في الوقت الذي يتجاهل فيه العالم أخطار الترسانة النووية الإسرائيلية على الحياة والبيئة والسلام في العالم العربي ، وما يمله مفاعل ديمونا الصهيوني النووي العجوز الذي أنشأ قبل 44 عاماً والمتواجد في صحراء النقب من خطورة تنبأ بحدوث محرقة نووية غير مسبوقة في التاريخ ؛ في ذات الوقت ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية في عددها الصادر يوم أمس الأربعاء "1/8" أن مداولات ومشاورات جرت في الآونة الأخيرة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ، أيهود أولمرت ، ووزارة البنية التحتية الإسرائيلية بشأن إقامة مفاعل نووي جديد يستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية .. 

وأضافت الصحيفة العبرية أن المسؤولين الإسرائيليين يخططون لإقامة محطات نووية لإنتاج الكهرباء منذ عشر سنوات ، إلا أن فكرة توسيع المشروع النووي الإسرائيلي أصبح خلال الفترة الأخيرة أكثر عمقا وجدية خاصة في ظل ارتباط قطاع الطاقة الإسرائيلي بالوقود المستورد من الخارج وما يعنيه من تكلفة عالية إضافة إلى تراجع قدرة إسرائيل على تلبية احتياجات سكانها من التيار الكهربائي .

وقال مدير عام شركة الكهرباء الإسرائيلية "اوري بن نون" في تصريحات سابقة :إن رجال لجنة الطاقة الذرية قد تحدثوا معه حول إقامة المفاعل الجديد.. والغريب في الأمر أن لجنة الطاقة الذرية أكدت أقوال " بن نون " وذلك على خلاف عادتها في مثل هذه الأمور .

وجاء من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بان وزارة البنية التحتية هي من تهتم بهذا الأمر لكن الوزارة المعنية رفضت التعقيب على هذا النبأ ..

وأنشأت دولة الكيان منذ عام 1963 مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب بمعونة فرنسا ودعم الولايات المتحدة الأمريكية .. ويتكون المفاعل من تسع مباني تنتج البلتونيوم والليثيوم والبريليوم واليورانيوم المشع والترينيوم ..

وقد استهلك المفاعل منذ تأسيسه (1400) طن من اليورانيوم الخام ، حيث يعمل المفاعل بضعف طاقته بمعدل 16 ساعة يوميا بدل 8 ساعات، ولم يتم تزويده بابراج تبريد جديدة منذ عام 1971؛ وتُنقل المواد النووية من المفاعل وتجمع في مركز تجميع الرؤوس النووية شمال مدينة حيفا ، حيث أن هذا المركز هو احد خمسة مراكز نووية في إسرائيل بالإضافة الى ديمونا ..

 ويقدر خبراء الطاقة النووية أن مفاعل ديمونا يصنع 5 قنابل نووية بقوة 20 كيلواط للقنبلة الواحدة سنويا ..والمفاعل الإسرائيلي الذي أنتج نحو 200 قنبلة نووية وأصبح عجوزاً " بعمر 44 عاماً " خطره ليس حربياً فقط، بل يتمثل أيضاً بالتلوث الإشعاعي بما يتسرب منه ومن نفاياته النووية، قد يتحول إلى محرقة نووية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.