فضائح فنية مخجلة تصل الي خصوصيات الجسد في سوريا ولحظة فارقة في الإعلام اللبناني

الخميس 03 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 09 مساءً / مارب برس - أنور القاسم
عدد القراءات 4382

في الوقت الذي يفتك فيروس كورونا بالسوريين هذه الأيام وتقف الدولة عاجزة، ويرتفع منسوب غضب المواطنين، بسبب الحال الكارثي، الذي وصلت اليه البلاد، توجهت ماكينة الإعلام الرسمية نحو إسلوب قديم لحرف اهتمامات الناس عن معاناتهم عن طريق خلق قضايا مثيرة فورية، مثل تعطيش مدينة الحسكة واستغلال عملية «تهكير» لحساب فنانة موالية عبر اللعب على اللعبة الإباحية!

فقد تصدرت الفنانة السورية دانا جبر، هذا الأسبوع مؤشرات الأكثر بحثا على موقع «غوغل» بعد تسريب فيديو خاص بها، أثناء فترة الحجر المنزلي، وظهرت فيه بملابس قيل إنها خادشة للحياء وجنسية، وتم نشر الصور عبر حساب مجهول على موقع إنستغرام. ونشر مخترق الهاتف توضيحا لأهدافه الحقيقة من عمليات الابتزاز، بأنه يرغب في الحصول على أموال طائلة منها، لدعم النازحين السوريين.

. وعقب ذلك، بدأ الذباب الإعلامي باستخدام حسابات وهمية، تزعم أن شباب من ثوار سوريا اخترقوا هاتفها، وهو ما فسره ناشطون أنه قد يكون تسريب الصور لتشويه الثورة والمعارضة في هذا التوقيت. صاحب الحساب الوهمي، الذي يحمل اسم «محمد يزن نبيل» توعد، أيضا بنشر صور ولقطات فاضحة وعارية للفنانة السورية الموالية كندة حنا، قريباً ممهداً ذلك بمجموعة صور عادية، والتي في ما يبدو أنها الضحية الآتية. وركز مخترق حسابات الفنانات السوريات، على نشر أكثر من صورة للفنانة كندة حنا، فيما استطلع رأي المتابعين حول ما إذا كانوا يرغبون في اختراق حساب هيا مرعشلي أو إنجي خوري ونسرين طافش.

وما كان من البعض سوى إطلاق حملة تضامن مع دانا عبر هاشتاغ «#متضامنون_مع_دانا_جبر «، ودخل على خط القضية النشطاء والجمعيات النسوية، التي اعتبرت حملة الابتزاز، التي تعرضت لها النجمة السورية تخص جميع النساء. فأصدرت جمعية «نسوية» بيانا يقول: «يقوم بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بنقل خبر تعرض الممثلة السورية دانا جبر لسرقة جوالها الشخصي وتهكيره، مما أدى لتسريب صور شخصية للممثلة بين أولئك المستخدمين. وتتعمد الصفحات الأخرى على فيسبوك الترويج السلبي للخبر وعدم منع المتابعين من تبادل الصور المزعومة. بغض النظر عن صحة الخبر، جسد النساء للنساء، والفضيحة هي للمبتز المجرم وليس لمن تعرض/ت لابتزاز. ازدواجية معايير صارخة هذه المجتمعات المقهورة التي تراقب النساء وأجسادهن بأدق التفاصيل، وتتغنى بالشرف الكاذب،

وما إن حدث حادث، يهجمون على النساء ظاهرياً ويلوموهن، ويتلذذون باطناً بما يعتبرونه «فضائح». الحكمة من هذا الموضوع أنه يجري استغلال الفنانين في سوريا – وهم كثر، ويشكلون قوة عربية ناعمة ومؤثرة جدا – بشكل بشع جدا ورخيص أيضا، وهي ظاهرة لم يعهدها الفن في هذه البلاد أبدا، كما أن تجيير عملية التهكير لانصاف الثورة السورية من جهة أخرى تنطبق عليها مقولة «باطل يراد به خيرا» هذا إذا صح ما ينشره المهكر، فمساعدة اللاجئين لا تتأتى من فضح أعراض الناس، والكل يدرك أن صرف انتباه المواطنين عن الواقع القهري القاتل، لم ولن يكون حلا منصفا. ومع الارتفاع الكبير لعدد قتلى وضحايا الوباء، غطى بعض الفنانين أيضا، على المتاجرة بعطشى مدينة الحسكة ولعبوا هذه اللعبة غير الأخلاقية، سواء عن قصد أو بدونه

. فظهرت تصريحات تفاعل معها الإعلام لأمل عرفة وأخرى لنسرين طافش وغيرها لفايا يونان وكلهن فنانات مواليات. الفنانون السوريون، الذي قدموا للعالم أروع الملاحم الدرامية وما زالوا، يتم تدميرهم وتوجيه بنادقهم ضد بعضهم هذه الأيام، كما يحصل بين أيمن رضا وباسم ياخور وبين معتصم النهار وكفاح الخوص وكاريس بشار وزهير رمضان، وغيرهم كثر. هذا إضافة الى تجذير تصنيف كل الفنانين بين موال ومعارض وحرمانهم من العمل والارتزاق. هي مذبحة إذا للفن والفنانين، فلا تدعوها تتحقق والأمل كبير في العقلاء وقوتكم قوة لكل الناس فلا تخذلونا. عون و«حزب الله» يستقويان على الإعلام حدثان لافتان جدا حصلا هذا الأسبوع في الإعلام اللبناني، فقد خصص الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله يوم السبت الماضي، في نهاية خطابه العاشورائي، حيزاً للحديث عن الإعلام والوسائط الإفتراضية، بوصفها معركة حقيقية تخاض اليوم ضد المقاومة. ووصفهم بأصحاب «الغرفة السوداء» الواحدة التي تصدّر الخبر المضلّل والمفبرك نفسه. والحدث الثاني هو منع فريق محطة «أم تي في» لتغطية مجريات الإستشارات النيابية، من دخول القصر الجمهوري في بعبدا، الذي يقطنه الرئيس عون. الإعلام في لبنان طوال عمره كان يتمتع بحرية لم تشهدها دولة عربية، ورغم مروره بمطبات طائفية ومصلحية كثيرة، إلا أنه بقي يتمتع بحرية نسبية، يريد زعيم لبنان الفاشل وحزب الله الذي أفشل الدولة وقيادتها أن يحرقا هذا الإعلام عبر شخصنة الآراء وقتل كل حس ناقد، بعد أن عجز قصر بعبدا وحزب الله وإعلامه عن النيل من التعددية الإعلامية في البلاد. ورغم مقاطعة القنوات الفضائية والصحف الرئيس ونشاطاته، بعد تفجير بيروت، لم يستطع أن ينتقم من هذا الإعلام إلا فرادى. وما يفضح ذلك العجز مثلا عن منع محطة «سي أن أن» الأمريكية، التي وجهت صفعة غير مسبوقة للرئيس عون صهره، عبر المذيعة «بيكي أندرسون» في لقائها مع باسيل، حينما قالت له في مقابلة مؤخرا: «دعوتك إلى برنامجي، ليس لأنك تمثّل اللبنانيين، بل في الواقع لأنك لا تمثّلهم. بالنسبة لملايين اللبنانيين أنت تمثّل محاباة الأقارب وفساد نخبة حاكمة أغرقت البلد في حفرة من اليأس». وأضافت «دعوتك بصفتك المشرف على وزارة أغرقت البلاد في نصف الدين العام ومنعت الكهرباء عن اللبنانيين لأكثر من عشرين ساعة في النهار» متساءلة «دعوتك إلى هنا لأسألك، متى تنوي تحمل مسؤوليتك الشخصية والمهنية عن أزمة اليوم؟». وكان باسيل وعمه الرئيس وحزب الله تعرضوا خلال الأيام القليلة الماضية لموجة غضب شعبية عارمة كونهم أهم رموز الفساد، التي أوصلت بلادهم إلى الهاوية. لا يمكن لبلد ليس فيه شيء يسير على سكة صحيحة أن يحرم وسائل الإعلام من حقه في الحديث، مهما كان هذا الحديث مؤلما ومختلفا.