالجرحى والمصابين ، وهيهات أن تعود ثورتنا بالخيانة والغدر ، ولن تتوقف حتى يكتب لها المجد ولم يعد شعار ثورتنا (الشعب يريد إسقاط النظام) ، بل لقد رفعت هذه المجازر الدموية سقف مطالبنا ليكون شعار ثورتنا (الشعب يريد محاكمة النظام ).

أستطيع الآن أن أستقرئ المستقبل القريب وفقاً لمعطيات الثورتين المباركتين التونسية والمصرية ، ووفقاً لمجريات الأحداث المتلاحقة في ساحات التغيير أن الثورة قد نجحت .. وأبشر الشهداء وذويهم وأهنئ الجرحى وشباب التغيير والشعب اليمني بقرب الخلاص من هذه الطغمة الفاسدة .

والله حسبنا ونعم الوكيل ،،


في الثلاثاء 22 مارس - آذار 2011 08:15:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9583