تعيش الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية حماس وسط دعوات من هنا وهناك لاستقالتها واخري لدعمها وذلك وسط مبادرات فردية لدعمها بشتي الوسائل.

ففيما تبرعت امرأة فلسطينية بمصاغها الذهبي لصالح الحكومة، واعلن مواطن آخر عن استعداده لبيع منزله لدعمها، دعا رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية الحكومة للاستقالة. وجاءت دعوة رئيس هيئة الاذاعة الفلسطينية باسم ابو سمية الحكومة الجديدة للاستقالة امس في مقالة نشرتها صحيفة محلية.

الا ان دعوة ابوسمية لاستقالة الحكومة الجديدة علي عكس ما أكده نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي حيث قال أن حركته ستدعم الحكومة الفلسطينية الجديدة والمتمثلة بحركة حماس.

وأوضح عزام خلال تصريحات صحافية له امس بأن الأزمة التي يعاني منها الشارع الفلسطيني ليست مسؤولية حماس، وهي ليست المسؤولة عن المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب، مشيراً إلي أن ما تمر به الساحة الفلسطينية هو نتيجة الازدواجية والمعايير التي تتعامل بها أمريكا والحكومات الأوربية مع القضايا المختلفة.

أما فيما يتعلق بقدرة حكومة حماس علي تخطي العقبات في ظل الهجوم المعادي من قبل الأمم المتحدة والدول الأوروبية والادارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية، أوضح القيادي في حركة الجهاد أنه لطالما حصلت حماس علي الأغلبية فمن حقها تشكيل الحكومة بغض النظر عن المعوقات، قائلاً في الوقت ذاته إنه من حق هذه الحكومة أن تخوض التجربة وتمارس كل الصلاحيات، أما بالنسبة لكل الضغوطات التي تمارس الآن فهي غيرعادلة وغير موضوعية .

وفي ظل الازمة المالية الخانقة التي تمر بها الحكومة الفلسطينية بعد وقف المساعدات الخارجية تحاول اوساط شعبية دعم الحكومة باية وسيلة، فهذا مواطن فلسطيني اعرب عن استعداده لبيع منزله الذي شيده حديثا من اجل دعم الحكومة الفلسطينية، معتبرا أن ما تتعرض له الحكومة الفلسطينية من مقاطعة دولية يشكل اهانة للشعب الفلسطيني.

وقال المواطن عدنان أبو هنية (48 عاما) من سكان بلدة حوارة جنوب نابلس بأنه لاحظ أن ما يسمي المجتمع الدولي يوجه أكبر اهانة للشعب الفلسطيني في تاريخ القضية الفلسطينية.

وأوضح ابو هنية أنه امضي حوالي ست سنوات في ادخار عائد المطعم الشعبي المتواضع الذي يملكه في بلدة حوارة حتي تمكن من تشييد منزله الجديد، مضيفا بأنه وعلي خلفية هذه المقاطعة الظالمة للحكومة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا، فإنه علي استعداد لتقديم منزله الجديد إلي هذه الحكومة وأن يجعله تحت تصرف رئيس الوزراء إسماعيل هنية، كما انه مستعد أن يبقي مع أبنائه وأطفاله الستة في منزلهم القديم والصغير ست سنوات أخري حتي لا يشعر بأنه لم يفعل شيئا للمساهمة في الحفاظ علي كرامة شعبه، مؤكدا بأنه لن يموت هو وأطفاله من الجوع إذا ما باع منزله من أجل كرامته وكرامة شعبه.

وقال المواطن بأنه علي الرغم من عدم علاقته بأي حركة أو فصيل سياسي فلسطيني، إلا أنه يشعر بأن عليه دورا وواجبا شرعيا ووطنيا للمساهمة في دفع هذا الظلم عن الحكومة والشعب الذي اختار تلك الحكومة، مؤكدا بأنه علي قناعة بأن هذا الحصار ليس المقصود منه حركة حماس، وإنما الشعب الفلسطيني بأسره.

وأكد الشيخ عدنان عصفور أحد قيادات حركة حماس في نابلس لوكالة انباء محلية ان سيدة فلسطينية ترتدي النقاب عرّفت عن نفسها بأنها ابنة الدعوة أتت إليه وأعطته علبة فيها مصاغ ذهبي وأرفقتها برسالة، وطلبت منه ايصال هذا المصاغ والرسالة إلي المسؤولين في الحكومة.

وأكدت تلك المرأة في رسالتها دعمها للحكومة الفلسطينية، وطالبتها بالثبات علي مواقفها، وتحمل الأعباء الملقاة علي عاتقها رغم كل العقبات.