القدس العربي : الحوثيون تحولوا من حركة احتجاجية الى جماعة مسلحة تخضع لايران

الأربعاء 10 سبتمبر-أيلول 2014 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 4876
 

قالت صحيفة القدس العربي ان حركة الحوثيين تحوّلت من حركة احتجاج زيدية على استبداد نظام علي عبد الله صالح في بدايات القرن الحالي إلى جماعة سياسية مسلّحة تخضع في بنيتها العامة وسياساتها لشروط الإستراتيجية الإيرانية الكبرى ومصالحها، وهو ما انعكس اختلافات واضحة في أساليبها وأيديولوجيتها الدينية حتى.

واشارت الصحيفة في مقال رأي الى ان المطالب التي يرفعها زعيم الجماعة هي «إسقاط الحكومة، وإلغاء قرارها الخاص برفع الدعم عن المحروقات، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني»، ولكن الواقع يشير إلى أن المطالب الحقيقية للحوثي لا تتعلّق بالتأكيد بإسقاط الحكومة ولا بالمحروقات ولا بتنفيذ قرارات الحوار الوطني اليمني، فالحكومة السابقة قد أسقطت فعلياً وتمت دعوة الحوثيين للمشاركة في حكومة جديدة، كما تم التراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات، أما عدم «تنفيذ مخرجات الحوار الوطني» فيعود الى وضع زعيم الحوثيين العقبات في وجه تنفيذها وليس العكس، فالحركة ترفض تسليم محافظة صعدة لسلطة الدولة، كما ترفض تسليم سلاحها، وهي بنود أساسية في «مخرجات الحوار الوطني».

وخلال هذا التحول اللافت تمكنت الاستراتيجية الإيرانية من تحويل حركة احتجاج صغيرة نسبياً في بداياتها الى العامل الأكثر تأثيراً وخطورة على النظام العام في اليمن والخليج العربي، فبحسب التقديرات كان عدد الحوثيين عام 2004 بحدود 2000 مسلح وأصبحوا أكثر من مئة ألف مسلح في عام 2011، ولكن الأمر لا يتعلّق فقط بحجم الحركة بل بالتغيير السياسي والأيديولوجي الذي صارت إليه، وهو تغيير لا يقتصر على جعل «أنصار الله» حركة سياسية زيدية تعمل تحت التوجيه الإيراني، بل يطمح أيضاً في تغيير المعتقدات المذهبية لبعض العشائر الزيدية باتجاه التشيّع الإثني عشري (وهو المذهب الشيعي المعتمد إيرانيا)، في اتجاه مركزة سياسي – ديني، الأمر الذي يدفع الى تغيير جوهري في نسيج اليمن، كما يؤدي بالنتيجة الى ردود فعل لدى السنّة اليمنيين، تدفعهم للوقوع أكثر فأكثر في أحضان التطرّف المذهبي والسياسي الذي يستثمر فيه تنظيم «القاعدة» وتيارات السلفية المسلحة الأخرى.

وإذا كان تحالف الاستبداد والفساد مسؤولاً عن استفحال ظاهرتي الحوثيين و»القاعدة» فإن الثورة اليمنية وفّرت فرصة تاريخية هائلة للشعب اليمني للمصالحة مع نفسه وإعادة تأسيس الجمهورية اليمنية التي قامت على أنقاض الحكم الإمامي عام 1962، وكذلك مصالحة الشمال والجنوب، التي افتتحت بالوحدة اليمنية عام 1990 وتركت جروحاً غائرة مع الحرب الأهلية عام 1994، وكذلك التخلّص من التدخّلات الإقليمية الكبيرة، أكانت من السعودية، جارة اليمن الكبرى، أو من إيران، والتي تمنع اتحاد اليمنيين وازدهار بلادهم.

بين حرب اليمنيين في أيار/مايو 1994 وحرب صعدة الأولى مع الحوثيين في حزيران/يونيو عام 2004، والثورة اليمنية مطلع عام 2011، حبل سرّة واحد، فهي كلها تمظهرات لآلام المخاض التي يمكن أن تخرج اليمن الى الحياة أو تتجه به، لعشرات السنين، نحو صراع داخلي/إقليمي أعمى وقوده اليمنيون.

لافتة الى ان الحوثيّون،يرفضون كما ترفض «القاعدة»، حلولاً سياسيّة للأزمات اليمنية، وهم بذلك يدفعون البلاد الى حائط مسدود، ولكنّ لجوء النظام اليمني للقوة وحدها، من ناحية أخرى، لا يمكن أن يخرج البلاد من المأزق الكبير.

إلى جانب الحكمة اليمانية الشهيرة المنتظر توظيفها مطلوب حلّ تكون فيه بلدان الخليج العربية طرفاً يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن وليس العكس.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن