آخر الاخبار

عدن: آلة النظام تلاحق نازحي أبين وتهدم مساكنهم على رؤوسهم وتخلف شهيدا

الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 04 مساءً / ماجد الشعيبي- مارب برس-عدن .
عدد القراءات 6272

خلَّف النظام وراءه خراباً ودماراً كبيراً في حي "ابو حربة " جوار مدينة انماء السكنية، اتخذ منه بعض النازحين ملجأ لهم بعد هروبهم من أبين إلى عدن مأوى لهم ولكن حظهم لم يكن موفقاُ هذه المرة، فقد لاحقهم نظام القتل إلى عدن ونكس منازلهم البسيطة فوق رؤوسهم في يوم كان يشهد توقيع النظام على المبادرة الخليجية بساعات.

استشهد "علي قاسم اليافعي" وهو يدافع عن بعض ساكني تلك المنازل أثناء هدمها فوق رؤوس ساكنيها، وكان ضحية موقفه الشجاع حيث قضى عليه النظام برصاصة ليتوفى في المستشفى بنفس اليوم الذي اسعف فيه جراء إصابته الحرجة.

يقول ساكني تلك المنطقة أنهم تفاجؤا بقوات تتبع نظام صنعاء تدخل إلى تلك المنطقة بآليات عسكرية ومصفحات، مخاطبين السكان أنهم يريدون التفتيش، ولم ينته الوقت إلا وسمع كل من كان هناك أصوات الخراب والدمار، ويشاهدون الجرافة تجرف كل شيء أمامها مخلفة وراءها منازل مدمرة، ويصف كل من شاهد تلك الجريمة "أن إسرائيل لم يسبق لها أن عملت كهذا بالفلسطينيين ولكن نظام صالح عمل كل هذا برعايا أبرياء لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم".

أثناء نزولنا إلى مسرح الجريمة لاحظنا حجم الدمار والخراب وحتماً كان مروعاً، لم يسعنا حينها إلا الوقوف بصمت عاجزين عن النطق بشيء للسكان الذين التفوا حولي، وهم يصفون لي ما حدث لهم، وكلهم أمل في أن يعود لهم ما تم خرابه، ليعيشوا بأمان وطمأنينة، ولكن كيف سيكون لهم هذا! ومن يملك آلة القمع لا يزال يسلط عليهم فوهة بنادقه ومدافعه وكافة أسلحته الثقيلة عليهم.

الدكتور زيد قريب الشهيد اليافعي يصف ما حصل أنه في 23 نوفمبر يوم التوقيع على المبادرة الخليجية تفاجأ بقوات عسكرية تقتحم المكان في أطراف "أبو حربه" الحي الشعبي المعروف، واصفاً الهجوم بـ "البربري" و "الهمجي" وسط عجز الأهالي على حماية أنفسهم بكل السبل أمام الآلة العسكرية لتستمر عملية الهدم من الساعة 10 صباحاً وحتى 4 العصر.

ويضيف "زيد" أن القوات كانت تضرب كل من كان يحاول التشبث بمنزله ويقومون بطرد الأطفال والنساء من أجل اخراجهم من المنازل.

في ذلك الوقت -كما يقول زيد- أن الشهيد "علي قاسم اليافعي" حاول مع مجموعة من فاعلي الخير منع قوات نظام صنعاء من هدم المنازل بعد سماعه صرخات الثكالى والاطفال، ولكنه اغتيل وهو يتحاور هو ومن اقدموا على هدم المنازل.

إلى ذلك يصف "د. يحي شائف" القيادي في الحراك الجنوبي وهو في المخيم الذي افتتح باسم الشهيد اليافعي، والمشهد الذي لاحظه أثناء زيارته لمسرح الجريمة يصفه بالمقزز وغير الإنساني بل انتهاك آدمية الإنسان وهويته وأنه عمل ممنهج يستهدف المدنيين الجنوبيين .

ويرى شائف أن الجريمة تأتي قبل سويعات من التوقيع على المبادرة الخليجية وهي رسالة للجميع يرسلها نظام صنعاء يراد بها أن يقول للعالم نحن هنا ولا شيء يحجبنا عن عمل ما نريد.

وخاطب "يحيى" كل أبناء الجنوب ومن لا يزال يبحث عن حلول وعلى رأسهم كل القيادات في ابين "عن أي حلول تبحثون وإخواكم وجيرانكم يقتلون ويلاحقون إلى كل مكان للانتقام منهم" فهذه -والكلام هنا لــ "شائف": رسالة لكم قبل أن تكون لهم فعن أي حلول تبحثون!

المنازل التي هدمت على رؤوس ساكنيها يقول النظام أنها تابعة للمؤسسة الاقتصادية وبرر قبح فعله بذلك، ولم يتهاون حتى لسويعات ليمهل ساكني تلك المنطقة لإخلائها، ولكنه باغتهم دون سابق إنذار، رسالة استغاثة يوجهها العزل في حي "ابو حربه" للعالم لإنفاذهم من الخراب الذي يعيشونه خصوصاً بعد دفعهم كل ما يملكونه من ممتلكات من أجل حصولهم على مسكن أمن.

94 لن يعود هكذا يختم كل من تضرر من ساكني تلك المنازل رسالتهم للنظام وللمعارضة رداً منهم على السياسات التي يتعرضون لها بسب الصراعات الجارية في بعض المناطق اليمنية.