قال السفير الأمريكي لدى صنعاء جيرالد فايرستاين إن المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن تم التوصل إليها عبر كفاح مئات الآلاف من اليمنيين الذين توحدوا في المطالبة بالتغيير الجذري في حكومتهم ومجتمعهم، مضيفاً " التغيير الحقيقي لا يأتي بسهولة!".

وأكد السفير الأمريكي – في كلمته بحفل العيد الـ237 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية - ثقته بأن اليمن سيخرج من كل تحديات المرحلة الانتقالية الحالية، "كيمنٍ أكثر حيوية، وأكثر ديمقراطية، وذات مجتمع أكثر استقراراً من ذي قبل"، منوهاً بأن التزام الولايات المتحدة بدعم تلك المرحلة هو في أعلى درجات قوته وتصميمه على الإطلاق.

ولوحظ في الحفل حضور لكل كبار مسئولي الدولة خاصة السلك العسكري الذي مثل لعدد كبير إبتداء من وزير الدفاع وأعضاء اللجنة العسكرية , إضافة إلى جمع حاشد من الوزراء والمسئولين والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي.

وأشار فايرستاين في كلمتة "الى الجدل القوي الذي يدور اليوم من صالات الاجتماعات في الفندق إلى قاعات اجتماعات البلدة، إلى البلدات والقرى، والى الأسئلة التي يطرحها الكتاب اليمنيون عن مستقبل هذه البلاد: هل يمكن أن تنجو؟ وهل ستنجو فعلاً ؟ وهل لدى الشعب الإرادة للتغلب على هذه التحديات؟، مضيفاً بقوله "يمكنني أن أقول بتفاؤلٍ بأننا نؤمن بأن الجواب هو "نعم" لأن الجدل والتحديات لا يضعفان اليمن، بل يزيداه قوة".

ونوه بأن هناك أوجه شبه بين كفاح شعبه نحو الاستقلال قبل أكثر من 230 عام، وكفاح اليمنيين الآن، "ورؤيتنا المشتركة للمجتمعات التي تضمن ليس فقط الحريات من فحسب، ولكن بأن لكل الناس حقوق لا يمكن انتزاعها بما في ذلك الحياة، والحرية، وفرص تحقيق السعادة".

وأشار السفير الأمريكي الى أن اليمنيين اليوم يتصارعون مع الكثير من القضايا التي تشبه الى حد ما القضايا التي تصارع عليها الأمريكيون بعد الاستقلال، مشيراً بقوله "حتى أننا سمعنا عن جدال يتعلق بموقع عاصمة البلاد".

وقال "بعد مضي عام على المرحلة الانتقالية، فإن من المناسب أن نرسم خطاً آخر للشبه بين تجربة الدولة الأمريكية الشابة خلال القرن الثامن عشر والتحديات التي تواجهها اليمن اليوم، مستشهداً بوصف إبراهام لينكولن وهو أحد قراء التاريخ الأمريكي القديم، حيث وصف نجاح الولايات المتحدة، أو حتى بقائها في حينه، بأنه تجربة "أبعد ما تكون عن المؤكد في البداية، فخلال السنين الأولى بعد الاستقلال، كانت المحاولات الأولى لإيجاد منظومة حكم، ومواد الإتحاد قد فشلت، وأن اتفاق المواطنين على دستور جديد وأكثر قوة غير مؤكد، واشتعلت التمردات المسلحة التي تهدد أمن البلاد واستقراره في كلٍ من ولايتي بنسلفانيا وماساتشوستس؛ وفي مناظرات محمومة، تناولت الولايات قضية السلطات المناسبة للولايات والحكومة المركزية، ومسئولياتهم المشتركة في دفع المديونيات، وحتى أنه كانت هناك خلافات تتعلق بموقع عاصمة البلاد، كل هذه القضايا كانت تهدد بتشتيت البلاد.

ونوه بأن الأمريكيين في العام الأول من استقلالهم، "أخذت مناقشات المواضيع صفة النشاط القوي إلى درجة العنف أحياناً مما جعلنا نشكك في مستقبل بلادنا، وعما إذا كانت ستبقى أو يجب أن تبقى، مشيراً الى أنه وصل بهم الحد الى "التشكيك بالتزام زملائنا الأمريكيين بالرؤية المشتركة التي وحدتنا خلال سبعة أعوام طوال من الكفاح لتحقيق الاستقلال، ولكننا نجحنا في النهاية" .

وكانت السفارة الأمريكية لدى صنعاء، احتفلت أمس السبت، بالعيد السابع والثلاثين بعد المائتين لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور أكثر من 450 من المسوؤلين اليمنيين والأجانب والامريكين، والدبلوماسيين.