صعدة: تجدد القصف على دماج و5 قتلى بينهم طفل جزائري وأميركي وفرنسي، والحوثيون يطلقون النار على سيارتي إسعاف ويحتجزون أخرى

الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 16878
 
  

استأنفت جماعة الحوثي بمحافظة صعدة، قصفها، ليلة أمس، وظهر اليوم الاثنين، على منطقة دماج، المحاصرة من قبلهم منذ أكثر من 40 يوما، الأمر الذي تسبب في سقوط قتلى جدد، في ظل تصاعد عدد القتلى، الذين قضوا متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها خلال الأيام الماضية، جراء منع الحوثيين إسعاف الجرحى، ودخول أي إمدادات طبية إلى المنطقة المحاصرة.

وقال مصدر طبي في دماج لـ«مأرب برس» بأن عدد القتلى منذ ليلة أمس وحتى بعد مغرب اليوم، وصل إلى 5 قتلى، بينهم طالب فرنسي في دار الحديث يدعى سفيان الفرنسي، قتل برصاص القناصة الحوثيين ظهر اليوم، بالإضافة إلى طفل جزائري توفي اليوم متأثرا بجراحه، وشخص آخر من أبناء المنطقة، بالإضافة قتيلين آخرين توفيا ليلة أمس متأثرين بجراحهما، وطالب أميركي توفي ليلة أمس متأثرا بجراحه، يدعى أحمد الأميركي.

وفيما أكدت مصادر محلية بأن إجمالي القتلى تجاوز 30 قتيلا، أكد المصدر الطبي الذي رمز لاسمه بـ«أبو علي الوادعي»، بأن هناك عدد من الجرحى، حالاتهم مرشحة للوفاة، في ظل نقص الإمكانيات الطبية لإسعافهم، ومنع الحوثيين دخول سيارات الإسعاف إلى دماج لإسعاف الجرحى.

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين قاموا ليلة أمس، بإطلاق النار على سيارتين للإسعاف، في قلعة السنارة، كانتا تحاولان الدخول إلى دماج لإسعاف الجرحى، كما قام الحوثيون اليوم باحتجاز سيارتي إسعاف، في نقطة الخانق، كانتا تحاولان الدخول إلى دماج، لإخلاء الجرحى.

وأضافت مصادر محلية بأن الحوثيين قاموا بقصف دار الحديث ليلة أمس بالأسلحة الثقيلة، كما قاموا بقصف دماج بقذائف الهاون، ظهر اليوم، وقبل المغرب، وبعد المغرب، على سكن طلاب وعائلات دار الحديث.

وكان عضو المكتب السياسي للحوثيين، ضيف الله الشامي، قال بأن الحوثيين سقط منهم قتلى، جراء الاشتباكات الدائرة في جبل البراقة بينهم وبين السلفيين، مؤكدا بأن السلفيين رفضوا دعوة لوقف إطلاق النار كان قد أطلقها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

وأكد المصدر الطبي لـ«مأرب برس» بأن هناك كارثة إنسانية في المنطقة المحاصرة، مشيرا إلى أن طفلا كان قد توفي في نقطة الخانق، جراء منع الحوثيين إسعاف امرأة إلى صعدة، كانت في حالة مخاض، ما تسبب في وفاة طفلها في النقطة العسكرية للحوثيين.

وقال المصدر الطبي بأن أهم الأدوية التي تحتاجها دماج حاليا، هي أدوية السكر والضغط، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالإسعافات للجرحى، مثل مادة المورفين، والبوتجين، والمطهرات والخيوط الجراحية والمشارط والمضادات الحيوية، لإسعاف الجرحى، عشرات الجرحى الذين سقطوا خلال الأيام الماضية، ولا زال عددهم في ارتفاع جراء تواصل القصف على المنطقة.

كما أكد المصدر الطبي بأن هناك نقصا حادا في الغذاء، وقال بأن امرأته تعاني من الجوع في المنزل، وهي حامل، جراء انعدام المواد الغذائية.

وحصل «مأرب برس» على تقرير طبي حول الأوضاع الصحية في دماج، جراء الحصار المفروض على المنطقة من قبل الحوثيين، حيث أكد التقرير بأن هناك عددا من الأمراض المعدية وخاصة بين الأطفال انتشرت جراء الحصار، ونقص الأدوية، والمياه والغذاء، وعلى رأس هذه الأمراض الإسهال، والحصبة، والتهابات الجهاز التنفسي.

وأكد التقرير، الصادر عن المركز الطبي في دماج، نفاد العلاجات الخاصة بالأمراض المزمنة كالسكري والسل والربو والقلب، وكذلك علاجات المرضى الذين كانت لديهم مواعيد في المستشفيات.

وأشار التقرير إلى تسبب نفاد الأدوية في إجهاض العديد من الحوامل، وموت عدد من الأطفال والمواليد، وولادة أطفال ناقصي الوزن، بالإضافة إلى فشل برنامج علاج سوء التغذية، الذي كان يشرف على علاج أكثر من 400 حالة، في المنطقة.

وقال التقرير بأن أمراض سوء التغذية انتشرت بشكل كبير بين الأطفال، نظرا لانعدام الحليب، مشيرا إلى فشل برنامج التطعيم الروتيني في المنطقة، وتعطل خدمات المركز الصحي الذي كان نحو 20 ألف نسمة يتلقون فيه العلاج.