آخر الاخبار

الولايات المتحدة تدفع تعويضا سريا لأسر ضحايا الطائرات بدون طيار في اليمن

الأربعاء 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 2904
قالت منظمة ريبريف ان الولايات المتحدة الأمريكية دفعت تعويضا سريا لاهالي شخصين قتلا في قصف لطائران بدون طيار بطريقة الخطأ باليمن . 

وكشفت المنظمة في بيان تلقى مأرب برس نسخة منه ان الولايات المتحدة دفعت تعويضاً لأسرة قتيلين مبلغ مائة الف دولار وتم التسليم بمقر الامن القومي بصنعاء

وقالت المنظمة في البيان أن فيصل بن علي جابر، وهو رجل يمني فقد صهره وابن أخيه في غارة طائرة بدون طيار عام 2012، استلم حقيبة تحتوي على رزم من الدولارات الامريكية خلال اجتماع في مقر الأمن القومي اليمني.

وقال مسؤول في الأمن القومي، الذي طلب الاجتماع مع ممثل العائلة، إن الأموال قد جاءت من الولايات المتحدة، وأنه قد كُلِّف بتسليمها لهم وأضاف بطلب أن يكون هذا الأمر سريا ولا يجب أن يعرف أحد مصدر التعويض.

منذ وفاة أقاربه، قام السيد فيصل بن علي جابر بحملة مناهضة واسعة ضد البرنامج السري للطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن - ممثلة بمحامين من منظمة ريبريف. وفي أواخر عام 2013 سافر إلى واشنطن واجتمع مع أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الأمن القومي. وفي هذا السياق ذكر المسؤول في الأمن القومي لممثل العائلة أن هذه الدفعة جاءت نتيجة الحملة والجهود التي قام بها السيد علي بن جابر في الولايات المتحدة.

وقد جاء المبلغ وقدره مئة الف دولار أمريكي بعد أن بدأت عائلة السيد بن علي جابر، دونما توقف، بعملية المطالبة الرسمية بالتعويض، حيث أكدت الحكومة اليمنية في خطاب ورسمي أن الولايات المتحدة نفذت تلك الغارة بطائرة بدون طيار وتسببت في وفاة أقارب مدنيين "عن طريق الخطأ". وخلال عملية التعويض الرسمي هذه تلقت الأسرة أيضا مبلغ 11 مليون ريال يمني تعويضاً بالإضافة الى تعويض خاص للأضرار المادية الناتجة عن الضربة.

على الرغم من دفع هذا المبلغ إلى أسر الضحايا، لم تعترف الولايات المتحدة علناً بأن الضربة التي قُتل فيها وليد بن علي جابر وسالم بن علي جابر كانت خطأ وأن الرجلين كانا مدنيين أبرياء. ولم يتم التحقيق في الوفاة كما لم تعتذر الولايات المتحدة أبدا للأسر.

وكان وليد بن علي جابر شرطيا محليا، بينما كان سالم بن علي جابر مدرسا وإمام مسجد يعظ باستمرار ضد تنظيم القاعدة، وكان يعظ ضد التطرف في مسجد محلي قبل أيام فقط من مقتله. ومنذ وفاة أقاربه أطلق السيد فيصل بن علي جابر إجراءات قانونية ضد الحكومة الألمانية لدورها في تسهيل البرنامج الأمريكي السري لضربات الطائرات بدون طيار.

وقال فيصل بن علي جابر: "تلقت أسر الضحايا المال من حكومة الولايات المتحدة كاعتراف بالذنب في قتلها أقاربنا في غارة طائرة بدون طيار"عن طريق الخطأ". ولكن هذه ليست عدالة. لأن جميع سكان القرية تم إرهابهم في تلك الليلة ولم يعوضوا وأن هناك العديد من الأسر في مناطق أخرى من اليمن فقدوا أقارب أبرياء في غارات أمريكية بدون طيار ولكنهم لم يتلقوا اي تعويض. إذا كانت الولايات المتحدة تحارب الإرهاب فعلا فإن عليها أن تفهم أن الاعتراف "بخطأها" بالتسبب في مأساة عائلتي وعائلات كثيرة في اليمن ثم الاعتذار ثم التعويض العادل للجميع هو من ضمن أدوات محاربة الإرهاب الفاعلة. أما التعويض السري في غرف داخل الأجهزة الأمنية اليمنية، فإنه وسيلة لاتساع التطرف لأن دماء الأبرياء لا تباع أو تشترى بالأوراق النقدية."

وقالت كوري كريدر، وهي مديرة منظمة ريبريف ومحامية السيد بن علي جابر: "إن الرئيس اوباما لا يزال يمانع في الاعتراف بكامل حقيقة برنامج الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن إلا ان هذه التعويضات تكشف يعض هذه الحقيقة، حتى لو استمر البيت الأبيض صامتا. في الواقع ان دفع هذه المدفوعات النقدية دون المساءلة الكاملة لن تهدئ الغضب تجاه سقوط المدنيين على يد الضربات الامريكية، ولن تجلب استمرار هذه الضربات سوى المزيد من زعزعة البلاد. تريد أسر الضحايا تفسيرا لما حدث بحقهم كما تستحقه ذلك، بينما من الضروري ان يعلم الشعب الأمريكي كامل الحقيقة حول ما يجري باسمه