الثورة في أيادي أمينة
منى صفوان
منى صفوان

التف الشباب و استطاعوا تنظيم أنفسهم،زاد وعيهم السياسي، و نضجت مفاهيمهم السياسية، و ستطاعوا أن يصيغوا مشروع يوافق الرؤية لدولة مدنية.

وجاءانضمام الأحزاب ليقوي الثورة، و يزيد ثقلها السياسي. و تدفقت القبائل بشكل سلمي و دعمت بذلك الرؤية للدولة المدنية.

و كان للتمثيل الفئوي، دور في إبراز تنوع المجتمع، و أخيرا انضم الجيش ، فحققت ثورة الشباب نصرا مرحليا، بسحب القوى التقليدية من تحت بساط النظام و جعلها داعمة للشرعية الثورية.

الشباب وحدهم كانوا هم النواة، لكن الشباب وحدهم دون دعم سياسي، و جدار اجتماعي ، لا يمكنهم تحقيق الثورة، الثورة استطاعت الاستمرار طوال هذه الفترة لان كل فئات و تقسيمات المجتمع التفت حولها، الثورة حققت سابقة في جعلها حدث يومي لا يفقد ألقه، ولا روحه المعنوية العالية و المتفائلة.

الثورة الآن تنجز مهمتها لإسقاط النظام، و مع طول الفترة اختلط العمل السياسي بالعمل الثوري، و تلاشت الفروق بينها مما يعني حرق مراحل ما بعد انتصار الثورة.

فالثورات عادة حالمة و العمل السياسي واقعي، و الثورة تعني جهد واحد لتحقيق هدف واحد بأقصر مدة ممكنة ، اما السياسية فهي تعتمد على المراحل متعددة و تعني عمل متواصل ، لتحقيق أهداف كثيرة، الثورة قصيرة نسبيا اما السياسة تعني سنوات و سنوات، الثورة الآن فقط عليها اسقاط النظام، اما السياسية عليها بعد ذلك ترتيب الأوراق و المواقع السياسية و تجهيز الدولة المدنية.

 و هدف الدولة المدنية هو الهدف المرحلي الذي على السياسية أن تحققه بعد انتصار الثورة من خلال عدة مراحل قانونية، و سياسية، فالدولة المدنية ليست إشهارا يعلن عنه بسقوط النظام، بل هو عمل منظم متسلسل يأخذ سنوات، و يعتمد على ثقافة خاصة.

هذه الثقافة المدنية بدأت توجد لها جذورا في ساحات التغيير التي انظم لها القبائل، بشكل طوعي و سلمي ولم يستخدموا السلاح، و تحققت بالوعي تجاه الجيش الذي رحب به المعتصمون و وجهوا له رسالة بعدم الدفاع عن المعتصمين الذين سيستمرون في صد أي هجوم لهم بالصدور العارية لاستمرار الثورة سلمية.

و حياد الجيش حتى الآن يعني انتصار ثقافة الثورة السلمية، و يعني بدء التأسيس للثقافة المدنية، وان كان النظام يوحي انه نظام يشابه العراقي و الليبي و لا يزول بالاعتصام السلمي، وانه لابد من تدخل الجيش، فان أحزاب المعارضة تقدم دفاعا سياسيا قويا عن الثورة السلمية، مما يجعل انضمام هذه الأحزاب للثورة يقويها ولا يضعفها.

الجميع الآن يد واحدة، لان على الثورة أن تنتصر أولا، و الذي يقود الثورة اليوم هم من في الساحة، و كل ما كان الشباب أكثر تنظيما، و وعيا كان هذا قادر على صنع قيادات سياسية جديدة.

الأحزاب في الساحة أكثر تنظيما وحشدا و قوة، لان هذه الأحزاب تعمل في الميدان منذ سنوات، و هذا يدعوا الشباب لتنظيم أنفسهم بشكل هيكلي يؤهلهم خلال السنوات القادمة ليلعبوا دورا مؤثرا في الحياة السياسية اليمنية، لظهور وجوه جديدة.

النظام يحاول أن يهزم روح الشباب، بإعلان حربه الإعلامية و السياسية على الثورة من خلال بث الإشاعات عن الالتفاف على الثورة، ومن خلال اتهام الأحزاب بالسيطرة على الثورة، غير أن الشباب في الميدان اثبتوا و عيا غير مسبوق، و أكدوا أن روح الشباب المغامرة هي الضمان لانتصار الثورة.

 إن أي انصياع لهذه الاتهامات التي يروج لها النظام، و تصب في مصلحته، سيعني خيانة الشباب لدم أصدقائهم الشهداء.

إن الرحيل هو هدف الثورة، و ليس للثورة هدف أخر، لكن النظام يحاول بث الشقاق و الفتنه كعادته، و إن كان الشباب ينشدون دولة مدنية، فان عليهم الاستمرار بتنظيم أنفسهم، وعدم الانصياع للمخاوف التي تبث.

إن ما يجمع الشباب أكثر مما يفرقهم، و تجمعهم في تكتلات سياسية تسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية كما شاركوا في الثورة و قادوها، يعني إنعاش الحياة السياسية.

تجمعات الشباب هي من ستقف رادعا أمام أي إقصاء سياسي لهم في المستقبل الذي ننتظر فيه بروز قيادات سياسية من أبناء الثورة.

إن الثورة في أمان لان من يشكلون نسيجها هم شباب بلا مخاوف، أنهم جيل النصر و ليس جيل الهزيمة، جيل بلا اطر ايديلوجية تحاصرهم، الثورة في أمان لأنها تعلم الشباب فنون القيادة، و يعلمون اليمن معنى جديد للحرية.

الثورة في أمان لان الأحزاب و القبائل و النخبة الواعية و الجيش، التف حول الشباب و حمى حلمهم الثوري.

monasafwan@hotmail.com


في الثلاثاء 29 مارس - آذار 2011 08:15:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=9673