وول ستريت جورنال: لماذا تخطط إسرائيل لعملية في رفح رغم الرفض الأمريكي؟

الأحد 24 مارس - آذار 2024 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- الجزيرة
عدد القراءات 1818

 

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت 24 مارس/آذار 2024،، إن ادارة الرئيس جو بايدن تأمل أن تقنع كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين سيقومون بزيارة واشنطن في الأيام القادمة أن “قمع حماس لا يستلزم الغزو البري الكامل لرفح”.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يخشون أن الهجوم الإسرائيلي على رفح التي يتكدس فيها نحو 1.5 مليون نازح “سيؤدي إلى حمام دم يزيد الغضب العالمي على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، أمس الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي سيقوم بالعملية البرية في رفح “بمساندة الولايات المتحدة أو بدونها”، مبررا موقفه بأنه “لا سبيل لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب حماس المتبقية فيها”.

جاءت تصريحات نتنياهو عقب الجولة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة، وتحذيره من أن عملية عسكرية في رفح “تخاطر بقتل المزيد من المدنيين، وتخاطر بفوضى أكبر في توفير المساعدات الإنسانية، وتخاطر بعزلة أكبر لإسرائيل على مستوى العالم، وتعرّض أمن إسرائيل ومكانتها للأخطار في الأجل الطويل”.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن الخلاف بين نتنياهو وإدارة بايدن يأتي في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأمريكي ردود أفعال غاضبة من الناخبين الذين يسعى إلى كسب أصواتهم للفوز بانتخابات الرئاسة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.

ومن المنتظر أن يتوجه كل من تساحي هانجبي، مستشار نتنياهو للأمن القومي، ورون ديرمر، المقرب من نتنياهو، على رأس وفد أمريكي لزيارة واشنطن في الأيام المقبلة.

وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن تسعى إلى تقديم بدائل لإسرائيل تغنيها عن القيام بغزو رفح، من بينها تعزيز الأمن على الحدود مع مصر، إذ يقول المسؤولون الإسرائيليون إن حماس “تهرّب الأسلحة عبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة”.

أوضاع معيشية بالغة القسوة في مخيمات الإيواء في رفح

أوضاع معيشية بالغة القسوة في مخيمات الإيواء في رفح (رويترز)

“البحث عن نصر”

وعن أسباب رغبة نتنياهو في القيام بعمل عسكري في رفح، قالت سنام فكيل الباحثة في الشرق الأوسط بمعهد (تشاتام هاوس) في لندن، إن تفكيك حماس “يمنح إسرائيل فرصة منظورة لإعلان النصر”.

غير أن سنام أوضحت أنه حتى لو قامت إسرائيل بقتل طبقات من حماس فإن طبقات أخرى ستحل مكانها “مع غياب استراتيجية سياسية أوسع نطاقا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وقالت “وول ستريت جورنال” إن حماس تسعى إلى الصمود في وجه الحرب الإسرائيلية وإعلان النصر، لأن خطط إسرائيل للقضاء عليها قد فشلت.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن مجرد انتصار تكتيكي لإسرائيل في رفح، مثل تدمير وحدات حماس فيها، لا يعني بالضرورة ضمان مكاسب استراتيجية من الحرب إذا تمكنت حماس لاحقا من تجميع صفوفها.

وذكرت أن نتنياهو لا يرغب حتى الآن في اتخاذ القرار الصعب بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب، الأمر الذي أدى إلى توتر مع الجيش الإسرائيلي الذي حذر لأسابيع طويلة من أن الفراغ السياسي في غزة سوف تستفيد منه حماس.

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يواجه انتقادات داخلية لأن الحرب في غزة دخلت حالة من الجمود، إذ إنه بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة وخان يونس لم يحقق تقدما يُذكر.

المصدر :

الجزيرة