تفاصيل الأزمة السياسية العاصفة ببريطانيا

الثلاثاء 10 يوليو-تموز 2018 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 3441
 


عينت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي جيريمي هانت وزيرا جديدا للخارجية بعد استقالة سلفه بوريس جونسون، في حين استغلت الخارجية الروسية المناسبة لانتقاد المملكة المتحدة.
وكان هانت وزيرا للصحة قبل تعيينه وزيرا للخارجية، وعين خلفا لبوريس جونسون الذي قدم استقالته احتجاجا على خطط الحكومة إقامة علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء عملية الخروج من الاتحاد، كما اختلف جونسون مع ماي بشأن اتفاقية الخروج من الاتحاد التي تنوي إبرامها.
وقال جونسون في رسالة استقالته "إن حلم بريكست يحتضر"، مضيفا "نحن نتجه فعلا لنصبح مستوطنة" تابعة للاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك بعد يوم من استقالة الوزير المكلف بملف "بريكست" ديفد ديفيس من منصبه، وهو ما شكل ضربة لماي التي كانت تأمل إطلاق يدها في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وكانت ماي قالت في كلمة أمام النواب أمس "نحن على خلاف بشأن الطريقة الفضلى لتنفيذ تعهدنا المشترك بتفعيل نتيجة استفتاء" يونيو/حزيران 2016 الذي أيد فيه 52% من البريطانيين خروج المملكة من الاتحاد". ودافعت عن إستراتيجيتها التي قالت إنها الأفضل لمستقبل البلاد.

وبعد أشهر من الانقسامات في صفوف الأغلبية المحافظة بشأن مستقبل العلاقات بين لندن وبروكسل، كانت ماي تعتقد أنها توصلت إلى توافق وبات بإمكانها أن تدافع بحرية عن خطتها في بروكسل.

"لكن وهم الوحدة لم يدم سوى 48 ساعة"، بحسب تصريحات زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن أمام البرلمان. وانتقد كوربن عامين من المماطلة و"الفرص الضائعة".

وحذر كوربن من أن "مستقبل الوظائف والاستثمارات في خطر"، داعيا الحكومة إلى التحرك أو "الرحيل".

وكانت الإشاعات تتواتر منذ أشهر بشأن رحيل ديفيس (69 عاما) الغاضب من مسار المفاوضات حتى وإن ظل في العلن يظهر ولاءه لماي.

في المقابل فإن بوريس جونسون (54 عاما) الذي كان أحد زعماء حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لم يكن يخفي معارضته لرئيسة الحكومة وينتقد علنا خياراتها دون أن يتعرض لأي عقاب.
وتواجه ماي تمردا من المعارضين للاتحاد الأوروبي في صفوف حزبها بعد أن أعلنت عن خططها للتفاوض على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي عقبخروج بريطانيا من هذا التكتل في العام المقبل.
"تشفي" موسكو
التطورات الأخيرة في بريطانيا اعتبرتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا دليلا على وجود أزمة حكومية في المملكة المتحدة.
وكتبت زاخاروفا في صفحتها على موقع فيسبوك"هل تتذكرون أننا تحدثنا عن أن هذه المكيدة القذرة والمعقدة ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لحكومة تيريزا ماي؟ تفضلوا".
وأعربت زاخاروفا عن رأيها بأن مواصلة نشر الأكاذيب حول يد الكرملين والعدوان على بريطانيا وغاز نوفيتشوك وكأس العالم 2018 وغيرها "أصبحت أمرا خطيرا".
وكتبت زاخاروفا أن الكثير في داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) ضبابي، باستثناء أمر واحد يتمثل بأن "خطوط الأزمة في الحكومة أصبحت أكثر وضوحا".
وتفجرت أزمة كبيرة بين بريطانيا وروسيا في مارس/آذار الماضي عندما اتهمت لندن موسكو بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، بينما رفضت روسيا تلك الاتهامات.
وانضاف حادث جديد مماثل الأحد عندما أعلنت بريطانيا وفاة داون ستورجيس (44 عاما) بعد يومين من مكوثها في المستشفى إثر تعرضها لغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في غربي إنجلترا، وعلى بعد أميال قليلة من المكان الذي تعرض فيه سكريبال وابنته للتسميم.
واتهم وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسونروسيا بشن هجوم بغاز الأعصاب في بلاده أدى لوفاة ستورجيس.