آخر الاخبار

نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة تصعيد عسكري في جبهات جنوب وشمال تعز ولحج وقوات ''درع الوطن'' تدفع بتعزيرات اضافية كبيرة خبر سار.. الشرعية تعلن تفويج ونقل حجاج اليمن عبر مطار صنعاء و4 مطارات اخرى دولية محكمة مصرية تقرر رفع إسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب عاجل.. انهيار غير مسبوق للعملة اليمنية أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' أسرع هدف وانجاز شخصي لرونالدو.. أحداث ساخنة شهدها ديربي الرياض بين النصر والهلال الكشف رسميا عن قصة الطائرة التي شوهدت وهي تحلق في سماء عدن لوقت طويل وما هو السبب

تداعيات سياسية لـ«هروب» الأميرة هيا من دبي؟

الخميس 04 يوليو-تموز 2019 الساعة 08 مساءً / مأرب برس-القدس العربي
عدد القراءات 5445

 

  

رغم محاولات لإخفاء الحدث، فقد كشفت وسائل الإعلام العالمية معالم قصة مذهلة، بالمقاييس الاجتماعية والسياسية العربية والعالمية، لـ«هروب» الأميرة هيا ابنة الملك الأردني الراحل حسين، وزوجة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من الإمارات، الشهر الماضي، ووصولها إلى ألمانيا ثم بريطانيا، مع ابنيها، الجليلة (11 سنة) وزايد (7 سنوات)، حيث بدأت إجراءات طلاق.

قدمت الأميرة القادمة من العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن، وهي الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني، المتخرجة من أعرق الجامعات البريطانية (أكسفورد)، والحائزة على أوسمة في رياضة الفروسية، والشيخ الذي يدير إمارة شديدة الثراء، والمحب للشعر والفنون، صورة لعلاقة زواج فريدة تجمع بين الشهرة والمال والسياسة والرياضة والفن.

تشير القصيدة المنسوبة للشيخ محمد حول الحادثة إلى الأثر الشخصيّ القويّ لما حصل، وربما يساهم أسلوب توصيفها للأمر في إضاءة بعض الملابسات، فبعد كلمات مثل الكذب والتعدي والإهانة والخيانة يخلص الشيخ محمد إلى القول إنه لا يهمّه إن عاشت أو ماتت، ولو كان الكاتب شاعرا فحسب، وليس حاكم إمارة فاحشة الغنى تتبع لدولة ذات تداخلات إقليمية كبيرة، لاعتبر قوله هذا نوعاً من التعبير عن الحزن واليأس، لكنه في سياق سياسي وقانوني قد يعتبر تهديدا، وهو ما قد يفسر ما نشرته وسائل إعلام عالمية (كـ«بي بي سي») عن «اختباء» الأميرة، و«خوفها على حياتها»، إضافة إلى فتحها دعوى طلاق.

يزيد من ارتباط القضايا الشخصية بالسياسية علاقة الإمارة بحادثين آخرين تعرّضت لهما ابنتا الشيخ، لطيفة وشمسة، اللتان حاولتا بدورهما الهرب، فأعيدت الأولى من قارب في المحيط الهندي، واختفت الثانية من شوارع كامبردج البريطانية، وكان للأميرة هيا دور في محاولة طمأنة الرأي العام العالمي حول مصير الأولى حين قامت بترتيب زيارة لرئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون وظهرت في صورة مع الشيخة لطيفة، ولكن هذه الدعاية تصدّعت حين قامت الأميرة هيا نفسها بالهرب.

ليست حوادث الهروب من بيوت ملوك وأمراء أمرا نادرا في العالم، غير أن تكرارها بهذه الطريقة من قصور آل مكتوم في دبيّ يبعث على التساؤل حقا، ويكتسي «الهروب» الأخير للأميرة هيا أهمّية استثنائية للتداخلات السياسية للأشخاص المعنيين، وكذلك للتداعيات الممكنة بين القصور في دبي وأبو ظبي، من جهة، والقصر الملكي في عمّان، من جهة أخرى.

ويكشف لجوء الأميرة إلى بلدان عريقة وغنيّة ومتماسكة كألمانيا وبريطانيا، رغبة في إبعاد الملك الأردني عبد الله الثاني عن تداعيات القرار الخطير، وهو أصلا يعاني من علاقات شائكة وصعبة، وضغوط لا تخفى عليه، من قبل الإمارات والسعودية، ضمن مواضيع «صفقة القرن»، والسيادة الأردنية على القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين، وليس من المستبعد حتى أن يكون هروب الأميرة، كما ذكرت بعض المصادر، له علاقة بتلك الضغوط التي تتحسّس منها أجهزة الحكم في الأردن ويذهب بعضها إلى استشراف أشكال من التآمر على الحكم والنظام الملكي في الأردن.

ويجيء الإعلان عن رفع الشيخ محمد آل مكتوم لدعوى على زوجته لاستعادة طفليه، ولمجابهة دعوى الطلاق التي رفعتها الأميرة عليه، ليظهر جانباً عقلانيا ومطلوبا للقضية، عبر قصرها على المجابهات القضائية، مما يظهر تفهما من طرف حاكم دبيّ، على ما يظهر، للمخاطر السياسية والإعلامية التي قد تنجم عن الضغط على دول مثل بريطانيا أو ألمانيا، إضافة لتأثيرات ذلك الممكنة على الأردن (وحتى على الإمارات نفسها)، وهو إقرار أن الأساليب التي اتبعت سابقا لم يعد ممكنا استخدامها، فالمجابهة هنا مع امرأة درست السياسة والاقتصاد وعاشت كابنة ملك وأخت ملك، ولديها علاقات مع دول وبيوت حاكمة ومالكة (بينها العائلة المالكة البريطانية نفسها).

 marebpress